أزهريون: الأعمال الإرهابية خروجا عن الإسلام.. وإرهابي الدرب الأحمر كلب من كلاب أهل النار.. ولا بد من تطبيق حد الحرابة على المتطرفين
أدان علماء أزهريون
العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة الدرب الدرب الأحمر، مؤكدين أن الاعتداء على الجيش
والشرطة خروج عن الإسلام وعملا لا يقوم به إلا كلاب أهل النار ولا بد من تطبيق حد
الحرابة عليهم، مشددين على ضرورة مساندة القيادة السياسية في حرب الدولة ضد
الإرهاب.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية،
أمس، أن شرطيين استشهدا كانا يلاحقان "إرهابي" فجر عبوة ناسفة كانت بحوزته،
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن المطلوب كان ملاحقا بشبهة زرع عبوة ناسفة قرب مسجد في
الجيزة الأسبوع الماضي.
وقال البيان تعقيبا على الحادث”في
إطار الجهود للبحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قوة أمنية أمام مسجد
الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة الموافق ١٥ الجاري فقد أسفرت
عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري بالدرب
الأحمر".
وأضاف البيان: "قامت قوات
الأمن بمحاصرته وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته
ما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد أمين شرطة من الـمن الوطني وأمين شرطة من مباحث
القاهرة وإصابه اثنين ضباط أحدهما من الأمن الوطني والآخر من المباحث“.
وأقامت قوات الشرطة طوقًا أمنيًا
حول موقع الانفجار، كما أغلقت كافة المداخل والمخارج، لتأمين المنطقة بالكامل تمهيدًا
للقبض على عناصر إرهابية أخرى يرجح أنها كانت متواجدة مع الانتحاري قبل وقوع الانفجار
بدقائق.
خروج عن الإسلام
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ
الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إن حمل السلاح والاعتداء على الجيش أو الشرطة
أو الأموال أو الإخلال بالأمن المجتمعي، خروج عن الإسلام.
وقال بكلمته خلال الندوة التي
تنظمها جامعة حلوان اليوم: "هناك آيات تحرم وتجرم الاعتداء على الجيش فى سورة
الأحزاب لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ
فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا
تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً"، قائلا: "من هنا فإن الخوارج يرفعون شعارات
كاذبة وهم عملاء لمن لا يحملون خيرا لا لمصر ولا للمسلمين ولا للمنطقة العربية وها
هي الأحداث تكشف عدائهم ولكن وعد الله لا يتخلف وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".
كلاب أهل النار
وأكدت الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،
أن من يقتل الناس بالتفجير وما يشبه ذلك هو مجرم من كلاب أهل النار، ومن المفسدين في
الأرض، وقد فعل أبشع أنواع الإجرام بقتل الأبرياء دون جريرة.
وأضاف ممدوح، في تصريحات
صحفية، أن فاعل تفجيرات الأمس فى حى الأزهر التى قتلت الأبرياء من المدنيين فاسد المعتقد،
يقتل خلق الله بدون سبب متوهما أفكارا مغلوطة أدت إلى قتل أبرياء.
وأوضح ممدوح، أن علامة الإيمان
عند المؤمن هو عصمة دماء الأبرياء، فكيف لهذا الإرهابى ومن على فكره أن يدعى الإيمان
وهو يقتل برئ ومن علامة الإيمان الحافظ على الأبرياء، لافتا إلى قول النبي صلى الله
عليه وسلم: "الإيمان قيد الفك".
وأدان الدكتور شوقي علام -
مفتي الجمهورية - العملية الإرهابية الخسيسة التي قام بها انتحاري فجر نفسه بالقرب
من الجامع الأزهر الشريف، بعد محاولة فاشلة لزرع عبوة ناسفة، حيث رصدته قوات الأمن،
مما أسفر عن وقوع ضحايا.
وأكد مفتى الجمهورية، أن جماعات
التطرف والإرهاب يقلقها ما وصلت إليه البلاد من استقرار، ويسعون بشتى الطرق لزعزعة
الأمن فى نفوس المصريين، ولكن الله سبحانه وتعالى يجعل كيدهم في نحورهم، ويردهم مخزيين.
وأضاف فضيلته أن الشعب المصري
عليهم أن يقفوا سويًا ضد أعداء الوطن، وأن يتعاونوا مع رجال الأمن من أجل صد عدوانهم
الغادر لنكون جميعًا درع أمان لمصرنا الغالية.
حد الحرابة
الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف
على الرواق الأزهري وعميد أكاديمية الأزهر للدعاة، قال إنه كل يوم يمر يتبين بوضوح
لا خفاء فيه أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
وأكد عبر صفحته على فيسبوك،
أن الإرهاب جرثومة خبيثة ابتُليت بها المجتمعات، والواجب مقاومتها بكل قوة، وحزم في
البيت أو في الشارع، في السوق، أو المدرسة، أو الجامع، وبكل الوسائل المشروعة والمتاحة
:فكرية، ومجتمعية، وأمنية، واقتصادية.
وتابع: وما قع بجوار سور الجامع
الأزهر ليلة أمس الاثنين 17- 2- 2019م من تفجير إرهابي غاشم، وقتل للآمنين، والقائمين
على المنظومة الأمنية، وبعض المواطنين المسالمين هو عين الفساد، والإفساد، وهو أمر
يخالف الفطر السليمة وتعاليم الدين العظيمة.
وطالب «فؤاد» بتطبيق القوانين
الشرعية -إن صح التعبير- على من يثبت عليه هذا الفساد أو الإفساد أفرادا ، أو جماعات،
دولا، أو منظمات، وهذه القوانين ثابتة في كتاب الله عز وجل: ( إنما جزاء الذين يحاربون
الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من
خلاف أو ينفوا من الأرض ).
وأوضح، أنه يفهم من هذه الآية
منها عامة في كل من تحرك بفساد سواء كان مسلما أو غير مسلم، فاعتناق الدين لا يعصم
معتنقه من العقاب حتى وإن كان ممن يُنظر إليهم بأنهم من الأولياء أو الصالحين.
وتابع: فالصلاح لا يكون إشارة
مرور خضراء للعبث بالأمن العام ،وترويع الناس ولذا انادي القائمين على الأمر، وبيدهم
مسؤلية حراسة الوطن أن يطبقوا أوامر الله هذه ليس في مكان خفي عن أعين الناظرين بل
في ميدان عام، وعلى رؤوش الأشهاد إن ثبت ذلك على المجرمين، ولا يليق أبدا أن نخجل أو
نستحي من تنفيذ أوامره جل في علاه إرضاء لجمعيات دولية، أو منظمات عالمية فالله جل
وعلا وهو الرحمن الرحيم الرؤف الكريم من صفاته أيضا أنه شديد العقاب.
واختتم بقوله: «وإلا فلننتظر
جراثيم أكثر تتخطفنا وتفسد حياتنا، وتدمر مجتمعاتنا إن لم نطبق أوامر الله تعالى في
حفظ أمننا، ونحن على يقين أن الله لمصر حافظ، وهي محروسة دائما بعنايته، وستظل بإذن
رب العالمين،وأن ظن المجرمون غير ذلك».