مصر تدير محاور التنمية بالقارة الإفريقية.. و5 آليات لتعزز العلاقات الاستراتيجية مع القارة السمراء.. والتركيز قضايا السلم والأمن.. وطرح رؤية استثمارية وتنموية بين دول القارة
تنطلق أعمال القمة الثانية
والثلاثين العادية للاتحاد الأفريقي الأحد المقبل ووفقا لتقاليد الاتحاد الأفريقي بعقد
جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية يستعرض خلالها الرئيس الذي تنتهى
مدة رئاسته للاتحاد وهو الرئيس الرواندى بول كاجامى ما أنجزه خلال فترة رئاسته على
صعيد الإصلاح المؤسسى.
كما يستعرض رئيس مفوضية الاتحاد
الأفريقى موسى فكى خلال الجلسة المغلقة أمام القادة التحديات المتعلقة بالإصلاح المالى
والإدارى في الاتحاد الافريقى، ويقدم رئيس النيجر محمدو ايسوفو أيضا تقريرا حول التقدم
المحرز، فيما يخص اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية.
وأكد أسامة عبد الخالق، سفير
مصر في أديس أبابا، مندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي أنه فيما يتعلق بأولويات الرئاسة
المصرية للاتحاد الأفريقى، فإن مصر تضع نصب أعينها كأولوية متقدمة للغاية دفع الاندماج
الاقتصادى الأفريقى بما يعنى الاندماج بين الأسواق الأفريقية الأقل حجما في إطار التجمعات
الاقتصادية الإقليمية عبر التركيز على مضمار البنية التحتية على اعتبار أنه ما لم تتحسن
شبكة البنية التحتية الرابطة للبلدان الأفريقية فلا سبيل لزيادة معدلات التجارة الأفريقية
وانسياب حركة السلع وهو ما ينسجم في نفس الخط من الاهتمام بدفع وإدخال منطقة التجارة
الحرة الأفريقية حيز النفاذ.
وقال عبد الخالق إن اتفاقية
التجارة الحرة القارية انجزت في كيجالى قبل عدة أشهر وينتظر أن تدخل حيز النفاذ خلال
أيام أو أسابيع قليلة على الأكثر، مؤكدا أن مصر تقوم بالعمل على التفاصيل الفنية لهذه
الاتفاقية وحث الدول الأعضاء على التصديق عليها والالتزام بموادها وتسهيل كل النواحى
الفنية ذات الصلة بتنشيط عملها ودخولها حيز النفاذ أولوية كبيرة لما لها من انعكاس
مباشر على زيادة حجم التجارة الأفريقية التي لا تتجاوز ٨ أو ٩ بالمائة على أحسن
التقديرات، وهو ما سيسهم في خلق فرص عمل.
وأضاف السفير عبد الخالق أن
مصر تولى خلال رئاستها أيضا، اهتماما بقضايا السلم والأمن من خلال تفعيل وتنشيط وتطوير
السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، حيث إن هناك
ما بين ٧ أو ٨ بؤر نزاعات في أفريقيا، وطبيعة النزاعات في القارة والعالم
باتت متغيرة لتوافر عوامل الإرهاب والجريمة المنظمة وعدم الاستقرار السياسي وخلخلة
بنية الدول المؤسسية.
وأشار إلى أنه لهذه الأسباب
تولى مصر أهمية للحفاظ على مؤسسات الدول، وكل ذلك سيجرى من خلال المركز الأفريقى لإعادة
الإعمار والتنمية بعد النزاعات والذي تستضيف مصر قمته خلال الأشهر الأولى من العام
الجارى 2019.
وأكد أن مصر لديها برنامج طموح
للغاية لإدخاله حيز النفاذ على هذا الصعيد بما في ذلك تفعيل أطر سياسية وإستراتيجية
قابلة للتنفيذ تتسق مع الواقع ومبنية على دراسات ميدانية سواء بالنسبة للوضع في جنوب
السودان أو في منطقة الساحل ككل وفى كل دولة من منطقة الساحل إضافة إلى الوضع في جمهورية
أفريقيا الوسطى والدول التي يطلق عليها في العلوم الإستراتيجية بلدان "الخاصرة
الضعيفة" في مجال الأمن والتي تنفذ منها التهديدات الأوسع إلى أمن الأقاليم؛ فمنطقة
الساحل الممتدة من شمال النيجر إلى أجزاء من مالى تموج بالاضطرابات مع وجود جماعة
"بوكو حرام" في شمال نيجيريا بخلاف الوضع في جنوب ليبيا وشمال تشاد.
