في ذكرى ميلاد شادية.. خطأ لغوي علمها حب الغناء
في موكب ذكرى الفنانة الرقيقة شادية
نواصل الاحتفاء بيوم ميلادها، ونلقي الضوء اليوم على مرحلة الطفولة، فحسب ما روته
بنفسها لمجلة الكواكب، فأنها قد تعرضت لموقف طريف جعلها يقظة دائماً أثناء
القراءة، بل أن ذلك الدرس علمها أيضاً حب الغناء .
في المرحلة الابتدائية تعودت شادية
على القراءة بصوت عالٍ، ففي بيتها كانت تستذكر دروسها وتعيد قراءة كتب المطالعة
بصوت منبري، أي يرتفع تدريجياً حتى يسمع كل من في المنزل، واعتقدت شادية أن تلك
الخاصية في القراءة هي ما شجعتها على الغناء في ما بعد .. ففي الفصل الدراسي وبين
زميلاتها لم تكن تخجل من صوتها المرتفع ، فقد كانت معروفة بينهن بإجادة القراءة،
ونظراً لذلك فكان المدرس يطلب منها دائماً قراءة درس المطالعة للتلميذات.
وحدث ذات يوم أن طلب منها المدرس أن
تقف لتقرأ درس جديد لم تكن قرأته من قبل، وكان الدرس عن قصة طفلين اصطادا عصفوراً
صغيراً، وكان الحوار يدور بين الطفلين والعصفور الأسير، الذي انطلق الطفلان
يعذبانه ويذيقانه مرارة الأسر.. ومضت شادية تقرأ الدرس إلى أن وصلت إلى عبارة
ينطق بها العصفور مسترحماً آسريه ويقول : آه .. آه .. أتركاني لحالي .. وكانت كلمة
"آه" جديدة على شادية ، ففكرت بسرعة في نطقها وقرأتها أمام المدرس
والزميلات " واحد خمسة .. واحد خمسة .. أتركاني لحالي" .. ونظر المدرس
إليها بدهشة وصاح فيها قائلاً : قولي من تاني يا شاطرة .. قولي صح ، ما تغلطيش.
عادت شادية تفكر في الجملة، وبحثت
بسرعة في عقلها الطفولي عن معنى جديد أو نطق جديد، وهنا رفعت صوتها قائلة : وصاح
العصفور الأسير .. واحد وخمسين .. واحد وخمسين .. أتركاني لحالي .. ولم يستطع
المدرس أن يكتم ضحكته ، فانفجر يضحك بصوت عالٍ ، وضحكت شادية معه وكل تلميذات
الفصل .. وبعد أن هدأت عاصفة الضحك قال المدرس: يا شاطرة .. انتِ بتقرأي مطالعة مش
حساب .. المكتوب عندك معناه أن العصفور يستغيث من الألم قائلاً : آه ..آه .. آه ..
أتركاني لحالي.
وعرفت شادية الخطأ الذي وقعت فيه بسبب
فلسفة القراءة بصوتٍ عالٍ .. وتعودت كلما خلت إلى نفسها أن تردد " آه "
عدة مرات .. وفي ذلك الوقت كانت هناك العديد من الأغاني التي تحمل كلمة
"آه" ، فتعمدت أن تحفظ تلك الأغاني حتى لا تنسى الـ "آه" ..
ومن هذه النقطة تعلمت شادية الغناء .
بقي أن نشير إلى أن أفق مرحلة الطفولة
قد يحجب الكثير عن الأطفال بسبب قلة المخزون اللغوي عندهم ، لكن أن يقع في نفس
الخطأ شخص كبير، فهذا ما يثير العجب .. وبالفعل وقع أحد الإذاعيين قديماً في نفس
الخطأ عندما قال :" والآن .. نستمع إلى أغنية نجاة الصغيرة ، واحد وخمسين بحبه"
.. وكانت الأغنية " آه بحبه "، وفي سابقة أخرى قال الإذاعي : نستمع الآن
من فيروز إلى أغنية : مربى .. والأغنية كانت " مُر بى ".