رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرف على نشاط الرئيس السيسي خلال أسبوع

15-2-2019 | 13:46


تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي ، وكان على رأسه مشاركته في القمة الأفريقية ورئاسته للدورة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، كما شهد الرئيس عقب عودته من أديس أبابا أداء اليمين لوزير الإسكان الجديد وعقد اجتماعا معه، كما عقد اجتماعا لمتابعة تنفيذ برنامج تطوير منظومة التعليم العالي، واستقبل مجلس أمناء ومجلس الإدارة التنفيذي للجامعة الأمريكية بالقاهرة، واختتم نشاطه بالتوجه إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن. 


واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة تاريخية شهدت تسلمه رئاسة الاتحاد الأفريقي، وترؤسه لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لقمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالاتحاد، وهو ما يعد تتويجا لجهود مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف. 


وعقدت القمة الأفريقية تحت شعار "اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، والذي يأتي اختياره مواكباً لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقاً لمُقاربة شاملة في إطار من المسئولية الجماعية.


واستهل الرئيس السيسي برنامجه في العاصمة الإثيوبية بعدد من الأنشطة المتنوعة بشقيها الثنائي ومتعدد الأطراف، حيث استقبل فيلكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأكد عزم مصر على الاستمرار في تقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية كدولة تجمعنا بها علاقات تاريخية تمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل.


كما التقى الرئيس مع أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، حيث أكد تطلع مصر لأن تشهد فترة الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي نقلة نوعية في اتجاه تعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد والأمم المتحدة، لا سيما في مجالي السلم والأمن والتنمية.


وشارك الرئيس السيسي بأديس أبابا في قمة ثلاثية مع كل من الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وجاءت القمة الثلاثية امتدادا للقاءات التي انطلقت بين زعماء الدول الثلاث منذ القمة الأفريقية في يناير 2018، والتي تهدف بالأساس إلى توفير مظلة سياسية لدعم المفاوضات الفنية حول سد النهضة، والتغلب على أية عراقيل في هذا الصدد، والعمل على تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا.


وأكد الرئيس السيسي أهمية العمل على ضمان إتباع رؤية متوازنة وتعاونية لملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح وأهداف كل دولة من الدول الثلاث، ويحول دون الافتئات على حقوق الأخرى.


وتوافق الزعماء الثلاثة على عدم الإضرار بمصالح شعوبهم كأساس تنطلق منه المفاوضات، والعمل المشترك لتحقيق التنمية لشعوب الدول الثلاث، من خلال العمل على التوصل إلى توافق حول جميع المسائل الفنية العالقة، أخذا في الاعتبار ما يجمع الدول الثلاث من مصير واحد.


وألقى الرئيس السيسي الكلمة الافتتاحية لأعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، وذلك عقب تسلمه رئاسة الاتحاد من رواندا، وتضمنت الكلمة رؤية مصر تجاه سبل وآليات تعزيز العمل الأفريقي المشترك من أجل إيجاد عالم أفضل للشعوب الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بملفات التنمية، وتمكين المرأة والشباب، والسلم والأمن، والعلاقة مع الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد الأفريقي من الدول والمنظمات المانحة، فضلا عن تناول أبرز محاور الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصةً من خلال تعزيز مساعي تحقيق التكامل الإقليمي في القارة عن طريق تطوير البنية التحتية الأفريقية، وكذلك دفع جهود الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية، وتطوير أنشطة الدبلوماسية الوقائية وإعادة الإعمار في القارة للحيلولة دون تفشي النزاعات بالقارة.


وناقشت الجلسة الافتتاحية موضوع عام 2019 "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليا : نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية العمل على تعزيز التعاون لمعالجة التحديات المتعلقة بتفشي ظاهرة اللجوء والنزوح بالقارة وابتكار حلول عملية سريعة التأثير وقوية المردود للتغلب عليها.


وأعقب الجلسة الافتتاحية عقد جلسة مغلقة للقادة الأفارقة للتباحث بشأن تقرير حالة السلم والأمن في القارة، والذي استعرض الموقف بالنسبة لعدد من الأزمات في أفريقيا، وكذا جهود تطوير هيكل السلم والأمن الأفريقي، لا سيما في ضوء الانفراجة التي شهدتها الفترة الماضية في عدد من الملفات، كالقرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، فضلا عن عرض مستجدات تطبيق مبادرة "إسكات البنادق في أفريقيا" بحلول عام 2020، والتي تستند إلى رؤية طموحة لتحقيق التنمية كأساس للتحرك على طريق تحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات في القارة. 


