رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نشاط الرئيس في أسبوع.. بدءا من نجاح القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ حتى لقائه بالرئيس الألباني لبحث التعاون المشترك وجذب الاستثمارات

1-3-2019 | 09:37


تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، وتركز على افتتاحه ومشاركته في فعاليات القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، لبحث تعزيز العلاقات المشتركة في مختلف المجالات والتنسيق إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك لقائه بمجموعة من زعماء الدول العربية والأوروبية المشاركين في القمة، ثم استقباله بعد عودته إلى القاهرة الرئيس الألباني.


واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بافتتاح القمة العربية الأوروبية الأولى بمدينة شرم الشيخ، والتي جاءت كرسالة للعالم تؤكد نجاح مصر في تحقيق الاستقرار والمضي قدما في الإصلاح الاقتصادي وإقامة المشروعات التنموية والخدمية الكبرى، وبحثت القمة العديد من ملفات الشراكة والتعاون بين الجانبين العربي والأوروبي، والهجرة والأمن ومكافحة الإرهاب والأزمات التي تعاني منها بعض دول المنطقة العربية.


وترأس الرئيس السيسي إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة، والذي شهد استئناف بيانات الوفود العربية والأوروبية، والتي أكدت ضرورة تعزيز آليات الشراكة القائمة بين العالمين العربي والأوروبي، واستعرضت أهم التحديات والفرص القائمة في هذا الصدد، كما اتسمت بقدر من المصارحة حول رؤى ومواقف كل دولة تجاه عدد من التهديدات الإقليمية المشتركة وسبل مواجهتها، كالإرهاب والهجرة غير الشرعية وبؤر النزاعات المتفشية بالمنطقة.

واختتمت القمة أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث تم اعتماد البيان الختامي، والذي عكس أبرز القضايا الاستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي وأهمها تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وسُبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وكذلك عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022.


كما ألقى الرئيس السيسي البيان الختامي للقمة، والذي ركز بدوره على القيمة المضافة من انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من ناحية تقريب الرؤى وتوفيق وجهات النظر في إطار مساعي بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه نقاط التماس الاستراتيجية بين الجانبين العربي والأوروبي.


وعلى هامش القمة العربية الأوروبية ، التقى الرئيس السيسي بمجموعة من زعماء الدول العربية والأوروبية، واستهلها باستقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث أكد الرئيس أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والسعودية، حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.


وتناولت المباحثات سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، إلى جانب عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة بذل الجهود المشتركة سعياً نحو التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية.

كما استقبل الرئيس السيسي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وأكد أهمية استمرار البناء على حجم الزخم الذي تشهده أطر التعاون الثنائى بين مصر والكويت فى شتى المجالات، فضلا عن دفع آليات التشاور والتنسيق المتبادل بشأن مجمل القضايا والتطورات المتلاحقة في منطقتنا العربية.

وفي لقائه مع نظيره العراقي برهم صالح ، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائى مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وفقا لاحتياجات الشعب العراقي، خاصةً ما يتعلق بجهود إعادة إعمار العراق، كما أكد الرئيس ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق وسيادته على كافة أراضيه.


واستقبل الرئيس السيسي أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء العماني والممثل الشخصي للسطان قابوس، حيث أكد التطلع لتعزيز العلاقات مع الجانب العماني في مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا المنطقة، منوها في هذا الصدد بالتوازن والحكمة التي تتسم بها السياسة العمانية بقيادة السلطان قابوس.


واستقبل الرئيس السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأكد استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي لخلق المناخ المواتي لاستقرار الأوضاع على الأرض، كما شدد الرئيس على ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

واستقبل الرئيس السيسي نظيره التونسي باجي قايد السبسي، وأكد حرص مصر على بذل المزيد من الجهد للدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل الفعال بين الجانبين على المستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية. 

كما أكد الرئيس موقف مصر الداعم لتونس في مواجهة الإرهاب ودعم الإجراءات التي تتخذها القيادة التونسية في سبيل الحفاظ على الأمن في الدولة.

