مع حلول شهر رجب تتزايد الأفراح وتتعالى الزغاريد هنا وهناك، ففي كل بيت به عرس يصبح وكأنه في حالة طوارئ؛ استعدادًا لمراسم الزفاف، وتجلس كل عروس وتطلق عنان خيالها لرسم فستان الأحلام الأبيض وتتويج رأسها بأجمل التيجان المزخرفة.
ويظل اللون الأبيض هو السائد لما يضفيه من صفاء ونقاء ويرتبط في الذاكرة بالفرح ويجعل العروسة تبدو وكأنها أميرة.
وفى جولتنا وسط "اتيليهات" فساتين العرس رصدت «الهلال اليوم»، حالة من البهجة تنتشر بشارع عباس العقاد، وتستطيع أن تميز وجود "الأتيليهات" السورية من أسمائها، فعلى جانبي الشارع تلمح هنا وهناك أتيليهات عرس شامية؛ تقصدها المصريات لاختيار فستان الأحلام الأبيض والتيجان المزخرفة على الطريقة الشامية.
"علاء" السوري الأصل، يمتلك "أتيليه" كبير يحكى لنا تجربته قائلا " بدأت تصميمات فساتين العرس في مصر منذ ما يقرب من 6 سنوات، لكن في سوريا كنت أعمل في بيعها تقريبا منذ 15 سنة، فهي مهنة موروثة من أبي، ونحن نصمم كل ما يتطلبه السوق، ونحاول تقديم الجانب السوري في التصميم، لأن بالطبع العميل يحب الجديد من القصات والتصميمات التي تميز العروس، ونعطي الموديلات أسماءً مثل: برنسز، باربى، الدايبست والسندريلا".
ومن جانبها تشير رنا السورية، إلى أنها كانت تتمنى العمل في مهنة بيع أزياء العرس، لكن ظروف سوريا لم تسمح، ولكنها بدأتها في مصر.
وعن إيجار الفساتين، تقول، الإيجار يبدأ من 3500 حتى 5000 جنيه، والشراء يكون بضعف ثمن الإيجار، ولدينا فساتين "يوسد"، التي سبق استخدامها، وسعرها من 3000حتى 4000جنيه، وحينما تأتي عروس نسألها عن مكان سكنها، لأن لكل منطقة ذوقها الخاص بها، مثل سوريا.
ياسمين صاحبة "أتيليه" بحي الوايلي، أكدت أن الكثير من الفتيات يعشقن قياس الفساتين، وفى النهاية لا تأخذ شيئًا، ونوع آخر، نعرف ذوقها من النظرة الأولى، والنوع الثالث، فتيات غير مرتبطة وتدخل لتجرب الفساتين كنوع من التنفيس عن نفسها.
أوضحت ياسمين أن ما يميز الفساتين السوري والأمريكي والتركي عن المتداول في الأسواق المصرية، أنها هادئة في زينة الفستان، وأغلبية الأحياء الشعبية يتجهون إلى المزخرف أكثر، مضيفة أن العروس كنوع من التباهي، تحب ارتداء موديل سوري أو أمريكي.
أما عن المصانع المصرية، تقول، قليلة وتنتشر بحي الموسكي، وتأجير الفستان يبدأ من 500 جنيه حتى 1200 جنيه، ولا يمكن في الأحياء الشعبية أن يصل السعر لـ2000 جنيه وأكثر.