كما أشار الرئيس إلى التهديدات الإرهابية التي تفاقمت في العديد من أركان أفريقيا، مستعرضا في هذا الصدد تجربة مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومؤكدا أن تماسك المؤسسات الوطنية في الدول الأفريقية وتعزيز التعاون الأمني فيما بينها، سيؤدي دون شك إلى دحر كافة الكيانات الإرهابية المتوطنة بالقارة وسيجعل منها ظاهرةً عارضة.


وألقى الرئيس السيسي كلمة في ختام أعمال مؤتمر القمة الإثنين والثلاثين للاتحاد الأفريقي أوضح فيها أولويات التحرك خلال عام 2019 وفي مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القاري، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الأفريقية، والاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات للبناء على التقدم المُحرز على جبهة بناء السلام، والعمل على تعزيز قُدرات الدولة الوطنية ودفع عجلة التنمية لتحصين كل تقدم يتحقق على مسار السلام من الانتكاس، فضلاً عن تهيئة الأوضاع لعودة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت.


وترأس الرئيس السيسي أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، وشهد اليوم في مستهله جلسة مغلقة تناولت التباحث بشأن عدد من التقارير المقدمة من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لإطلاع الاتحاد علي آخر المستجدات في الموضوعات ذات الاهتمام للقارة الأفريقية، ومن أهمها موضوعات تغير المناخ، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة من خلال أجندة أفريقيا 2063، والاندماج السياسي القاري، ومكافحة الفساد، ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتطوير كافة جوانب قطاع الصحة، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.


كما تم اعتماد عدد من الصكوك والآليات القانونية التابعة للاتحاد الأفريقي، وهي معاهدة إنشاء الوكالة الأفريقية للأدوية، والنظام الأساسي للجنة الأفريقية للسمعيات والبصريات والسينما، والنظام الأساسي لإنشاء المعهد الأفريقي الدولي لتعليم النساء والفتيات في أفريقيا، وسياسة الاتحاد الإفريقي للعدالة الانتقالية.


وبالنسبة لاعتماد المقررات الصادرة عن القمة؛ فقد أوكل إلى الرئيس السيسي ريادة موضوع "إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات" بالاتحاد الأفريقي، وذلك في إطار العمل على ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية" للحيلولة دون انتكاس بؤر النزاعات بالقارة، وربط تحقيق الاستقرار والسلام بالتنمية بما يراعي خصوصية دول القارة ويحمي حقها في الملكية الوطنية لمسار إعادة الإعمار والتنمية بها، كما تم اعتماد قرار المجلس التنفيذي بإسناد استضافة وكالة الفضاء الأفريقية لمصر.


واختتمت القمة أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث قام الرئيس السيسي بتسليم جوائز كوامي نكروما للتميز العلمي، تلاها جوائز الإنجازات المتعلقة بتمكين المرأة، وكذلك جائزة خاصة لمدير عام منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وأتبع ذلك قيامه بإلقاء البيان الختامي للقمة.


وقبيل مغادرته أديس أبابا ، التقى الرئيس السيسي مع بينديكت أوراماه، رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، حيث أكد الرئيس تقدير مصر للتعاون المشترك القائم مع البنك ومشيدا بدوره في تمويل وتعزيز التجارة البينية داخل أفريقيا وإلى خارجها.


كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، وذلك في ضوء عملية التنمية الشاملة والمستدامة الجاري تنفيذها في مصر، خاصةً في مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل الواردات المصرية الاستراتيجية، وتعزيز الصادرات المصرية إلى أفريقيا، إلى جانب تشجيع انخراط البنك في دعم المشروعات القومية الجاري تنفيذها حاليا في مصر، وفي مقدمتها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


والتقى الرئيس السيسي مع أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية، حيث أكد تطلع مصر لاستمرار وزيادة حجم التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات التنموية، وذلك في ضوء الجهود المتعددة الجارية من أجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وكذلك القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري ونموه المطرد، فضلا عما يتمتع به من مزايا ومقومات وفرص استثمارية واعدة، لا سيما في مجالات مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية الأساسية والنقل والمواصلات، إلى جانب مشروعات الشباب والمرأة، ومشروعات التعاون الفني الموجهة للقطاعات التي تستهدف الاستثمار في رأس المال البشري كالتعليم والصحة.


واختتم الرئيس نشاطه بالعاصمة الأثيوبية بعقد اجتماع بمقر الاتحاد الأفريقي حضره كلٍ من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه ونائبه كويسي كوارتي، وباقي المفوضين بالاتحاد، حيث أشاد بأدائهم المتميز في إدارة المؤسسة، لا سيما في إطار الإعداد لاجتماعات القمة الأفريقية، ومعرباً عن تطلع مصر لتكريس روح فريق العمل الواحد من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع رئيس المفوضية وطاقمه خلال الفترة المقبلة، سعيا نحو تحقيق المستهدفات المنشودة من الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، على طريق تنفيذ أجندة التنمية في أفريقيا 2063، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية ويلبي تطلعات شعوبها ويعزز من دور الاتحاد على الساحة الدولية.


