رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمريكا تدشن الفرع السادس لقواتها المسلحة بإطلاق «قوة الدفاع الفضائية» العام القادم

5-3-2019 | 09:23


قررت الإدارة الأمريكية مؤخرا زيادة عدد أفرع قواتها المسلحة إلى ستة افرع بحلول العام 2020 وهو العدد المقتصر حاليا على خمسة أفرع رئيسية ، و ستكون " القوة الفضائية " هي الفرع السادس والأحدث فى صلب تشكيلات المؤسسة العسكرية الأمريكية ، وذلك اعتبارا من العام القادم.

ويعكس هذا القرار التطور في نظم القتال ومسارح العمليات العسكرية حول العالم والتى باتت لا تقتصر علي البر و البحر و الجو بل تعدى ذلك إلي الفضاء الخارجى ، و تمثل القوات الجوية و البحرية و البرية و الحرس الوطنى والقوى النووية الأفرع الخمسة الرئيسية للقوات المسلحة الأمريكية . 

وبحسب إفادة لنائب الرئيس الأمريكى مايك بنس أمام لجنة الدفاع فى الكونجرس الأمريكى سيكون للفرع السادس فى الجيش الأمريكى مركز لقيادة العمليات الفضائية وقوة عمليات فضائية وكذلك سيتبع الفرع السادس المستحدث فى الجيش الامريكى وكالة خاصة ومستقلة لتطوير أبحاث الدفاع الفضائي. 

و يقول الخبراء إن تطور وتعقد منظومات القتال الجوي و تكنولوجيا الاستهداف الرقمى قتاليا قد أدت بطبيعة الحال إلى خلق ساحات حرب غير تقليدية فى القرن الحادى و العشرين ، إذ تستشعر الإدارة الأمريكية خطر تنامى برامج الدفاع الفضائى و الأقمار الاصطناعية التجسسية التى تنفذها بلدان كبرى كروسيا و الصين و كوريا الشمالية وإيران التى استطاعت تطوير منظومات للتشويش و الإعاقة الاليكترونية للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية و التجسسية و كذلك تطوير منظومات قادرة على إخراج الأقمار الاصطناعية عن مساراتها وهو ما تعتبره الولايات المتحدة تحديا خطيرا . 

ففى العام 2007 على سبيل المثال استطاعت الصين إطلاق صاروخ فضائى استهدف قمرا اصطناعيا و دمره فى اختبار لهذا السلاح الجديد ، كما طور المجمع الصناعى العسكرى الروسى مؤخرا مدفعا يعمل بالليزر له القدرة على إعاقة نظم الإشارة والاتصالات الفضائية ، و لا تزال روسيا و الصين تستثمران بكثافة فى مجال إنتاج الصواريخ الأسرع من الصوت التى تبلغ سرعتها خمسة أميال فى الثانية على ارتفاعات منخفضة و بالتالى تتفادى انكشافها راداريا . 

وسيستثمر الفرع السادس في القوات المسلحة الأمريكية حصيلة الخبرة للمئات العاملين فى وكالات الفضاء الأمريكية و التى اكتسبوها عبر عقود للاستفادة منها فى إدارة و توجيه منظومة الدفاع الفضائى و عملياته بعد أن يبدأ الفرع السادس فى القوات المسلحة الأمريكية عمله فى العام القادم ، و يشدد أعضاء فى لجنة القوات المسلحة بالكونجرس الأمريكى على أهمية تحقيق خطوات استباقية على صعيد بناء القوة العسكرية الأمريكية المهيمنة فى عالم الفضاء بما يتكامل مع القدرة العسكرية المتفوقة للقوات المسلحة الأمريكية حول العالم برا و بحرا و جوا . 

كانت الاستخبارات العسكرية الأمريكية  دى آى إيه قد نبهت علي لسان مديرها الجنرال روبرت اتشلى فى منتصف العام الماضى إلى خطورة تسابق منافسى الولايات المتحدة الرئيسيين فى العالم و فى مقدمتهم الصين وروسيا للسيطرة على الفضاء ، و أكد الجنرال الأمريكى أن بلاده لن تقف مكتوفة اليدين إزاء تلك النقلة فى أشكال الحروب ، كما أنها لا تترك الفضاء الخارجى نهبا لمنافسى الولايات المتحدة يصولون و يجولون فيه بأقمارهم الاصطناعية و مركباتهم الفضائية كيفما شاؤوا - حسب تعبيره - . 

وتعمل المؤسسة العسكرية الأمريكية منذ فترة على تطوير أسلحة استهدافية ذات طابع اعتراضى للعمل فى الفضاء ، وقد ألمحت مداخلات مسؤولى الاستخبارات العسكرية الأمريكية إلى ذلك الأمر خلال مؤتمر قمة التكنولوجيا الذى استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن فى يونيو الماضى ، أجمع فيه الخبراء و العسكريون على السواء على ضرورة أن تتسلح الولايات المتحدة فضائيا ضمن منظومة فعالة و متكاملة . 

و تقول التقارير الأمريكية إن روسيا نجحت فى سبتمبر عام 2014 فى إطلاق روبوت فضائى متطور تحت اسم " Olymp-K " قام آنذاك بعدد من المناورات الفضائية اقتربت لمسافة سبعة أميال من قمرى الاتصالات / انتلسات / وذلك بحسب ما أوردته مجلة تايمز الأمريكية فى حينه ، و كشفت عن أن ذلك استدعي عقد سلسلة من الاجتماعات المغلقة على مستوى أجهزة الدفاع و الفضاء الأمريكية باعتباره تطورا يشكل تهديدا محتملا للأمن الأمريكى ، وأن ذلك يستوجب تحركا مضادا من جانب الولايات المتحدة إذا كانت تريد الحفاظ على تفوقها العالمى . 

وعلى الرغم من تأكيد الاتفاقية الدولية لاستخدامات الفضاء الخارجى المبرمة عام 1967 على المصلحة المشتركة لكل بنى البشر فى تطوير أبحاث استكشافات الفضاء الخارجى و تطويع ناتج تلك الأبحاث فى الأغراض السلمية ، ترى منظمة الصليب الأحمر الدولى أن الاتفاقية لم تحظر " التسلح الفضائى " فى حد ذاته ، إلا إذا كان سيستخدم فى أغراض الدمار الشامل أو استخدام القمر و المركبات السماوية فيما يخالف الأغراض السلمية . 

وفى مارس الماضى أعلن مايكل جريفين وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للهندسة و البحوث إن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى تفعيل خطط قديمة تعود إلى ثمانينات القرن الماضى ، من بينها إطلاق مركبات فضائية مزودة بمدافع إشعاعية قادرة على استهداف الصواريخ التى يتم إطلاقها من مراكز النيران الأرضية ، و كذلك استهداف الأجسام الفضائية فى نفس الوقت .