«التعليم» ترسل بعثات معلمي المدارس اليابانية إلى طوكيو للتدريب على نظام «توكاتسو».. لبناء شخصية الطفل وخلق مواطن صالح ومنتج
نماذج تعليمية وطموحات
تحلق في الأفق، لكنها ليست مستحيلة، إنه تحد يهدف إلى الوصول إلى حلم كل مصري
ومصرية، ألا وهو نظام تعليم جديد هدفه بناء الإنسان المصري.
وبدأت وزارة التربية والتعليم مسارا
جديدا بانتهاج طرق عدة في الوقت نفسه من أجل تحقيق حلم الإصلاح عبر التعليم، أحد
هذه الطرق يمر باليابان، وتحديدًا المدارس المصرية اليابانية التي بدأت العمل في
هذا العام الدراسي 2018- 2019.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم
والتعليم الفني، عن وصول أول بعثة تابعة للمدارس المصرية اليابانية، والتي تتكون من 21
مديرا ووكيل مدرسة و21 معلما، يمثلون 21 محافظة الكائن بها الـ35 مدرسة.. وتمضي البعثة 4 أسابيع لدراسة
الإدارة المدرسية وأنشطة "التوكاتسو" بجامعة فوكوي Fukuiاليابانية،
وذلك ضمن البرنامج التدريبي الذي سيحصل عليه 680 متدربا مصريا من القائمين على
العملية التعليمية في المدارس المصرية على مدار 3 سنوات، في مقاطعة فوكوي Fukuiاليابانية،
والتي يبلغ عدد سكانها 260 ألف نسمة، حيث تتعرف البعثات المصرية التالية على أنشطة
"التوكاتسو" المتكاملة، و"التوكاتسو" والإدارة المدرسية،
و"التوكاتسو" ورياض الأطفال، و"التوكاتسو" ومعلمو المواد
الدراسية.
وتسعى المدارس المصرية - اليابانية
إلى تطبيق النموذج الياباني من الأنشطة التعليمية "توكاتسو"، وتشير هذه
الكلمة إلى مفهوم التنمية الشاملة للطفل من جميع الجوانب، والتي تركز على بناء
شخصية الطفل المتمثلة في سلوكياته ومهاراته وقيمه واتجاهاته بدرجة الأهمية نفسها
لتنمية معارفه ومعلوماته ومهاراته العقلية، ومن ثم خلق مواطن صالح متزن منتج يحترم
نفسه والآخرين ويقوم بأدواره في المجتمع لما فيه صالحه الشخصي وصالح المجتمع ككل
على حدٍ سواء.
وأنشأت جامعة فوكوي عام 1949، والتي
لديها روابط مع 105 مؤسسات أكاديمية شريكة في التبادل عبر 30 دولة ومنطقة مختلفة،
وكانت نتاجًا للاندماج بين ثلاث كليات وطنية في المقاطعة وهي "مدرسة فوكوي
العامة، ومدرسة فوكوي العامة للشباب، وكلية فوكوي التقنية"، وتشمل الجامعة
الدراسة في كلية التعليم والهندسة والدراسات العالمية والمجتمعية أو العلوم
الطبية، أما الدراسات العليا فتشمل كلية الدراسات العليا في التعليم والهندسة أو
العلوم الطبية، وتشمل أيضا مراكز أبحاث مخصصة للهندسة النووية، وتنمية الطفل،
والتصوير الطبي الحيوي، وتطوير منطقة الأشعة تحت الحمراء البعيدة وعلوم الحياة.
ومرَ النظام التعليمي الياباني
بتحول كبير في القرن الـ 21 حيث لم يعد التعلم هو الحصول على محتوى
أكاديمي من خلال طرق الحفظ والاسترجاع التقليدية، وهنا تكمن واحدة من أقوى ميزات
التعليم الياباني، وهي أن المدارس اليابانية لا تعني فقط بتنمية القدرات
الأكاديمية للطلاب وإنما تعمل على تعزيز مهاراتهم غير المعرفية أيضا.
وشكلت ثلاث مهارات هي
"المعرفة، والصحة الجسدية، والمهارات الاجتماعية" أساس النجاح في
"مجتمع التعلم" الياباني والتي تطبق حاليًا في المدارس المصرية
اليابانية بحسب المناهج المصرية، وهي المهارات التي تتضافر وتتكامل مع بعضها البعض
لتشكل "التوكاتسو" والذي يعني "أنشطة تعليمية خاصة" بوصفه أحد
البرامج التي تلعب دوراً محورياً في التعليم الأساسي.
ويسمح "التوكاتسو"
للأطفال بالانخراط في الكثير من أنشطة "التعلم من خلال الممارسة" بشكل
فعال بالتعاون مع أصدقائهم، حيث تمكن الطالب من التفكير والتصرف بمفرده ويمكّنه من
بناء علاقات جيدة مع الطلاب الآخرين ما يساعد التلاميذ على التعلم من بعضهم البعض
بشكل أفضل.
وفي مرحلة رياض الأطفال، تتبع
طريقة تركز على التطوير الشامل للطفل وعلى طريقة تدريس تعتمد على ممارسة الأنشطة،
تعرف "بالتعلم من خلال اللعب"، والتي تضع الأساس لبناء شخصية الأطفال.
ومن هذا المنطلق، تهدف المدارس
المصرية - اليابانية الجديدة إلى مساعدة الطالب على الاستقلالية وتحمل المسئولية
وتقدير الذات وتقدير الآخرين والاهتمام بالنفس وبالصالح العام، لهذا السبب، تتبنى
المدارس المصرية - اليابانية منهج "التعليم الشامل للطفل" وهذا بالطبع
في ظل اتباع المنهج المصري الجديد ونظام التقييم الذي تقديمه في المدارس الحكومية
على مستوى الدولة.
ومع إدراج أنشطة
"التوكاتسو" في المنهج الجديد في المدارس المصرية - اليابانية، سيكون
هناك "مجلس طلاب الفصل" وفيه ينظم الطلاب بأنفسهم مناقشاتهم لحل
المشكلات التي تواجههم في حياتهم الدراسية، و"المناقشات التوجيهية"
والتي يقوم بتنظيمها المعلم فيوجه الطلاب لمخاطبة قضايا حياتهم اليومية والمدرسية،
و"الريادة اليومية للفصل" حيث يقوم في كل يوم طالب بدور قائد الفصل
والذي سَيُكَلف ببعض المهام ينفذها للفصل كله مثل تنسيق اجتماع الصباح ونهاية
اليوم.
وفي المرحلة الابتدائية، سيتم
تنفيذ نشاطين آخرين غير منهجيين، بالإضافة إلى الأنشطة الثلاثة المذكورة أعلاه،
وهما تنظيف الصف وعشر دقائق من التعلم الهادئ، والتي يتم تطبيقها على نطاق واسع في
اليابان، كما سيقدم رياض الأطفال في المدارس المصرية - اليابانية بعض دروس
"التعلم من خلال اللعب" بما يتفق مع المنهج الجديد.