كما أكد الرئيس اعتزام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي بذل كل الجهد لمواصلة التطور في مختلف الموضوعات المطروحة على أجندة الاتحاد، لا سيما من خلال التركيز على قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي وتطوير منظومة العمل به، ومتابعة تنفيذ مقررات القمم الأفريقية في مختلف المجالات، والتعاون مع الشركاء الدوليين.


كما أكد الرئيس لمسئولي المفوضية أن مصر ستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على استكمال مسيرة جهود الرؤساء السابقين للاتحاد، لتلبية آمال وطموحات الشعوب الأفريقية في قارة قوية وموحدة من خلال دفع المشروعات والبرامج التي تستهدف المواطن الأفريقي بالأساس، منوها بالحمل الثقيل الملقى على عاتق مصر في هذا الصدد واعتزامها توفير كل الدعم المطلوب لإنجاح هذه المهمة، ومؤكدا أن ذلك لن يكتمل إلا من خلال العمل الجماعي المتمثل في مساندة المفوضية وباقي الدول الأعضاء بالاتحاد.


وبعد عودته من أثيوبيا ، شهد الرئيس السيسي أداء حلف اليمين للدكتور عاصم الجزار، وزيرا للإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ثم عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار تناول استعراض خطة واستراتيجية وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية خلال المرحلة المقبلة، ووجه الرئيس بالاستمرار في بذل أقصى الجهد لتنفيذ المشروعات وفقا لأفضل المعايير العالمية المتبعة في هذه المجالات، والانتهاء منها في المواعيد المقررة، ومواصلة الارتقاء بالبنية التحتية، وتوفير الصيانة المستمرة لها، خاصة فيما يتعلق بمشروعات الصرف الصحي أو الطرق والمرافق المختلفة، وتطوير المناطق غير الآمنة، وذلك بما يضمن تطوير مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتوفير حياة كريمة ولائقة لأبناء الشعب المصري.


وعقد الرئيس اجتماعا مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تناول عرض آخر مستجدات خطة وزارة التعليم العالي لتطوير منظومة الجامعات والمراكز البحثية المصرية، ووجه الرئيس بالاستمرار في جهود تطوير قطاع التعليم العالي والارتقاء بالمستوي الأكاديمي للجامعات والمعاهد المصرية، مشيرا إلى الدور المحوري للجامعات في بناء الإنسان وصقل شخصيته على نحو متوازن ومنفتح وبما يتواكب مع التطورات العلمية والمعرفية المتسارعة التي يشهدها العالم. 


كما شدد الرئيس على أهمية اتباع أعلى المعايير الدولية في إنشاء الجامعات الجديدة وتطبيق أحدث المناهج التعليمية، بالتوازي مع العمل على تطوير وتحسين الأداء العلمي للجامعات القائمة من خلال التقييم المستمر لجودة العملية التعليمية.


واستقبل الرئيس السيسي مجلس أمناء ومجلس الإدارة التنفيذي للجامعة الأمريكية بالقاهرة بمناسبة مرور 100 عام على إنشائها، حيث أشاد بالدور الذي قامت به الجامعة عبر تاريخها في خدمة التعليم والمجتمع في مصر، بالإضافة إلى دورها في المُشاركة في المنظومة التعليمية والبحثية والتقريب بين الشعبين المصري والأمريكي.


وأكد الرئيس أن مواجهة الإرهاب تتم عن طريق العلم والمعرفة والوعي وصياغة الشخصية الإنسانية على نحو منفتح ومتوازن، منوها إلى الدور الحيوي للتعليم والجامعات في هذا الصدد.


وأكد الرئيس أن الدولة تسابق الزمن من أجل تحقيق التنمية الشاملة وفي القلب منها بناء الإنسان المصري وتوفير أرقى الخدمات الصحية والتعليمية له، مشيرا إلى تطلع مصر لتأسيس نهضة تعليمية حقيقية تستند إلى التعاون الوثيق مع الجامعات الكبرى على مستوى العالم في جميع التخصصات خاصة العلمية والتكنولوجية الحديثة، وبما يحقق طفرة نوعية في كفاءة القدرات البشرية المصرية وقدرتها على التعامل الفعال مع متغيرات العصر الحالي.


واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى ألمانيا للمشاركة في أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن لعام 2019.