حصريًا بـ"الهلال اليوم".. أفلام ومشاريع فنيّة لم ترَ النور لـ"حليم" (3 ـ 4)
تحدثنا فيما سبق عن فيلمين بدأ عبد الحليم حافظ العمل فيهما، ورغم تصوير مشاهد كثيرة منهما توقف العمل بهما.. ونتحدث في هذا الجزء عن فيلمين آخرين كان حليم ينوي أن يخرج أحدهما للنور، لأنه كان يحمل قصة حياته والآخر أراد المشاركة في بطولته.
تائه بين السماء والأرض
كان حليم قد تواصل مع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس باحثًا عن قصة يمثلها وينتجها سينمائيًا، فما مثله حليم من أعمال إحسان عبد القدوس حقق نجاحًا مدويًا، وأراد أن ينهل المزيد من معينه، وبعد جلسات مطولة عرض عليه إحسان عبد القدوس أن يكتب قصة فيلم تائه بين السماء والأرض، وأخبر حليم أنه سوف يستلهم أحداث القصة من حياة حليم نفسه مع رصد مشواره الفني.. ووافق حليم وبدأ عبد القدوس في الكتابة وأطلق لخياله العنان.
وأضاف بالفعل أجزاء من حياة حليم حسب الاتفاق، ولم تكن رصدًا دقيقًا لحياته أو مشواره، فقد تصور أحداث القصة من مواقف أمده حليم بها. وأتم الكاتب القصة وعرضها على حليم وبدأت الاستعدادات لإنتاج الفيلم.
تم الاتفاق مع المخرج حسين كمال على إخراج الفيلم، وتعُهد إلى الشاعرين مأمون الشناوي ومرسي جميل عزيز بكتابة الأغاني للفيلم.. وبالفعل قاما بكتابة أغنيتين قام بتلحينهما الموسيقار محمد الموجي، ولكن لأسباب لا يعلمها أحد لم يبدأ تصوير الفيلم رغم تلك الخطوات الكبيرة التي تمت فيه، وظلت الفكرة حبيسة إلى أن رحل حليم وسقط حق شركة صوت الفن التي كانت قد اشترت القصة بالفعل لإنتاجها.. ومحاولة لإحياء الفكرة وخروجها للنور تم طرحها من جديد ليقوم ببطولة الفيلم هاني شاكر وتشاركه لطيفة، وسعد هاني بدوره وترشيحه للفيلم ولكن لم يتم تنفيذ أي شئ فيه.. ورحل حسين كمال وتقدم هاني شاكر في العمر وحكم على الفيلم بعدم الخروج للنور.
بقي أن ننوه أن الكاتب أظهر البطل في القصة يغني بثلاث لغات، وهي العربية والإنجليزية والفرنسية.. وهذا ما كان سيجعل الفيلم عالمياً لو خرج للنور.. فهل ما أضافه الكاتب كان سبباً في إعاقة حليم وهو الغناء بلغات أخرى، وهل كان لحليم نظرة مستقبليه لأعين الجمهور للمقارنة عندما يغني بلغات أخرى.. وهل شعر أنه لو أخفق في التعبير باللغات الأجنبية سيؤثر ذلك على شعبيته ورصيده السابق من النجاح؟.. تساؤلات، والإجابات عن المعوقات مازالت دفينة.
شيء في صدري
كان من المقرر أيضاً أن يشارك حليم في فيلم رابع وهو " شيء في صدري"، وعند عرض القصة والسيناريو عليه أعجبته، فقد كان حليم من نجوم الشباك الذي يحقق النجاح والمكاسب لأي منتج يقوم حليم ببطولة فيلمه، ورشح حليم سعاد حسني للقيام بالبطولة معه ولأسباب لم يعلنها أحد لم يشارك حليم ولا سعاد في الفيلم.. وظهر الفيلم بأبطال آخرون وهم رشدي أباظه وشكري سرحان، وبعد عرض الفيلم يتضح أن أي من الأدوار لم يكن يناسب حليم وهذا ما دعاه للتراجع عن القيام ببطولته.
انتظرونا في الجزء الرابع والأخير