رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تقرير صيني صادم لـ"الإسلاموفوبيا"

1-4-2017 | 16:29


أ ش أ

حذر تقرير أكاديمي صيني، من أن زيادة وتيرة الإسلاموفوبيا ، مع توسع حملات مكافحة الإرهاب ، وسوء الفهم الذي أدى بالكثيرين إلى عدم التفرقة بين الإسلام وتعاليمه الحقيقية، وبين الآراء الدينية المتطرفة، يمكن أن يؤدى إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يصب في نهاية المطاف في مصلحة الإرهابيين.

وقال التقرير، الصادر عن المعهد الصيني لدراسة الدول العربية التابع لجامعة "نينغشيا" بشمال غربي الصين ودار النشر لأكاديمية العلوم لاجتماعية الصينية الذي يتناول الأوضاع في العالم العربي، اليوم/السبت/ إن الشرق الأوسط أصبح للمرة الأولى، جزءا رئيسيا من الاستراتيجية العالمية للصين، حيث أن مصالح المنطقة تتشابك بشكل متزايد مع مصالح المناطق الشرقية للصين .

وأشار إلى أن الصين هي القوة الكبرى الوحيدة التي لم ترتكب أخطاء كبيرة في سياساتها تجاه الشرق الأوسط خلال الأعوام ال 20 الماضية، واستطرد قائلا إن الصين وبالرغم من أنها كانت دوما حريصة على أن تبقى في الصدراة، فيما يتعلق بعلاقاتها الاقتصادية إزاء المنطقة، إلا إنها كانت تنزع في نفس الوقت إلى التزام جانب الحذر واتخاذ مواقف متحفظة فيما يتعلق بالجوانب السياسية لعلاقتها مع دول المنطقة.

وتطرق التقرير إلى الأوضاع المضطربة في سوريا والعراق، بسبب تواجد تنظيم (داعش) في أراضيهما، معربا عن أسفه لرؤية اكثر من نصف الشعب السوري يعيشون كلاجئين مشتتين في أنحاء العالم، كما أشار إلى ظهور المناطق الكردية في العراق أكثر فأكثر كدولة ذات سيادة، وحذر من أن الفوضى في العالم العربي لها تأثير كبير على النظام العالمي، ولهذا فإن كل ما يتعلق بالبلدان العربية ومستقبلها وتنميتها سيظل محل اهتمام العالم.

وقال التقرير إنه نظرا لتواجد الصين بشكل أكبر على المسرح الدولي ولدورها المتنامي في الشئون العالمية، فان مسئوليتها كذلك تتزايد حيال جهود تسوية الصراعات الإقليمية وتهدئة الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط التي تؤثر على العالم بأسره.

وأشار إلى أنه وللمرة الأولى في التاريخ، يصبح لدي الصين مصالح سياسية واقتصادية وأمنية هامة في الشرق الأوسط، مطالبا الدولة الصينية بتبني سياسات واضحة ومكتملة المعالم حيال المنطقة.
وأضاف التقرير أنه وبالرغم مما أظهرته الولايات المتحدة من مؤشرات تبدي فيها عزمها علي نفض يديها من الشرق الأوسط في مقابل إصرار روسيا على الاحتفاظ بوجودها في المنطقة إلا أن الدولتين الكبيرتين تتفقان ضمنيا على ضرورة محاربة (داعش) وإيجاد حل للقضية السورية.

وحذر وبشدة من أن (داعش) الآن مثل الوحش المكبوت، الذي يحارب بيأس، ولهذا فانه يغير استراتيجيته لإطلاق هجمات فردية في مناطق مختلفة من العالم، وتوجه بالنصح للمجتمع الدولي قائلا إن عليه أن يعد العدة استعدادا لتلقى الضربات الإرهابية الداعشية مع التركيز في نفس الوقت على مكافحة المتطرفين دينيا.

من جانبه، قال لي شاو شيان رئيس المعهد الصيني لدراسة الدول العربية لجامعة نينغشيا ونائب رئيس أكاديمية الشرق الأوسط الصينية - في احتفالية أقيمت بمناسبة إطلاق التقرير -، إن هذا التقرير هو أول تقرير صيني سنوي يخص الدول العربية، داعيا إلى التعمق أكثر في دراسة الشرق الأوسط وخصوصا الدول العربية.

وأكد - في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "الشعب الصينية الرسمية" - أن الدول العربية، التي مرت ولاتزال تمر بتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية ضخمة، لديها أهمية بالغة بالنسبة إلى عملية بناء "الحزام والطريق"، لهذا فإنه يتوجب على مراكز البحوث الصينية متابعة ودراسة هذه الدول باستمرار.

وأشار إلى أن هذا التقرير يعد تجربة جديدة، معربا عن نية المعهد إعداد وإصدار تقارير أخرى في السنوات القادمة لتركز على أحدث التطورات في الدول العربية ليستفيد منها الصينيون المهتمون بالشأن العربي.
ويضم التقرير ثمانية فصول تتناول الوضع العام في الدول العربية وأوضاع الدول المختلفة مثل مصر واليمن والسعودية وأحوال تنظيم داعش.