رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الصين: تمديد المشاورات التجارية بين بكين وواشنطن يظهر رغبة قوية في التوصل لاتفاق

23-2-2019 | 17:05


ذكرت إذاعة الصين الدولية أن قرار تمديد الجولة السابعة من المشاورات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة ليومين إضافيين، يدل على دخولها إلى المرحلة الأكثر خطورة وصعوبة مدفوعة بتقدم إيجابي، ويظهر رغبة الطرفين القوية في التوصل إلى اتفاق.


وأشارت الإذاعة الصينية - في تعليق بثته اليوم /السبت/ - إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أكد خلال لقائه في البيت الأبيض أمس مع ليو خه المبعوث الخاص للرئيس الصيني، وهو أيضا نائب رئيس مجلس الدولة (مجلس الوزراء)، أن تلك الجولة من المشاورات حققت تقدما كبيرا، ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لذلك، قرر الجانبان تمديدها لمدة يومين.


ولفتت الإذاعة إلى أنه خلال المشاورات الاقتصادية والتجارية، التي عقدت العام الماضي بين الصين والولايات المتحدة، كانت هناك الكثير من التحولات والانعطافات، ولكن بتوجيه من التوافق بين رئيسي الدولتين، توصل الجانبان إلى توافق مبدئي حول القضايا الرئيسة في الجولة السادسة من المشاورات رفيعة المستوى التي عقدت في بكين قبل نحو 10 أيام، وناقشا مذكرة التفاهم حول القضايا الاقتصادية والتجارية الثنائية، ما عزز دخول المشاورات إلى مرحلة الصياغة.


وقالت "إنه في الجولة السابعة من المشاورات رفيعة المستوى، التي تجري حاليا في واشنطن، عقدت الفرق الاقتصادية والتجارية من البلدين مفاوضات مثمرة خلال اليومين الماضيين، وحققت تقدما إيجابيا في الميزان التجاري والزراعة ونقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والخدمات المالية وغيرها من المجالات".


وأضافت "مع ذلك، فإن عملية وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل النص وصياغته أمر صعب للغاية من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية لكل طرف، فإن الفرق الاقتصادية والتجارية من كلا الجانبين تدرس كل القضايا بعناية وتفحص التعبيرات والصياغات المطلوبة بدقة، لذلك سيزداد التواصل بين الفرق الاقتصادية والتجارية من الجانبين عمقا، خلال فترة التمديد، وستكون الرؤية أكثر نضجا، كما سيكون التمديد أكثر فائدة لتعزيز الاتفاق وتنفيذه في المستقبل".


ولفتت الإذاعة إلى أنه، في الوقت نفسه، فإن تمديد الجولة الحالية من المشاورات يظهر رغبة الطرفين القوية في التوصل إلى اتفاق بعد عام من التفاوض والاحتكاك، خاصة بعد أن عكس اجتماع الرئيسين الصيني والأمريكي في الأرجنتين موقف تصعيد الاحتكاك التجاري بين البلدين.


ونوهت إلى أن الرئيس الصيني أكد أنه لا يمكن فصل أي جانب من الجانبين عن الآخر، وأن التعاون هو أفضل خيار، مؤكدة أن الحقائق أثبتت هذه الرؤية، حيث أعلن مكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي مؤخرا، أنه إذا بقيت التعريفات التي تفرضها الولايات المتحدة عند مستوياتها الحالية، فإن متوسط الهبوط السنوي لنمو الناتج المحلي الأمريكي الإجمالي خلال الأعوام العشرة القادمة سيكون بمقدار 1ر0 نقطة مئوية.


كما يعترف المسؤولون الصينيون بأن التباطؤ الاقتصادي في الصين ازداد بسبب عوامل خارجية، مثل الاحتكاكات التجارية بين الدولتين.. وفي الوقت نفسه، خفضت العديد من الوكالات الدولية توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي هذا العام، حيث حذر بول كروجمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد من انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود في وقت لاحق من عام 2019 أو أوائل عام 2020.


ومنذ أن بدأت الصين والولايات المتحدة مشاورات اقتصادية وتجارية مكثفة في ديسمبر من العام الماضي، ارتفعت أسواق الأسهم العالمية بشكل عام، وأظهر الجانبان الاتجاه إلى "الارتباط الإيجابي"، ما يشير إلى أن سوق رأس المال مليئة بالتوقعات لحل الاحتكاكات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين.


وعقدت الصين والولايات المتحدة ثلاث جولات من المشاورات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى الشهر الماضي، كان الفاصل الزمني بينها يزداد قصرا وتتسارع وتيرتها ويطول زمنها، وهذا يدل على أن فرق العمل من كلا الجانبين تضاعف جهودها، وهي مصممة على تنفيذ التوافق الذي توصل إليه رئيسا الدولتين.


وبوصفهما أكبر اقتصادين في العالم، فإن القضايا الاقتصادية والتجارية بين البلدين معقدة، ومن الصعب التوصل إلى توافق في الآراء عبر المشاورات في غضون 90 يوما.. ومع ذلك، فكلما كانت الصعوبات أكثر وجب استمرار المفاوضات حتى النهاية، حيث ستستمر الجولة السابعة من المشاورات رفيعة المستوى بين الطرفين ليومين إضافيين (اليوم وغدا).


ونبهت الإذاعة الصينية إلى أن الموقف الإيجابي لرئيسي الدولتين ضخ المزيد من الزخم في "فترة العمل الإضافي" للفرق الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.. وأنه بطبيعة الحال وبسبب الاختلافات الهائلة في الظروف الوطنية الأساسية والنظم الاجتماعية والتقاليد الثقافية للدولتين، فإن الصين لديها تفهم كامل وتحضير للطبيعة طويلة الأجل والمعقدة والشاقة للاحتكاكات التجارية الصينية الأمريكية، وبغض النظر عن نتائج المشاورات النهائية، فإنها ستواصل تعميق الإصلاحات وتوسيع الانفتاح وتحقيق التنمية الاقتصادية عالية الجودة وفقا للإيقاع المعمول به، حيث أن القيام بالعمل الخاص على نحو جيد هو أغلى تجربة استفادتها خلال مسيرة 40 سنة من الإصلاح والانفتاح، كما أنه يشكل حاجزا قويا للصين ضد العواصف الخارجية.