وأضاف السفير أن مصر تقوم بذلك
انطلاقا مع الوعى والإدراك لأبعاد ارتباط الأمن القومى المصرى بالأمن القومى الأفريقى
ومن المسئولية التضامنية لإتاحة الخبرة الميدانية المصرية أي الحفاظ على البنية المؤسسية
للدول من التفكك.
وفى سياق آخر، قال مندوب مصر
لدى الاتحاد الأفريقى إنه يقع أيضا في صدارة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد كل ما
من شأنه تنفيذ ما يسمى بأجندة ٢٠٦٣ وهى الأجندة الأفريقية الطموحة للتنمية المستدامة، مذكرا
بأن مصر لديها خبرة وتجربة واسعة في كيفية تضفير العلاقة بين استعادة الاستقرار ودفع
سبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يعكسه ما شهدته مصر خلال السنوات القليلة
الماضية وهو محل تقدير من جانب الأشقاء الأفارقة الذين يدركون أن مصر استطاعت أن تطور
شبكة الحماية الاجتماعية للفئات المهمشة والأقل دخلا، بالإضافة إلى تطوير منظومة الرعاية
الصحية وكل ذلك يشكل مكونات تجربة التنمية في مصر وكلها تصب في خانات برامج مماثلة
وطموحة على الصعيد الأفريقى.
وأكد أن مصر لا تعمل بمفردها
ولكن في الإطار الأفريقى، وفى هذا الصدد تهتم بكيفية حشد الجهد الدولى وراء الأولويات
والاهتمامات الأفريقية وكيفية تفعيل برامج تنمية القدرات والبنية المؤسسية الأفريقية،
ومصر لديها أفكار عديدة محل البحث ومطروحة جميعها للتنفيذ.
وأشار عبد الخالق إلى الاجتماع
الذي عقده الرئيس السيسي قبل أيام مع عدد كبير من الوزراء ليضيف إلى الأجندة الأفريقية
الطموحة.
وشدد السفير على أن مصر لا
تأتى للاتحاد الأفريقى برؤية ضيقة أو برؤية وطنية ولا تطوير مصالح ضيقة ولكن لدفع العمل
الأفريقى المشترك بأجندة شديدة الطموح للقارة قبل أن تكون لمصر.
وفيما يتعلق بترشيح مصر لاستضافة
وكالة الفضاء الأفريقية، أوضح مندوب مصر لدى الاتحاد الأفريقى أنه تم تشكيل لجنة فنية
متخصصة من الخبراء المتخصصين قاموا بزيارة الدول الثلاث المرشحة وهي: مصر وإثيوبيا
ونيجيريا واستعرضوا القدرات المؤسسية، مشيرا إلى أن الملف المصرى الذي قدم كان متكاملا
للغاية من النواحى الفنية والموضوعية والسياسية وتصدر قائمة الدول المرشحة للاستضافة
بـ ٩٢ نقطة مئوية نظير الدولة التي تلينا بتراجع ١٢ نقطة مئوية عن
مصر.
وأوضح أنه تم نقاش على مستوى
المندوبين الدائمين، وأجمعت الدول على الاختيار الفنى ويتبقى أن يضع الوزراء بصمتهم
خلال اجتماعات المجلس التنفيذى، مؤكدا أننا نثق أن مصر تمتلك كل القدرات وملفها يتحدث
عن نفسه ومصر تبذل كل الجهد لأن ذلك يشكل مضمارا من العلم الفنى والتقنى الذي نمتلك
فيه قدرا من التميز ونستطيع إتاحة تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وكل تجاربنا وإمكاناتنا
الفنية لتكون وكالة الفضاء جهازا تابعا للاتحاد الافريقى يخدم الأشقاء والتنمية في
القارة.
وأكد السفير أسامة عبد الخالق
أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيلقى كلمة عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقى يوم الأحد
المقبل خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية يطرح خلالها رؤيته حول أولويات القارة
السمراء خلال عام تولى الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.