قال الدكتور عبد المنعم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث،
إن ثورة 1919 كانت ثورة شعبية ضد المحتل البريطاني شارك فيها كل أطياف المجتمع من
نساء وأقباط ومسلمين وطلبة وفلاحين وجسدت التحالف بين قوى الشعب المصري فخطب بعض الشيوخ
في الكنائس وخطب بعض القساوسة في المساجد.
وأضاف الجميعي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الشعب المصري كان يأمل بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في
الحصول على الاستقلال لكن الإنجليز نكثوا لوعدهم ورفضوا مشاركة الوفد المصري في
مؤتمر باريس للصلح لتحقيق مطالب الشعوب في الاستقلال، مؤكدا أن هناك أسباب
اقتصادية واجتماعية كان منها انخفاض أسعار القطن والذي أدى لفوران اقتصادي داخلي.
وأوضح أن الوفد المصري برئاسة سعد زغلول قابل
المعتمد البريطاني ونجت الذي لم يعترف
بتمثيلهم للشعب وبعدها بدأت حركة جمع التوقيعات من المواطنين بتمثيل زغلول ورفاقه
للشعب، إلا أن الاحتلال لم يعترف بهذه التوكيلات وتعرض الوفد المصري للنفي إلى
جزيرة مالطا مما أدى لظهور الغضب المجتمعي الذي كان كامنا تحت الرماد وانفجرت
الثورة.
وأشار إلى أن ثورة 1919 هي من
دعائم القومية المصرية والحركة الوطنية وشملت عموم القطر المصري في كل الأقاليم، وعبرت
عن وعي وطني شامل في كل المحافظات، مضيفا أنها اندلعت بعد نفي سعد زغلول ورفاقه
واستمرت على فترات حتى بعد سفر الوفد إلى باريس ومحاولة الإنجليز تهدئة الموقف
وتشكيل لجنة ملنر للمفاوضات لكن الشعب المصري رفض استقبالها.
وأضاف أستاذ التاريخ الحديث
أن المفاوضات استمرت شهور وسافر سعد زغلول إلى لندن للنقاش واستمرت المراسلات حتى
إصدار تصريح28 فبراير برفع الحماية البريطانية عن مصر مع التحفظات الأربعة وصدور
دستور 1923، مؤكدا أن ثورة 1919 أدت أيضا
لتشكيل الرأي العام المصري وزيادة الوعي الوطني والقومي وشجعتهم على مواجهة المحتل
رغم عنفوانه وقوته.
وأكد أنه مع حلول الذكرى
المئوية لهذه الثورة فإنها ستظل جزءا من التاريخ وذاكرة المواطنين لأن تاريخ مصر خط
متصل.