«ماكرون» يبدأ زيارته الأولى لمصر اليوم.. دبلوماسيون: الزيارة ترسيخ للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.. والقضايا الإقليمية والإرهاب على رأس الأجندة.. والعلاقات الثنائية شهدت زخما في عهد «السيسي»
وصف
دبلوماسيون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة بالهامة نظرا لكونها
الأولى منذ توليه مهام منصبه قبل عامين تقريبا، إلى جانب تزامنها مع عام الثقافة
المصرية الفرنسية الجاري، والزخم الذي تشهده العلاقات المصرية الفرنسية خلال الخمس
سنوات الماضية والتعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وأكدوا أن
برنامج الزيارة حافل ويمثل فرصة للترويج للسياحة ودعوة المزيد من السياح الفرنسيين
إلى زيارة مصر وذلك خلال الجولة التي سيجريها اليوم ماكرون بمعبد أبو سمبل في أسوان،
موضحين أن الزيارة ترسيخ للشراكة الإستراتيجية بين البلدين حيث ترى فرنسا أن مصر شريك استراتيجي وتجاري هام وتسعى لتعزيز التعاون معها.
كان الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وصل اليوم الأحد، إلى مطار أبو سمبل، في زيارة تستغرق
3 أيام، وهي الزيارة الأولى له للقاهرة منذ توليه مقاليد الحكم في 2017، وسيبدأها بزيارة
معبد أبو سمبل في أسوان للاحتفال بالذكرى الخمسين لنقل المعبد، وسيعقد الرئيس عبد الفتاح
السيسي، غدًا الإثنين، قمة مصرية - فرنسية مع نظيره الفرنسي في قصر الاتحادية.
ترسيخ للشراكة الإستراتيجية
السفير حسين
هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر
تكتسب أهمية بالغة خاصة في ظل اعتبار 2019 عام الثقافة المصرية الفرنسية، مضيفا
إنه تم الاتفاق على الزيارة خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا في أكتوبر
2017.
وأضاف هريدي
- في تصريح لـ"الهلال اليوم" - إن العلاقات المصرية الفرنسية خلال السنوات
الخمس الماضية ارتقت إلى مستوى الشراكة القوية في كافة المجالات، وإن الزيارة تجسد
حالة الزخم وقوة الدفع التي اكتسبتها علاقات البلدين، وستعمل بشكل كبير على ترسيخ الشراكة
الاستراتيجية والعلاقات العميقة بين الدولتين.
وأكد أن البعد
الثقافي والفني والأدبي في العلاقات بين القاهرة وباريس أمر هام وسيكون هناك معرض لتوت عنخ آمون في باريس في الفترة من مارس وحتى سبتمبر المقبل، ومن المهم تعزيز التعاون
بين البلدين في هذا المجال، مشيرا إلى أن القمة المرتقبة غدا بين الرئيس عبد الفتاح
السيسي ونظيره الفرنسي ستناقش عدة ملفات على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.
وأضاف إن أبرز
الملفات في العلاقات الثنائية تعزيز التعاون وخاصة في مجالات الأمن والدفاع ومحاربة
الإرهاب، والجوانب الاقتصادية والتنموية حيث سيجري توقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقيات
المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أنه على الجانب الإقليمي فإن الأوضاع في ليبيا وسوريا
ستتصدر مباحثات الرئيسين خاصة بعد القرار الأمريكي بسحب القوات من شمال شرق سوريا.
ولفت مساعد
وزير الخارجية الأسبق إلى أن المباحثات أيضا ستتطرق إلى تفعيل جهود الأمم المتحدة وخاصة
قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية
سياسية، مضيفا إن الرئيسين أيضا سيبحثان تطورات القضية الفلسطينية والسلام في الشرق
الأوسط والتعامل مع السياسة التركية في شمال سوريا وإيران والقوى السياسية الموالية
لها، وكذلك محاربة الإرهاب في دول الساحل الأفريقي.
تعزيز للتعاون
ومن جانبه، قال السفير محمد حجازي،
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن العلاقات المصرية الفرنسية استراتيجية وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه في
2017 بالتزامن مع عام الثقافة المصرية الفرنسية الذي يواكب الذكرى 150 لافتتاح قناة
السويس، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد زار فرنسا في أكتوبر 2017.
وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هناك العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين،
كما اختارت فرنسا مصر لتكون شريكا اقتصاديا وتجاريا واستراتيجيا لها، مشيرا إلى أن
الزيارة تأتي بهدف تعزيز التعاون على المستوى الثنائي والإقليمي والتنسيق أيضا على
المستوى الأفريقي بالتزامن مع اقتراب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي نظرا للاهتمام
الفرنسي بالقارة.
وأكد وجود تعاون سياسي وإستراتيجي هام
بين البلدين في الملفات العسكرية والأمنية والصفقات العسكرية الخاصة بطائرات الرافال
والفرقاطات البحرية جويند التي يجري تصنيعها في الترسانة البحرية المصرية، مشيرا إلى
أهمية التعاون على المستوى الثقافي في ظل عام الثقافة المصرية الفرنسية الجاري.
وأشار إلى أن فرنسا هي الشريك التجاري
الـ11 لمصر بإجمالي مبادلات تقدر بـ2.5 مليار يورو ، 1.9 مليار يورو منها لصالح فرنسا
و65 مليون يورو لصالح مصر، كما أن باريس مستثمر هام في القاهرة بإجمالي استثمارات تقدرب4.5
مليار يورو تمثلها نحو160 شركة، كما أن الصادرات الفرنسية لمصر زادت بنسبة 20% وكذلك
زادت المبادلات التجارية بنسبة 16% خلال العام الماضي.
ولفت عضو المجلس المصري للشئون الخارجية
إلى وجود تعاون بين البلدين في مجال تمويل المشروعات الكبرى في مصر كخطوط مترو الأنفاق
ومعدات الصناعة، حيث قدمت فرنسا نحو 400 مليون يورو دعم لإنشاء الخط الثالث لمترو الأنفاق،
مضيفا أن المباحثات المرتقبة بين السيسي وماكرون غدا ستتناول التحديات المحيطة بالمنطقة.
وأضاف أن زعيمي البلدين يدركان التحديات
المشتركة في الشرق الأوسط وأوروبا كالهجرة غير المشروعة والإرهاب وأنها قضايا عابرة
للحدود ولا يمكن التعامل معها بشكل منفرد إنما بالتعاون لمواجهتها من المنبع، مشيرا
إلى أن برنامج زيارة ماكرون في القاهرة حافل ومنها ما هو سياحي وثقافي كزيارته اليوم
لأسوان ومعبد أبو سمبل التي تعتبر رسالة هامة وفرصة لدعوة السياح لزيارته ودلالة على
الأمن والاستقرار في مصر.
وأكد اهتمام السياحة الفرنسية بالجانب
الثقافي والمتحف المصري الكبير المرتقب افتتاحه في 2020، مشيرا إلى أن ماكرون سيلتقي
أيضا البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور
أحمد الطيب.