رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كاتب بريطاني: نحن ما نقرأ وما لا نقرأ على السواء

27-1-2019 | 00:52


رأى الكاتب البريطاني ستيج أبل أن مكتبة المرء تحكي الكثير عن شخصيته.


وفي مقال بصحيفة (آي) البريطانية، لفت الكاتب إلى شدة الحرص الذي كانت تبديه الشاعرة الأمريكية سلفيا بلاث إزاء كُتُبها؛ حتى أنها علقت في مذكراتها على (شخبطة) أحدهم على هامش كتاب كان قد استعاره منها قائلة: "كان الأمر مريعا، وكأن غريبا اعتدى على أطفالي وضربهم".


ويمكن للجميع، بحسب أبل، أن يرى في تعليق الشاعرة بلاث على الحادث نوعا من المبالغة والشطط في رد الفعل.


أما الروائي الأمريكي، نورمان ميلر، فهو بحسب الكاتب يقف على الجانب الآخر؛ فقد كان عدوانيا بشكل إيجابي تجاه كتبه، حتى إنه قد يمزق الأجزاء التي يريدها من تلك الكتب ويحشو بها جيبه إذا كان بسبيل الخروج للمشاركة في ندوة قراءة علنية.


وخلص الكاتب من هذين المثالين (بلاث وميلر) إلى أنه يمكن الحكم على شخصية المرء من خلال الطريقة التي ينظر بها إلى كتبه؛ فقد كانت بلاث كئيبة وحساسة إلى حد كبير، أما ميلر فكان نرجسيا يميل إلى العنف.
ورأى أبل أن القرارات التي نتخذها بشأن ما نقتني من كتب تشي للعالم عن بعض صفاتنا كأشخاص، وأننا نحكم على الآخرين بلا تردد من خلال عاداتهم في القراءة.


ورصد الكاتب قول أحد الوزراء البريطانيين البارزين - مؤخرا - "إذا ما قمت بزيارة لبيت أحدهم وألفيت مكتبة عامرة هذه الأيام، عندئذ يمكنك التأكد من أن أصحاب هذا البيت لا يصوّتون لصالح حزب المحافظين".


ونقل الكاتب عن الروائية، ليندا جرانت، القول إنها لا يمكن أن تولي ثقتها لشخص ليس لديه قصصه الخاصة؛ إذْ لا يمكن لمثل هذا الشخص أن يتعاطف مع قصص الآخرين.


وتابع أبل قائلا: "إذا كانت القراءة هي نشاط شخصي، فهي أيضا نشاط اجتماعي؛ ذلك أننا أحيانا ما نفرض كُتبًا على معارفنا بدعوى الإسهام في إذكاء جذوة ألمعيتهم، ونحن إذ ذاك إنما نسعى إلى تأكيد صفة ما عن أنفسنا عبر هذا الفعل الأناني من العطاء".


وأشار الكاتب إلى بعض الأفعال من هذا القبيل، كالاشتراك في نوادي للكتب، ونشْر توصيات بقراءة كتب بعينها والترويج لأغلفة كتب على وسائل التواصل الاجتماعي.


وأكد أبل أن فكرة الكشف عن حقيقة ذواتنا يمكن بشكل كبير الوصول إليها عبر التعرف على الكتب التي نقرأها؛ فمن الممكن دائما الحكم على أحدهم من خلال قائمة قراءاته الشخصية.


واختتم الكاتب قائلاً "نحن ما نقرأ وما لا نقرأ على السواء. وعلى هذا الأساس يمكن الوقوف على أسباب الفزع من الاقتراح الخاص بوجاهة تهذيب المرء لمكتبته والتخلص من زوائدها جنبا إلى جنب مع التخلص من كافة الزوائد العالقة بحياته والتي قد تمتد إلى دوائر الأصدقاء وأفراد العائلة".