رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


30 اتفاقية مصرية فرنسية.. وخبراء: نتائج القمة الثنائية مهمة.. والاتفاقيات تعظم قيمة التبادل التجاري وتدفع العلاقات لمستوى الشراكة الإستراتيجية.. «الفرنسية للإدارة» عريقة وستسهم في تنمية الكفاءات

28-1-2019 | 17:44


ثمن خبراء اقتصاديون نتائج مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل، مؤكدين أن الاتفاقيات الثنائية التي وقعها الجانبان ستعمل على تعظيم قيمة التبادل التجاري والتعاون بين البلدين بشتى المجالات وستدفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، موضحين أن التعاون بشأن تدريب الشباب مع المدرسة الفرنسية للإدارة له أهمية كبرى في تنمية الكفاءات.

وعقب مباحثات الزعيمين، قال الرئيس السيسي، إنه اتفق مع ماكرون على ضرورة إعطاء دفعة قوية للتعاون فى المجالات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، مضيفا أن زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة يعكس مكانة وتميز العلاقات السياسية والإستراتيجية بين مصر وفرنسا.

وشهد الرئيسان توقيع نحو 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، بينها مذكرة تفاهم لشراكة استراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة لعام 2019 - 2023 متضمنة أهم محاور التعاون وفقا لرؤية مصر لعام 2030، وكذلك مذكرة تفاهم لتمويل أعمال المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق "ميدان هليوبوليس– مطار القاهرة" بقرض قيمته 336 مليون يورو، منهم 286 مليون يورو دعم من الحكومة الفرنسية، إضافة إلى 50 مليون يورو قرض تجارى.

وكذلك قرض بقيمة 50 مليون يور ومليون يورو منحة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتمويل الشركات المملوكة للنساء ووقع من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والمدير التنفيذي للوكالة الفرنسية للتنمية، كما تم التوقيع علي مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بمصر والمدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة.

كما تم التوقيع أيضاً علي إعلان نوايا بين وزارة الصحة المصرية ووزارة التضامن والصحة الفرنسية للتعاون في إقامة مشروع مشتقات الدم ووقع من الجانب المصري الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة ووزير الخارجية الفرنسي، واتفاق إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية بمصر، وإعلان حكومي بين مصر وفرنسا بشأن تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والفرانكوفوني والجامعي والعلمي والفني.


تعظيم التبادل التجاري والتعاون

الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، قال إن فرنسا هي شريك قوي اقتصاديا وسياسيا والاتفاقيات التي شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون توقيعها اليوم ستعمل على تعظيم قيمة التبادل التجاري والتعاون بين البلدين بشتى المجالات وكذلك الاستفادة من الخبرات الفرنسية في مجالات كالصحة وتدريب الشباب والمشروعات الصغيرة.

وأوضح الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قيمة التبادل التجاري بين مصر وفرنسا خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس 2018 بلغت 1.4 مليار يورو، فيما تجاوزت قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر قيمة 4 مليار يورو، مضيفا أن تعظيم هذا التعاون والاستفادة من الخبرات الفرنسية في كافة المجالات أمر يهم البلدين.

وأضاف أن فرنسا متقدمة في مجالات مختلفة أبرزها صناعة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهذه تعمل مصر على تطويرها، مشيرا إلى أن هناك نحو 160 شركة فرنسية عاملة في مصر ومن المهم استقطاب عدد أكبر منها، موضحا أن ملف السياحة أحد الملفات الهامة في هذه الزيارة وهناك 150 ألف سائح فرنسي زاروا مصر في 2018، ومستهدف المزيد.

وأكد الخبير الاقتصادي أن هناك تطورا إيجابيا في حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر ومع زيارة ماكرون سيكون هناك ترويجا للفرص الاستثمارية المتاحة وكذلك للمقاصد السياحية بما يعظم من قيمة الاستثمارات، موضحا أن فرنسا شريك قوي وله مكانة كبيرة وتنعكس العلاقات معها على ملف الاقتصاد، وكذلك لها خبرات متقدمة في مجال النقل لذلك فالتعاون معها في إنشاء الخط الثالث لمترو الأنفاق مهم.

 

نتائج المباحثات مهمة

وقال الدكتور مدحت الشريف، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن مذكرات التفاهم بين مصر وفرنسا الموقعة اليوم بين البلدين عقب مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تضيف للعلاقات المصرية الفرنسية، وتعكس الاهتمام الفرنسي بتنمية العلاقات مع مصر إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

وأشار الشريف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إلى أن حرص ماكرون على زيارة مصر في التوقيت الراهن له دلالة هامة في ظل الاضطرابات التي تشهدها فرنسا والتي جعلته يعتذر عن حضور المنتدى الاقتصادي في دافوس، وهي فرصة لتوضيح الحقائق والرد كل المعلومات المغلوطة التي تروج عن مصر ونقل هذه الرسائل إلى الاتحاد الأوروبي والعالم.

وأكد أن الرئيس السيسي رد على كل تلك النقاط خلال المؤتمر الصحفي مع ماكرون وأوضح أن الأسلحة التي حصلت عليها مصر تستخدم في الدفاع عن الدولة ضد الإرهاب الذي يغتال الأبرياء في المساجد والكنائس وليس للقمع، مؤكدا أهمية توضيح كل الحقائق خلال مباحثات الزيارة وما بعد ذلك.

وأشار إلى أن وجود ماكرون في الأماكن السياحية في أسوان يعطي انطباعا للعالم عن مدى جاذبية مصر للسياح ورسالة عن الاستقرار في مصر وخاصة الأمني بما يؤدي لنتائج إيجابية في الترويج للسياحة وجذب الاستثمارات، مضيفا أن الزيارة تحمل عدة أبعاد وجاءت نتائج المباحثات المصرية الفرنسية هامة.

 

تنمية الكفاءات الشباب

ومن جانبه، قال الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي، إن مذكرات التفاهم التي تم توقيعها اليوم بين مصر وفرنسا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحمل أهمية بالغة وتعود بالنفع على الاقتصاد المصري خاصة وأنها تهتم بكافة المجالات، كجهاز المشروعات الصغيرة وأهمية دعمه ماديا ليحدث تقدما في هذا القطاع.

وأوضح الدسوقي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التعاون المصري الفرنسي في مجال التدريب أيضا يحمل أهمية كبرى وذلك بعد اتفاقية التعاون بين أكاديمية تأهيل الشباب المصرية والمدرسة الفرنسية للإدارة، مضيفا إن هذه المدرسة عريقة وتخرج فيها كبار المسئولين في فرنسا وستسهم في تنمية الكفاءات والكوادر من الشباب المصري.

وأضاف إن هذه الاتفاقيات والتي شملت مجالات متعددة تنعكس على الاقتصاد بما يعمل على زيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر والبالغة 4.5 مليار يورو، فيما يعمل نحو 160 شركة فرنسية في مصر، مشيرا إلى أن هذا الرقم في الشركات والاستثمارات مرشح للزيادة بعد زيارة ماكرون الأولى لمصر.