رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد الذبح وقطع اليد.. متى تنتهى جرائم التشدد الدينى فى مصر؟

31-3-2017 | 18:08


يشهد الشارع المصرى حالة من العنف والتطرف، نتيجة بعض الأفكار المتشددة التى ينتهجها البعض، ما يدفعهم إلى ارتكاب بعض الجرائم باسم الدين والشريعة الإسلامية، دون أن يدركوا فداحة أفعالهم تجاه الآخرين، بعد أن غيبت عقولهم بأفكار بعيدة كل البعد عن الدين الوسطى، فى ظل تأخر تجديد الخطاب الدينى لنشر الوعى فى ربوع مصر للحد من هذه الظاهرة، المتفشية بشكل أكبر فى أوساط الشباب.

إقامة الحد فى الشرابية

فى 25 مارس الحالى، شهدت منطقة الشرابية واقعة أليمة، حيث أقام 4 أشخاص الحد على شاب يدعى أحمد طارق، يبلغ من العمر 18 سنة، بعدما اتهموا شقيقه بسرقة هاتف محمول من أحدهم، ولم يستجيبوا لتوسلاته وتركوه فى الشارع يصارع الموت، إلا أن الأهالى سارعوا بنقله إلى مستشفى معهد ناصر.

وعلى إثر الحادث، ألقت مديرية أمن القاهرة القبض على المتهمين، وأحالتهم إلى نيابة الشرابية، التى قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة بتر يد الشاب، وإثارة الشغب وحيازة أسلحة بيضاء.

قضية ذبح فى الإسكندرية

فى حادث آخر أكثر بشاعة، شهد شارع خالد بن الوليد فى منطقة سيدى بشر جريمة قتل بشعة فى شهر يناير الماضى، حيث ذبح شخص صاحب محمصة، لبيعه خمورا فى الخفاء، مستخدما سلاحا أبيض حتى أرداه قتيلا وفر هاربا.

وألقت مباحث مديرية أمن الإسكندرية القبض على المتهم ويدعى عادل سليمان، 48 سنة، فى أثناء اختبائه فى منطقة باكوس، وتبين أن ذبح المجنى عليه بدعوى بيعه الخمور، حيث أثبتت كاميرات المراقبة أنه باغت القتيل من الخلف فى أثناء جلوسه على المقهى المواجه لمحله، وذبحه وهو يدخن الشيشة.

الجانب النفسى والاجتماعى

فلا السياق، يقول أستاذ علم الاجتماع السياسى فى الجامعة الأمريكية الدكتور سعيد صادق، إن أغلب من يرتكبوا تلك الأفعال الإجرامية مشبوهون ومسجلو خطر فى الغالب، ويستخدموا الدين كشماعة لتبرير تصرفاتهم الدموية تجاه الآخرين، لافتا إلى أن الجو العام يدعو إلى العنف بسبب الصورة السلبية المنتشرة فى الإعلام التى تروج لتفشى البلطجة بين المواطنين، فضلا عن تزايد الأفكار المتشددة التى يبثها البعض داخل المجتمع بهدف هدمه وتحطيمه.

مجرمون أذكياء

ويوضح أستاذ علم الاجتماع السياسى أن مرتكبى هذه الجرائم مجرمون أذكياء، يستخدمون الشريعة الإسلامية لتبرير أعمالهم، مطالبا بالحكم عليهم بتهمتى القتل وتشويه الدين ومفاهيمه الصحيحة لإشباع رغباتهم المريضة وميولهم العدوانية لممارسة العنف بجميع أشكاله.

أوجه القصور

ويرى صادق أن هناك قصور أمنى تجاه هؤلاء الأشخاص الذين يستغلون الدين، مشددا على ضرورة وجود أحكام سريعة وعدالة ناجزة لردعهم، ومنعهم من تكرار هذه الأفعال الإجرامية مرة أخرى.

وأكد أيضا على ضرورة تحديث الخطاب الدينى لنبذ تلك الظاهرة وتحجيمها بالقدر المستطاع بين الشباب، وتبرئة الدين من تلك الأفعال، حيث يحث الإسلام على التسامح والسلام، ولا يبرر أى أعمال عنف تحت لوائه، أو يحرض على القتل بأى شكل من الأشكال، كما يدعى متطرفو هذا الزمان.

استطلاعات صادمة

كشفت نتائج استطلاع أجراه المركز المصرى لبحوث الرأى العام "بصيرة" عن أن 63 % من المواطنين يرون أن مصر بها تطرف دينى، بينما لا يرى 25 % ذلك، وأجاب 12% أنهم لا يعرفون.

وأوضحت النتائج أن نسبة من يرون أن مصر بها تطرف دينى من 56% فى الوجه القبلى إلى 61% فى المحافظات الحضرية، و69% فى الوجه البحرى، كما ترتفع من 55% بين الشباب فى العمر من 18 إلى 29 سنة إلى 76% بين الذين بلغوا من العمر 50 سنة أو أكثر.

وترتفع نسبة من يرون أن مصر بها تطرف دينى من 59% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط، إلى 72% بين الحاصلين على تعليم جامعى أو أعلى.

ويتوقع 63% ممن يرون أن هناك تطرف دينى أن يقل هذه التطرف فى المستقبل، بينما يتوقع 24% زيادته، ويرى 1% أنه سيظل كما هو، وأجاب 12% أنهم لا يستطيعون التحديد، وترتفع نسبة من يتوقعون أن التطرف الدينى سيقل من 55% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط، إلى 68% بين الحاصلين على تعليم جامعى أو أعلى.