حالة من الذعر، تشهدها العديد من المحافظات بسبب انتشار الكلاب الضالة، ما يثير الخوف بين المواطنين أثناء سيرهم فى الشوارع والطرقات، خوفًا من أن ينقض عليهم أحد الكلاب الضالة، خاصةً الأطفال وطلاب المدارس، وذلك فى ظل غياب دور الجهات التنفيذية والهيئة البيطرية للقضاء على الظاهرة.
ضحية العقر
لم يكن يعلم "كريم كمال الدين" صاحب 18 عامًا، بأنه سيواجه هجوم أحد الكلاب الضالة بشكل مفاجئ أثناء سيرة بأحد الشوارع بمنطقة العمرانية، وأنه سيتعرض إلى عقر من أنياب الكلب فى قدمه اليمنى.
يروى "كريم" تفاصيل الواقعة، قائلًا: "أنا كنت ماشى، لقيت كلب ظهر فجأة وفضل ينبح عليه، ففضلت واقف متحركتش وفجأة جرى على رجلى وعضنى، وحاولت إبعاده لأهرب منه، لحد ملقيت طوبة ضربته بها وجرى".
اختفاء الأمصال
ولفت إلى أنه توجّه على الفور إلى أحد المستشفيات الحكومية ليحصل على المصل المضاد لعقر الكلاب، حتى لا يصاب بأى أمراض قد تؤثر على صحته، من خلال الحقن بخمس جرعات كل خمسة أيام، ولكنه فوجئ بعد عدة أيام من حصوله على الجرعة الأولى، بأن المصل غير متوفر بأغلب المستشفيات الحكومية، ما اضطره إلى الحصول على المصل من أحد الصيدليات بتكلفة تزيد عن 60 جنيها للحقنة الواحدة.
يقول "كريم": "لو فى حد غلبان عضة كلب وحاول ياخد حقنة مش هيلقيها ولا هيعرف يجبها من الصيدلية عشان غالية، وهيعرض حياته للخطر لو مأخدهاش، ولو فوت يوم هيعيد الحقن من تانى".
لم تكن حالة كريم هى الأولى أو الأخيرة، ولكن هناك العديد من الحالات التى واجهت تلك المشكلة المخيفة دون وجود أى حلول من الجهات المسؤولة للحفاظ على حياة المواطنين من تلك الكلاب الضالة.
15 مليون كلب ضال
ووفقاً لتقرير الذى أصدرته هيئة الخدمات البيطرية، فإن إجمالى أعداد حالات "العقر خلال أعوام 2014، و2015، و2016، تجاوز الـ990 ألف حالة، نتج عنها وفاة 166 مواطنًا"، وأوضح أنه تمت مخاطبة وزارة الصحة لمكافحة حشرة "القراد" بين الكلاب، والتى تنقل أمراض الدم إلى الإنسان، كما أن الحشرة تنقل العديد من الأمراض بين الكلاب والحيوانات الأخرى، ولفت التقرير إلى أن الأرقام التقريبية حول إحصاءات أعداد الكلاب، تقدرها بنحو 15 مليون كلب ضال، وتفوق فى أعدادها الثروة الحيوانية التى لا تتجاوز 12 مليون رأس من الأبقار والجاموس والأغنام والإبل. وشدد التقرير على خطورة انتشار الكلاب الضالة فى مصر، والتى تنقل أكثر من 300 مرض مشترك من الكلاب بين الإنسان.
أسباب الظاهرة
ويقول الدكتور حسن شفيق نائب رئيس هيئة الخدمات البيطرية سابقًا، إن عدد الكلاب الضالة يزداد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، ويتفشى فى أغلب ربوع مصر بالرغم من الجهود المبذولة للقضاء عليها، لافتا إلى أن سبب تفشى الكلاب الضالة هو انتشار القمامة بشكل رهيب ما يعد ملاذًا ومرتعًا للكلاب الضالة ويساهم فى انتشارها، علاوة على وجود مأوى لهم كالبيوت المجهورة والجراجات والأراضى المهجورة وتربية بعض حراس العقارات والأراضى لهم معتقدين أنها تساهم فى الحراسة وحماية الممتلكات.
ويضيف "شفيق"، أنه لا بد من تضافر الجهود بين جميع الجهات التنفيذية التى تتمثل فى هيئة الطب البيطرى والمحافظة والمحليات، لوضع استراتيجية حقيقة للقضاء على تلك الظاهرة المرهقة، مشيرًا إلى أنه مهما زادت المواجهة والمقاومة فإن أعداد تلك الكلاب كبيرة ولا يمكن القضاء عليها بسهولة.
طرق القضاء عليها
أما عن الطرق التى تستخدمها هيئة الطب البيطرى للقضاء على الكلاب الضالة، يؤكد "شفيق" أنه يتم استخدام مواد سامة للتخلص من الكلاب، علاوة على استخدام الخرطوش من قبل البلدية التابعة لجهاز الشرطة فى المناطق الصحراوية و الجبلية لشدة شراستها، موضحًا أن عقر الكلب لأى شخص سيصيبه بفيروس السعر فى حال عدم حصوله على المصل المطلوب، الذى توفره العديد من المستشفيات كمستشفى الحميات أو هيئة المصل واللقاح بجرعات محددة للقضاء على الفيرس.