رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


طبيب مصري يؤكد العلاقة بين حساسية الطعام ومرض "التوحد"

1-4-2017 | 17:51


أ ش أ 

 أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن حساسية الطعام لم تعد مشكلة منفصلة عن مرض التوحد ، حيث زادت معدلات الإصابة بحساسية الطعام والتوحد في العقدين السابقين وكأنهما وباءان ، نافيا علاقته بتطعيم الطفل. 
وقال بدران - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة احتفال العالم غدا الأحد باليوم العالمي للتوحد - إنه يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية واحد من بين كل 13 طفلا بما يعادل 8% من الأطفال لديهم حساسية الطعام ، وواحد من كل 40 طفلا (أي 5ر2 % - حوالي 8ر1 مليون ) تتهدد حياتهم بسبب حساسية الطعام ، وزادت معدلات الاحتجاز في المستشفيات من حساسية الطعام هناك بنسبة 265% ، وفي ذات التوقيت زادت معدلات الإصابة بمرض التوحد بنسبة 1500%. 
وأضاف أن الدراسات الوبائية أظهرت أن نسبة التوحد ترتفع بين الأطفال في حالة إصابة الأمهات بالربو والحساسية أثناء الحمل ، وتعرضهن لمسببات الحساسية ، ما يزيد من فرص حدوث نقص الانتباه وفرط النشاط والتوحد لدى الأطفال. 
وتابع أن مرض التوحد بات وباء عالميا أخذا في الانتشار ، حيث يصيب من 1 إلى 2 في المائة من الأطفال في العالم ، ويصيب الأطفال الذكور بمعدل 4 مرات ونصف أضعاف الإناث ، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية الأولى في العالم من حيث عدد المصابين بهذا المرض.
وأشار إلى أن الأطباء والباحثين يعكفون على إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول هذا المرض مما غير واقعه ، حيث بلغ عدد الأبحاث التي أجريت خلال الشهور الأولى من العام الحالي 1456 بحثا ، ويأتي موضوع برمجة الجنين خلال الحمل نحو التوحد مثار اهتمام أبحاث العلماء حاليا.
وأوضح الدكتور مجدى بدران أن ارتفاع نسبة اكتشاف المرض ترجع إلى 7 أسباب وهي التقدم العلمي، وزيادة فرص الحياة للأطفال المبتسرين وزيادة الوعي العام في بعض المجتمعات تجاه أعراض المرض وتغير معايير التشخيص لتشمل بعض الفئات التي كانت تشخص في السابق بالتخلف العقلي والتشخيص في سن مبكرة وتطور وسائل العلاج ، بالإضافة إلى الأسباب البيئية الجديدة مثل التلوث البيئي وتغيير نمط الحياة.
وقال إن اختيار هذا اليوم من قبل المجتمع الدولي يستهدف زيادة الوعى العام واهتمام صانعي القرار بهذا المرض الذي يعانى فيه الأطفال من مشاكل في اللغة والتخاطب ، والعزوف عن مشاركة أقرانهم في اللعب ، والإنفعال والغضب عند محاولة التدخل في خصوصياتهم وكأنهم يعيشون مع أنفسهم فقط ، لا يهتمون بمن ينظر إليهم وكأنهم لا يرونه ولا يستجيبون لمن يتحدث معهم وكأنهم لا يسمعونه. 
وأضاف أن اضطرابات التوحد تشمل مجموعة من المشاكل العصبية التنموية التي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة ، ومظاهرها انخفاض التواصل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي مع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.
ونفى مسئولية بعض اللقاحات التي تعطى في مرحلة الطفولة عن إصابة الأطفال بالتوحد ، وذلك بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية ، حيث لم تثبت وجود صلة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والإصابة باضطرابات طيف التوحد ، كما تبين أن عيوبا جسيمة تشوب الدراسات السابقة التي أشارت إلى وجود علاقة سببية بين اللقاح والاضطرابات.
وأشار إلى أن أسباب الإصابة بالمرض ما زالت غامضة ، ولكنها في الغالب ما تكون محصلة لتفاعل مسببات جينية مع عوامل بيئية ، حيث ترجع 25% من حالات الإصابة بالمرض لأسباب وراثية ، فيما يكون التعرض البيئي من عوامل الخطورة المحتملة للإصابة بالمرض ، سواء حدث هذا التعرض قبل أو بعد الولادة مباشرة أو خلالها ، لافتا إلى ارتباط المرض بالتدخين وتناول بعض العقاقير ، بالإضافة إلى التعرض للملوثات البيئية الخطرة.
ونوه بدران إلى أنه على الرغم من إمكانية تشخيص مرض التوحد في وقت مبكر "عامين" إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في عمر 4 سنوات ، حيث أظهرت الدراسات أن بعض آباء الأطفال الذين يعانون من التوحد لاحظوا مشكلة تنموية قبل السنة الأولى من عمر الطفل ، وأن شكاوى السمع والرؤية أكثر شيوعا في السنة الأولى، والاختلافات في المهارات الاجتماعية والاتصالات والمهارات الحركية الدقيقة واضحة من عمر 6 شهور. 
وشدد على الاهتمام بالتواصل الأسري والعناية النفسية بالأم الحامل والمتابعة الصحية لها في توفير عوامل الأمان ضد إصابة الجنين أو المولود بالتوحد ، بالإضافة إلى الترحيب الاستباقي بالجنين ، حيث يلعب الوالدان والعائلة دورا رئيسيا في هذا الشأن.