الرئيس يحدد 3 محاور لمواجهة تحديات المنطقة أمام القمة العربية الأوروبية.. ودبلوماسيون: كلمة السيسي شاملة واستعرضت ورؤية مصر لحل الأزمات الراهنة.. و«المقاربة الشاملة» السبيل لمواجهة الإرهاب
أشاد دبلوماسيون بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في
الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية، مؤكدين أنه جاء شاملا واستعرض كل
أزمات المنطقة ورؤية مصر لحلها، موضحين أنها بمثابة رؤية شاملة لمواجهة التحديات
الراهنة، وأن الرئيس تناول أيضا قضايا الإرهاب عبر المقاربة الشاملة لمواجهة
الإرهاب والتي من الضروري أن تتعاون كل الدول لتحقيقها.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد
افتتح اليوم، فعاليات "القمة العربية الأوروبية" الأولى في مدينة شرم
الشيخ، تحت شعار "استثمارنا في استقرارنا" ، بحضور رؤساء دول وحكومات
ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، والتي تستمر على مدار يومين، محددا ثلاثة
محاور تمثل رؤية مصر لحل قضايا المنطقة، وبعض الخطوط العريضة والتي تمثل خطوط حل
التحديات المحيطة بالمنطقة.
وكان أول تلك المحاور استمرار كيان
الدولة الوطنية وصيانتها لضمان أمن الشعوب، أما المحور الثاني ضرورة المواجهة
الشاملة مع الإرهاب، أما المحور الثالث فكانت دعوته إلى تحويل منطقة الشرق الأوسط
من منطقة "نزاعات" إلى منطقة "نجاحات"، وهو ما يستلزم التعاون
الصادق بين منطقتينا الأكثر تضرراً بهذه النزاعات.
كلمة شاملة
السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال
إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في افتتاح القمة العربية الأوروبية الأولى
في شرم الشيخ جاءت شاملة وهامة ورفيعة المستوى وركزت على عدة محاور أبرزها ما وصفه
بالمقاربة الشاملة لمواجهة الإرهاب بكافة السبل سواء من الناحية الأمنية العسكرية أو
الأيديولوجية الثقافية أو التنموية الاجتماعية.
وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
الرئيس ركز أيضا على ضرورة محاصرة جذور الإرهاب وداعميه ومسانديه والعمل المشترك لمواجه
هذه الظاهرة كأمر حيوي وضروري والحفاظ على الدولة القومية وعدم السماح بتهديدها، مضيفا
إنه تحدث أيضا عن القضية الفلسطينية كمحور استقرار المنطقة كونها قضية العرب المركزية
والأولى وضرورة التسوية الشاملة والعادلة لها، دون انتقاص لكافة حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف إن الرئيس تطرق أيضا إلى قضايا الهجرة غير الشرعية
والاتجار بالبشر ومكافحة الجريمة المنظمة وقضايا اللاجئين ودور مصر في هذا الملف واستضافتها
نحو 5 ملايين لاجئ يتمتعون بحقي التعليم والصحة، مشيرا إلى أن الكلمة تناولت أيضا ضرورة
التعاون الإقليمي لتحقيق هدف القمة وهو الاستثمار في الاستقرار.
وأكد أن القمة الأولى تحولت لآلية فريدة لمنتدى عربي
أوروبي لمناقشة التعاون الإستراتيجي بين الطرفين، مؤكدا أنه كل الكلمات في الجلسة الافتتاحية
ركزت على التعاون الإقليمي والاقتصادي والعلاقات التجارية والاستثمارات وضرورة حل القضية
الفلسطينية وتطرقت للعلاقات التاريخية العربية الأوروبية.
وأشار إلى أن الجانبين العربي والأوروبي عليهما التعاون
لأنه لا يوجد سبيل لمواجهة الإرهاب إلا بتطبيق المقاربة الشاملة والتصدي لكل دعم لأي
عنصر من عناصرها ،حيث أصبح ضروريا أن يقف الجميع صفا واحدا.
