خبير سياسي: مصر تطبق حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.. وقصرها على حق واحد إجحاف

«الورداني»: مصر حققت نجاحات في ملف حقوق الإنسان.. والغرب يتعامل بازدواجية

تصريحات قوية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون كشفت الحقائق وردت على المزاعم التي يروجها البعض بشأن أوضاع حقوق الإنسان، فيما أكد سياسيون أن مصر حققت نجاحات في هذا الملف وتطبقه بمفهومها الشامل إلا أن الغرب يتعامل بازدواجية ويقصرونها على حق واحد فقط.

وأكد السياسيون أن المبادرات التي تنفذها الدولة وكذلك مشروعاتها لتطوير العشوائيات والتعليم والنهوض بالمنظومة الصحية والتعليمية وتحقيق الأمن، كلها تدخل في إطار حقوق الإنسان، إلا أن المنظمات المسيسة تغض الطرف عن تلك الإنجازات وتنظر إلى جانب واحد مما يمثل إجحافا لما حققته الدولة.

وقال السيسي إنه لا يجب اختزال حقوق الإنسان في حرية الرأي فقط، مضيفا أن مصر نجحت في  توفير مساكن لـ250 ألف أسرة وعلاج مئات الآلاف من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي وبذلت جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب، وأن التظاهر حق يكفله القانون والدستور ولكن يجب أن يبقى في إطار القواعد المنظمة له".

ووجه عدد من الإعلاميين المصريين أسئلة قوية للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي بقصر الاتحادية، وكان أول هذه الأسئلة عن حقوق الإنسان في مظاهرات السترات الصفراء بفرنسا، وما إذا كانت الشرطة الفرنسية ومختلف أجهزة الدولة قد التزمت بصيانة حقوق الإنسان، كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

الغرب يتعامل بازدواجية

شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، قال إن مصر حققت تقدما وتطورا إيجابيا في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية ونجحت في علاج مشاكل كبيرة، مضيفا إن حقوق الإنسان لا يجب اختزالها في حرية الرأي فقط كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مؤتمر صحفي بعد مباحثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأوضح الورداني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشروعات الدولة لتوفير سكن كريم وتحسين الحالة الصحية كلها تدخل في إطار حقوق الإنسان، مضيفا إن مصر أكبر دولة تبني مشروعات لتطوير العشوائيات وتوفير السكن الكريم لسكانها، كما أنها تنفذ أكبر مسح طبي في العالم للقضاء على فيروس سي في إطار حملة 100 مليون صحة.

وأضاف إن "فاقد الشيء لا يعطيه فكيف لماكرون أن ينتقد وضع حقوق الإنسان في مصر ويتغافل عن تطبيقها في باريس في تظاهرات السترات الصفراء؟"، موضحا أن الغرب يتعامل بازدواجية وهناك منظمات مسيسة تهاجم  مصر وتصدر تقاريرا مغلوطة.

وأكد أن مصر الآن في مرحلة بناء وتحارب الفساد والإرهاب وتعمل على استكمال مسيرة التنمية والاستقرار.

المفهوم الشامل

فيما قال عاطف سعداوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن مصر تنظر لملف حقوق الإنسان بنظرة شاملة ولا تقصره فقط على حق واحد وهذه هي الرؤية التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي ويستعرضها في كل المحافل الدولية منذ عام 2014، وحتى تصريحاته اليوم بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأوضح سعداوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تركز على المفهوم الشامل لحقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الحياة والتنمية والتعليم والصحة والأمن، مضيفا إن إثارة ماكرون ليس لانتقاد أو تلقين مصر دروسا، إنما جاء استجابة لضغوط داخلية، وجاءت زيارته بالأساس لتعميق المصالح المشتركة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهذا ظهر من خلال الاتفاقيات الموقعة والبالغ قيمتها نحو مليار يورو، فضلا عن مناقشة الأوضاع الإقليمية.

وأشار إلى أن قصر حقوق الإنسان في مصر على حق واحد كحرية الرأي هو إجحاف للمفهوم نفسه وهدفه استغلال الأمر سياسيا، مؤكدا أن الحق في الحياة أهم حق من حقوق الإنسان، ولا يقل أهمية عن حرية التعبير لذلك يجب النظر للملف من منطلق شامل اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا.

وأضاف إن هذا ما يطالب به الرئيس السيسي العالم دائما، لأن مصر أنجزت تقدما في الكثير من الحقوق ولو نظر العالم إلى ملف حقوق الإنسان في مصر بنظرته الشاملة سيرى الإنجازات، إنما قصرها على أحد الحقوق السياسية فقط فأمر غير منصف.

الرئيس أوضح الحقائق

ومن جانبه، قال إبراهيم الشهابي، مدير مركز الجيل للدراسات السياسية، إن مصر تطبق نموذجا من العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان بمفهوم شامل وذلك عبر توجيه الدعم لمستحقيه ومبادرات مثل "حياة كريمة" لرعاية الفئات الأكثر احتياجا و"نور حياة" لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار وكذلك حملة "100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي وعلاج الأمراض غير السارية وحتى قانون ذوي الإعاقة والقضاء على العشوائيات ومقاومة الفقر.

وأوضح الشهابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، الدولة تعمل على تحسين جودة حياة الموطنين من خلال أيضا التأمين الصحي الشامل ومنظومة التعليم الجديدة، لأن هذه هي أولويات حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن مصر تقدم نموذجا جديدا لحقوق الإنسان وفق أولويات المرحلة التي تناسب طبيعة الوضع في مصر وفي الوقت نفسه تهتم بقضايا حريات الرأي والتعبير.

وأشار إلى أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال المؤتمر الصحفي عقب مباحثاته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون جاءت شاملة وموضحة لكل الحقائق ولطبيعة المرحلة الراهنة وفندت تلك الإدعاءات، مضيفا إن هناك منظمات حقوقية تعمل على تسييس حقوق الإنسان وتهمل ما حققته مصر في هذا المجال وخاصة حق الإنسان في الأمن.

وأكد أن هذه المنظمات لا يخلو عملها من أجندات سياسية ولها تأثير على النخب والإعلام في أوروبا وهذه تهاجم مصر نظرا لأنها اصطدمت بالقانون في مصر عندما حاولت الدولة تطبيقه على تلك المنظمات، وبدأت تقدم تقارير مجهلة وبدون معلومات أو حقائق، مشيرا إلى أن مصر تطبق نموذجا مختلفا عما تروجه تلك المنظمات والذي لا يتوافق مع أجندتها التي تركز على الجانب السياسي فقط.

وأشار إلى أهمية النظر للوضع بعيون مصرية وفقط وأولويات المرحلة التي تمر بها مصر.