شكري يعقد جلسة مباحثات موسعة مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة الأيرلندي
عقد سامح شكري وزير الخارجية، اليوم 17 فبراير الجاري، جلسة مباحثات موسعة مع "سيمون كوفنى" نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة الأيرلندي لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المختلفة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في مستهل زيارته الحالية إلى العاصمة الأيرلندية دبلن.
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أشاد في بداية اللقاء بقوة وخصوصية علاقات التعاون والصداقة بين مصر وأيرلندا، مشيراً إلى أن زيارته تأتي احتفالاً بمرور 40 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبمناسبة مرور مئة عام على بداية نضال قادة البلدين من أجل إقرار حق شعبيهما في تقرير المصير. في هذا الإطار، أعرب شكري عن تطلع مصر للارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستويات جديدة وأفاق أرحب لتشمل كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوزيرين أكدا خلال اللقاء على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين، وضرورة الحفاظ على دورية عقد المشاورات السياسية بينهما، حيث عقدت الجولة الأخيرة في القاهرة عام 2016.
كما استعرض الجانبان أهم ملامح العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وأيرلندا، والتي قد شهدت ازدياداً ملحوظاً على مدار الأربعة أعوام الماضية، حيث شددا على أهمية الاستمرار في تطويرها حتى تعكس المستوى المتميز للعلاقات السياسية. في هذا السياق، نوه شكري إلى فرص التعاون الواعدة في العديد من المجالات، مثل الأدوية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة، والألبان، واللحوم، أخذاً في الاعتبار المشاورات المكثفة الجارية مع الشركات الأيرلندية المهتمة بدخول السوق المصري الضخم، وأن مصر تعد مدخلاً لسوق عربي وأفريقي عملاق. كما تطرق الاجتماع للتعاون في مجال الطيران، حيث أشار شكري إلى أهمية تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة ودبلن، لاسيما وأن مصر قد استعادت مكانتها كأحد أهم المقاصد للسياحة الأوروبية خلال عام 2018، فضلاً عن الدور الهام الذي تقوم به الجاليتين المصرية والأيرلندية في الدولتين لمد جسور التواصل بين الشعبين الصديقين.
ومن ناحية أخرى، تطرقت جلسة المباحثات إلى الأوضاع الإقليمية التي تهم الجانبين، وعلى رأسها تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث استعرض شكري الرؤية المصرية في هذا الشأن، مشدداً على أهمية التوصل لتسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقاً لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جانبه، رحب "كوفني" بزيارة الوزير شكري إلى أيرلندا، معرباً عن تطلعه لأن تمثل تلك الزيارة قوة دفع جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين، ومؤكداً على الأهمية الفائقة التي توليها بلاده لتعميق وتوسيع التعاون والتشاور مع مصر على كافة الأصعدة، بما في ذلك المرتبطة بالمسائل التجارية والإقليمية والقنصلية، وذلك من أجل تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين.
وفي ختام تصريحاته، أشار حافظ إلى أنه قد صدر بيان صحفي مشترك بين الجانبين تناول نتائج جلسة المباحثات، حيث أشار البيان إلى حرص الجانبين المصري والأيرلندي على ترسيخ أطر التعاون الثنائي بينهما، فضلاً عن رؤيتهما المشتركة حول أهمية التعاون بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، خاصة على ضوء تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي وأولوياتها في هذا الشأن والتي تسعى إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقارة الأفريقية، وتطوير البنية الصناعية والزراعية بما يعزز الأمن الغذائي، فضلاً عن دفع آفاق التعاون بين الاتحاد الإفريقي والشركاء الدوليين والإقليميين والمحليين. هذا، وأشار البيان أيضا إلى المصلحة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية والعربية، لاسيما في إطار المشاركة الأيرلندية المرتقبة في القمة العربية الأوروبية الأولى المقرر عقدها في شرم الشيخ يومي 24 و25 فبراير الجاري.