القضية الفلسطينية
ومن جانبه، قال السفير علي الحفني،
مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية
للقمة العربية الأوروبية كانت شاملة وتمد جسور التواصل بين الجانبين العربي والأوروبي
وترسي القواعد لمزيد من التعاون للمنطقة وسلطت الضوء على القواسم المشتركة والتي يتعين
توظيفها لخدمة مصالح دول الطرفين.
وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الكلمة شملت كل القضايا التي تمثل أولوية مصر والجانبين العربي والأوروبي
بشكل واضح في كل محاورها، ووضحت موقف مصر بشأن كافة القضايا وسبل مواجهة التحديات،
مضيفا أن خطاب الرئيس أيضا عكس رغبة الجانب العربي في دفع علاقات التعاون مع الجانب
الأوروبي في المرحلة القادمة في كافة المجالات.
وأكد أن الرئيس تناول القضية الفلسطينية
وسبل حلها وأن المنطقة ستظل تعاني من حالة توتر لأنها قضية العرب الأولى، وأكد الموقف
العربي الرسمي باعتماد مبدأ حل الدولتين وتهيئة الأجواء لإنشاء دولة فلسطينية على حدود
4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن كلمة العاهل السعودي الملك سلمان بن
عبد العزيز أكدت الموقف نفسه مما يؤكد تماسك الموقف العربي تجاه هذه القضايا.
وأشار إلى أن الرئيس قد رؤية مكتملة
الأركان لمواجهة الإرهاب من خلال "المقاربة الشاملة"، للقضاء على الإرهاب
من كافة الجوانب أمنيا وتنمويا وثقافيا وسياسيا ومواجهة الدول التي تقدم الدعم للإرهاب
عبر التمويل والتسليح والإيواء لهذه التنظيمات، فضلا عن الحفاظ على كيان الدولة الوطنية
ووحدة ترابها.
وأكد أن خطاب الرئيس لم يترك قضية أو
أي من التحديات الراهنة إلا وتعرض لها وقدم رؤية لحلها، كقضايا الهجرة غير الشرعية
واللجوء.
رؤية مصر لحل أزمات المنطقة
فيما قال السفير نبيل بدر، مساعد
وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في القمة العربية الأوروبية
اتسمت بالشمول وتميزت بعرض كافة القضايا وتقديم حلول للأزمات، مضيفا إن السيسي حدد
الإطار العام للقمة بالتأسيس على التراث التاريخي بين الدول العربية والأوروبية
والتقارب الجغرافي بينها والمصالح المتبادلة.
وأوضح بدر، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس وضح محاور للتحديات المحيطة بالمنطقة ترتكز
على الحفاظ على الدولة الوطنية والمواجهة الشاملة للإرهاب، مضيفا إن الرئيس تميز
أيضا في قوة عرضه لقضايا الهجرة غير الشرعية واقتراحات للحل عبر التنمية الاقتصادية
وتنظيم الهجرة لأن أوروبا تحتاج إلى أيد عاملة والمنطقة تحتاج للتنمية، والاتفاق
على الهجرة المنظمة بين الدول في حدود احتياجاتها والاتفاقية بين كافة الأطراف.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس عرضت
أيضا بقوة للقضية الفلسطينية التي تعاني من تجاهل وعدم وجود مبادرات مفيدة للحل الجذري
لها حلا سياسيا وأن هذا الحل في صالح دول المنطقة من جميع الجوانب، مضيفا إن قضية
قيام الدولة الوطنية والحفاظ عليها هو الأساس لحل مشاكل المنطقة لأن الحلول
القائمة على التجزئة والتفرقة طائفيا ليست حلولا منطقية.
وأضاف إن المقاربة الشاملة للإرهاب
هو اقتراح متجدد من الرئيس في العديد من المحافل لأنه يجب مواجهة الإرهاب من
الجذور وليس بالطرق الأمنية فقط، مؤكدا أن الجلسة الافتتاحية للقمة كانت هامة
وشاملة لكل القضايا.