واستقبل الرئيس السيسي سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني، حيث جدد الرئيس موقف مصر الداعي إلى النأى بلبنان عن النزاعات الإقليمية، وتناول االقاء سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات، كمشروعات الكهرباء والبنية التحتية والطاقة، كما تم تأكيد أهمية تعزيز علاقات التبادل التجاري بين مصر ولبنان والعمل كذلك على تعظيم حجم الاستثمارات المتبادلة.

واستقبل الرئيس السيسي جوزيبي كونتي، رئيس وزراء إيطاليا، وشهد اللقاء استعراضا لعدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تطرق الجانبان إلى آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني"، والتعاون المشترك بين الدولتين للكشف عن ملابسات القضية والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

كما تمت مناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، لاسيما في ظل ما تتيحه المشروعات القومية الجاري تنفيذها في مصر من فرص متميزة، خاصةً مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات تداول الطاقة، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

واستقبل الرئيس السيسي كلاوس يوهانيس رئيس جمهورية رومانيا، وأكد تطلع مصر لتعزيز أطر التعاون الثنائي مع الجانب الروماني في مختلف المجالات، فضلاً عن التنسيق والتشاور المستمر حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما خلال الفترة الحالية التي تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي.

وتناول اللقاء بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، مع استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، والجهود المبذولة لتشجيع الاستثمارات، ودعوة الجانب الروماني للمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية في مصر.

واستقبل الرئيس السيسي دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، حيث أكد المكانة المهمة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.

وتم خلال اللقاء استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكدا في هذا الإطار أهمية التصدي لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية.

واستقبل الرئيس السيسي نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، وأعرب عن تطلعه لتحقيق المزيد من الخطوات الملموسة بهدف ترسيخ أطر التعاون الثنائي والصداقة القائمة بين البلدين، فضلاً عن مواصلة تعزيز آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان، لا سيما من خلال البناء على مخرجات القمة الماضية للآلية في جزيرة كريت باليونان، وكذلك القمم الأخرى التي سبقتها، خاصةً ما يتعلق بتنفيذ مشروعات التعاون الثلاثي التي تم الاتفاق عليها في مختلف المجالات التي تهم شعوب الدول الثلاث وتحقق المصلحة المشتركة لها.

واستقبل الرئيس السيسي جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، وأعرب عن حرص مصر على تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة واستمرار التنسيق المشترك مع الاتحاد الأوروبي في ظل ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، خاصةً الروابط التجارية، حيث يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، مؤكدا الاهتمام بتعزيز استثمارات الاتحاد في مصر.

وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية، كملف عملية السلام والأزمتين الليبية والسورية، حيث توافقت الرؤي حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة والتي تسهم بشكل أساسي في تفشى ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد هذه الأزمات.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خالص التعازى لأسر ضحايا حادث القطار الذى شهدته محطة مصر، وقال إنه أصدر توجيهاته للحكومة بالتوجه الى موقع الحادث ومحاسبة المتسببين عنه بعد انتهاء التحقيقات ومتابعة حالة المصابين وتقديم الرعاية اللازمة لهم ولأسرهم.

جاء ذلك فى مستهل المؤتمر الصحفى الذى عقده الرئيس السيسي مع نظيره الألباني "ألير ميتا" عقب انتهاء مباحثاتهما بقصر الاتحادية، حيث اختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال الرئيس الألباني، وأكد خلال المباحثات الحرص على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات ليعكس مستوي تلك العلاقات التاريخية.

كما تم خلال المباحثات استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي، وأعرب الرئيسان عن حرصهما على تفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وذلك مع دفع مسار التعاون الاقتصادي، وفقاً للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993، مؤكدين في هذا الإطار أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري والاستثماري.

وحرص الرئيس على استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، موجها الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر، لاسيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الأفريقية.

كما تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة على ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حالياً في مصر في مختلف الجوانب، لتصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، والدور الهام الذي تقوم به ألبانيا على صعيد إمدادات الغاز إلى أوروبا.

وتناولت المباحثات كذلك عددا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، في ظل الدور الهام لكل من مصر وألبانيا في منطقتي الشرق الأوسط والبلقان، واستعرض الرئيس في هذا الصدد النجاحات التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية والبرية، كما أعرب الرئيس عن استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية، ولنشر قواعد الدين السليم.