بعد أربعين عاما من اختفائها... أمريكي يواجه اتهامات بقتل زوجته
اعتقلت السلطات في ولاية ويسكونسن الأمريكية
جون بايرل البالغ من العمر 78 عاما واتهمته بقتل زوجته التي اختفت قبل أربعين عاما.
ولم تعثر الشرطة على جثة الزوجة دونا بايرل،
التي كانت في الـ 38 من عمرها عند اختفائها عام 1979، وبعد سبع سنوات من هذا الاختفاء
أُعلنت وفاتها رسميا.
وقال الزوج في محضر التحقيقات الأصلي إن
زوجته دونا شوهدت لآخر مرة خارجة من منزل الأسرة يوم 6 مايو عام 1979 في منطقة موسكيجو
بولاية ويسكونسن، بعد أن وصلت حياتهما المتأزمة إلى منعطف صعب.
وادعى الأب لطفلتين أن استمراره مع زوجته
كان يواجه تحديات، وأن الزوجة خرجت من المنزل ورحلت بالسيارة بعد شجار بسبب تعطل جهاز
التلفزيون. وأضاف أنه سمع اصطفاق أبواب المنزل في الحادية عشرة مساء في نفس الليلة،
وعزا ذلك الصوت إلى عودة زوجته للبيت ومن ثمّ عاد أدراجه إلى مخدعه ليكمل نومه. وفي
الصباح كانت سيارة الأسرة قد عادت لكن الزوجة (دونا) لم تعاود الظهور للأبد.
وبعد أربعين عاما من تلك الليلة، قالت ابنتهما
الكبرى (جودي)، "أخبرني أبي أن أقول للشرطة إنْ أتت أنني كنت نائمة في سريري،
وأن أبي سمع أصواتا كاصطفاق الأبواب أو شيئا من هذا القبيل، وعندما استيقظت لم تكن
أمي موجودة".
وفي تحقيقها الأول، داخلتْ الشرطة شكوكٌ
في فكرة أن تكون الزوجة (دونا) قد اختفت بمحض إرادتها.
وقالت أخت الزوجة (جوان) للمحققين عام
1979 إن أختها (دونا) لم تكن لتخرج إلى فناء بيتها الخلفي في الليل لإطلاق كلاب الحراسة،
فضلاً عن المغامرة والخروج وحدها. كما أكدت (جوان) للمحققين أن أختها لم تكن لتترك
جانب طفلتيها أبدًا تحت أي ظرف من الظروف مهما كان.
وبينما كانت السلطات تجري التحقيقات، ذهبت
جوان إلى بيت أختها المختفية للاعتناء بشؤون الطفلتين. وفي حوار منفصل، ذكرت جوان
ملاحظتها على زوج أختها الذي لم تظهر عليه أي علامات القلق بشأن اختفاء زوجته، وكيف
كان يتصرف بشكل مريب يوم اختفائها، إذْ كان حريصًا على غسل كل شيء في المنزل بداية
من السجاد إلى الألحفة، منوهة عن أن هذا الزوج نفسه لم يكن أبدًا يقوم بمهمة الغسيل،
حتى عندما كانت أختها تنزف أثناء حملها في ابنتها الثانية (جاكي) فإنه استدعاها هي
(جوان) لتتولى مهمة الغسيل بدلا من أختها التي تنزف.
وبناء على ما تذكرته أخت الزوجة، أجرى قسم
شرطة موسكيجو بحثًا ثانيا لمنزل الزوجية، وفي هذه المرة، وجد رجال الشرطة آثار دماء
في الجراج والبدروم.
ولدى مواجهته بالمستجدات، قال الزوج إن
الدماء في البدروم سالت منه عندما جرحت شفرةٌ أصبعه قبل عام. إلا أنه لم يعلق على
دماء الجراج التي عندما سؤل عنها بدت عليه علامات القلق ولوحظ ارتفاع نبض قلبه بقوة.
وكشفت تحريات لاحقة أن الزوج (جون) كان
قد تعدّى بالضرب على زوجته (دونا) ست مرات على الأقل في فترة زواجهما مما كان يُسفر
عادة عن إصابتها بجروح. كما تبين أنه كان على علاقة بنادلة في إحدى الحانات المحلية
تُدعى دِيان، وكان معتادا على زيارتها عدة مرات أسبوعيا.
كما ظهرت زوجته الأولى، أغنيس باسكافيس،
قائلة إنه كان رجلا عنيفا عصبي المزاج، وأنه خنقها ذات مرة، قبل أن ينفصلا.
وقالت شرطة موسكيجو، إن "ملابسات قضيةٍ"
تشكلت من جديد ضد الزوج، لكن عدم وجود أدلة ملموسة حال دون صدور اتهامات.
وظلت القضية جامدة حتى ظهرت انفراجة غير
متوقعة في ملابساتها يوم الجمعة الماضي، 15 فبراير، أدت إلى اعتقال الزوج، لكن المحققين
لم يكشفوا بعد عن تفاصيل دليل الإدانة الذي عثروا عليه.
ويواجه الزوج الآن اتهامات بالقتل العمد،
وإذا ما أدين في جلسة محاكمته المزمعة في الـ 28 من الشهر الجاري، فسيلقى جون بايرل
عقوبة السجن المؤبد.