تحذيرات واسعة من خطورة تداول الشائعات.. ومراقبون: نشر وسائل الإعلام لها كارثة كبرى.. ومصر تواجه حرب جديدة تنطلق من نافذة "السوشيال ميديا".. وتحري الدقة ضرورة ملحة
حذر مراقبون من خطورة تناول ونشر الشائعات المنتشرة
على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين تدولها بكارثة تهدد تماسك المجتمع في ظل حروب
الجيل الرابع التي تواجه البلاد، مؤكدين أن خطر نشر الشائعات كارثي وهذا ما كشفت عنه
شائعة تعيين وزير جديد للنقل، متوفي من 11 عاما.
وكان عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي،
تداولوا خلال الأيام الماضية معلومات وأنباء عن تعيين مهندس يدعى محمد وجيه عبد العزيز،
وزيرا للنقل، وتضمنت المعلومات المتداولة أنه سيقوم بأداء اليمين الدستورية خلال أيام.
الغريب أن عددا من المواقع الإخبارية والقنوات
الفضائية سارعت في نقل الخبر وتحليله دون التأكد من صحته، زاعمين أن "المهندس
محمد وجيه عبد العزيز، مرشح بقوة لتولي الحقيبة"، خاصة بعد إشرافه على إنشاء جميع
محطات وأنفاق السكك الحديدية المطورة بفرنسا وصاحب الطفرة في السكك الحديدية التي حدثت
بالسويد على مدار الـ18 عاما الماضية، وحصل المهندس محمد وجيه عبد العزيز، على العديد
من الجوائز والأوسمة العليا من فرنسا.
إلا أن صاحب تلك المعلومة ويدعى خالد وجيه، فجر
مفاجأة من العيار الثقيل كشف فيها عن السقطة التي وقعت فيها المواقع والقنوات المصرية،
قائلا إن عددا كبيرا من الإعلاميين والصحفيين، وبعض القنوات مثل روسيا اليوم، وأبو
ظبي الإخبارية، نشرت التغريدة الكاذبة ونسبتها إلى مصادر موثوقة.
ولفت خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "رأي عام"،
المذاع على قناة "تن"، تقديم عمرو عبد الحميد، في وقت سابق إلى أنه بعد نشر
التغريدة بنحو ساعة ونصف فوجئ أنها تتداول على أنها حقيقية، على الرغم من أنها لا تتعدى
الشائعة، وأن اسم وزير النقل الذي طرحه هو والده محمد وجيه عبد العزيز وقد توفي منذ
11 عامًا، وأكد أن بعض برامج التوك شو المهمة أكدت أن والده المتوفي سيؤدي اليمين أمام
الرئيس اليوم.
وأضاف أنه اضطر صباح اليوم إلى نفي ما نشره حول
تعيين وزير النقل، لتأكيد أن السوشيال ميديا ليست مصدرا للخبر، لافتًا إلى أن المهنية
تواجه أزمة.
سقطة كارثية
النائب محمد الحسيني، عضو لجنة الإدارة المحلية في مجلس
النواب، حذر من خطورة ترديد الشائعات بين المصريين في ظل الحرب الواضحة والخبيثة
التي تعاني منها البلاد خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن الكارثة الكبرى أن تقع
فيها وسائل الإعلام والصحف الكبرى التي تعد مصدرا رئيسيا لحصول المصريين على الأخبار
والمعلومات الموثقة.
ولفت عضو لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب
لـ«الهلال اليوم» إلى إن تداول وسائل الإعلام لهذه الشائعة يساهم في انتشارها بشكل
واسع ويحقق صدى كبير بين المواطنين بما يخدم أعداء الوطن، مطالبا بتحري الدقة
ومراجعة الجهات الرسمية والمعنية بالمعلومة لتجنب فتنة إسقاط البلاد ونشر الأحباط.
وأوضح "الحسيني" أن الدولة المصرية تواجه
حربا حقيقية على مختلف الأصعدة في ظل حالة تربص واضحة من أعداء الوطن، مشددا على
ضرورة تكاتف جميع مؤسسات الدولة في ظهر القيادة السياسية لمواجهة التحديات وحروب
الجيل الرابع وأخطرها حرب الشائعات التي تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي نافذة
لنشر الفتن وإحداث الفتنة بين المصريين والقيادة السياسية.
تهديد تماسك المجتمع
وأكد النائب نادر مصطفى، عضو لجنة الإعلام والثقافة
في البرلمان، أن الشائعات مصدر خطر كبير يهدد المجتمعات ويساهم في سقوط الشعوب وجرها
إلى بئر الخلاف والصراع، مشيرا إلى أن شائعة تعيين وزير نقل جديد متوفي من 11 عاما
يعد كارثة مكتملة الأركان وتوضح أزمة الشائعات وخطورتها على المجتمع المصري.
وأشار عضو لجنة الإعلام والثقافة في البرلمان لـ«الهلال
اليوم» إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا تعتبر المصدر الرئيسي لانتشار
هذه الشائعات في ظل الحرب الرمادية التي تواجهها مصر وتستهدف استقرار وأمن البلاد،
موضحا أن المؤسسات الأإعلامية والصحفية عليها توخي الحذر والتأكد من المعلومة من مصدرها
بسبب تلك الكوارث والأزمات التي تواجه المجتمعات.
وبين أن مصر تتعرض لمؤامرة كبرى تقوم حاليا على نشر
الشائعات والأكاذيب خاصة بعد نجاح الدولة المصرية في دك بؤر الإرهاب والتطرف في مختلف
أرجاء الجمهورية وتحقيق معدلات تنمية عالية وإنجاز مشروعات كبرى في وقت قياسي.
مخاطر وكوارث مواقع التواصل
أما الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق،
أكدت أن شائعة وزير النقل الجديد الذي يدعى محمد وجيه عبد العزيز، الذي توفي قبل
11 عاما، يثبت خطر انتشار الشائعات وتأثيرها على الرأي العام وخلق حالة من البلبلة
في الشارع، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام عليها تحري الدقة لأن انتشار مثل هذه الشائعات
يعد كارثة بكل المقاييس.
وقالت عميد كلية الإعلام الأسبق لـ«الهلال اليوم» إن
عملية تداول شائعة دون التأكد منها ووقوع أكبر وسائل الإعلام في هذا الفخ يعد مهزلة
وطامة كبرى على الجميع تداركها بعد ذلك، موضحة أن ذلك يكشف حجم التآمر التي تتعرض لها
مصر وخطورة تداول الشائعات التي تبثها الجماعة الإرهابية.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام المصرية كان عليها الحذر
في ترديد الشائعات خاصة في ظل التربص بمؤسسات الدولة ومحاولة خلق حالة من الإحباط والوقيعة
بين الشعب المصري، لافتة إلى أن هذه المأساة تزيد من إحساس المجتمع بعدم الثقة في الإعلام،
وهذه مأساة، أن نعطي الفرصة لأحد الأشخاص أن يتلاعب بنا.
وشددت على ضرورة عدم الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي
لتوثيق المعلومة لأنها المصدر الرئيسي لانتشار الشائعات التي تساهم في ذبذبة الرأي
العام واستهداف الدولة المصرية.