رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جزائريو فرنسا يؤيدون التظاهرات في بلدهم الأصلي

7-3-2019 | 22:35


يعيش جزائريون يحملون الجنسية الفرنسية، من شبان وغيرهم، في باريس منذ عدة أسابيع على وقع ما يحدث في بلادهم وينظمون معاً تظاهرات وتجمعات لدعم معارضي ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.


وقال ناشط في ائتلاف “انهضي يا جزائر” الذي تأسس في منتصف فبراير الماضي، سمير ملال: “إنها معركة مشتركة بين الجزائريين المقيمين في البلاد والجزائريين في الخارج، وللجالية أيضاً دور في هذه الفترة الانتقالية وفترة إعادة بناء دولة قانون جديدة”.


وفي بداية الأسبوع عمل 10 من هذا الائتلاف في قاعة صغيرة بباريس على التحضير للأحداث المقبلة، وفي البرنامج تجمع في 8 مارس الجاري بمناسبة يوم المرأة العالمي ثم تظاهرة الأحد المقبل هي الرابعة من نوعها، في ساحة الجمهورية بباريس.


وتشبه عملية التحضير، من اختيار الصور إلى اللافتات إلى المسؤولين عن تقنيات الصوت، التحضير لأي تظاهرة كلاسيكية، لكن القضايا المطروحة تنقل من يطلع عليها إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط.


وتساءل شاب “كيف يمكننا نحن هنا أن نكون ضمن ما يحدث هناك؟”، ما فتح المجال لطرح العديد من الأفكار من الحضور، بين هذه الأفكار مقاطعة الخطوط الجزائرية في ذروة موسم الإجازات أو حمل شارة معينة في التظاهرات وفي الشارع أو شعار يروج عبر فيس بوك.


وبعد مناقشة عدة خيارات نال شعار “الجزائر.2.0” استحسان الأغلبية، وقال حكيم بدواني مبتسماً “هذا شعار عصري وجديد، لكن المهم ليس القفزة الرقمية بل القفزة الديمقراطية”.


وقالت أحد مؤسسي الائتلاف، فائزة مناعي “يمكن أن ندون كافة المقترحات ونفكر فيها بروية”، وأضافت المرأة التي كانت غادرت الجزائر في ثمانينات القرن الماضي “عائلتي كلها في الجزائر وأمضيت شبابي كله هناك، أشعر أن من واجبي مساعدة مواطني بلدي”، وكانت بسبب التأثر بشريط فيديو لشاب جزائري نشر على فيس بوك، اتصلت بمعارفها ونظمت في غضون 36 ساعة أول تجمع بباريس، وباتت التجمعات أكبر كل أسبوع.


ويعيش في فرنسا 760 ألف جزائري، بحسب معهد الإحصاء، وإذا أضيف إليهم أبناؤهم يصبح عددهم 1.7 مليون نسمة.


وقال فريد ياكر من الائتلاف إن “المهاجر الجزائري يجلب معه جزائره، وهو أكثر حنيناً وتعلقاً ببلده من المقيمين داخله، وحين نرى بلادنا تنهض والأمل يولد من جديد، فإن ذلك يبعث فينا الشعور ذاته لدى المقيمين في البلد: شعور الفخر”، وأضاف “نتحرك لأننا نريد أيضاً أن نعيش هذه اللحظات كسائر الجزائريين في الداخل”.


ومن جانبه، قال فتاح بندالي وهو من حزب “الجيل الجديد” في فرنسا “نتابع بقوة ما يجري في الجزائر، وهم (الجزائريون بالداخل) بحاجة إلى رؤية أصواتهم ومطالبهم تنقل إلى الخارج”.


وكان إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 10 فبراير الماضي ترشحه لولاية خامسة بعد حكم البلاد 20 عاماً وتعرضه لجلطة دماغية أوهنت صحته في 2013، أدى إلى اندلاع حركة احتجاج غير مسبوقة في الجزائر.


وفي باريس، تظاهر مئات الجزائريين الأحد الماضي دعماً للاحتجاجات ويأمل ناشطون أن يكبر العدد أكثر الجمعة والأحد المقبلين.


وقال نائب رئيس “جمعية القادة والمبدعين الجزائريين” التي انضمت إلى تظاهرات باريس، عزيز لفيلف: “ندرك جيداً أن الشارع في الجزائر هو القادر على تحريك الأمور”، وأضاف أن “تظاهري في باريس هدفه أن نقول لهم هناك أننا معهم وعند حدوث انتقال سياسي ستكون مجمل كفاءات وموارد الجالية في الخارج إلى جانبكم لمساعدتكم على إنجاز هذا الانتقال”.


واعتبر أن هذه الصحوة أمر لم يسبق أن شهدناه، وفريدة من نوعها، وتابع “نشعر بسبب أصولنا الجزائرية، أن بلادنا بصدد المرور بلحظة مصيرية ونريد أن نكون جزءاً منها”.


يشار إلى أن بعض أعضاء الجمعيتين لم يتمكنوا من الانتظار وتوجهوا إلى الجزائر ليتظاهروا غداً الجمعة، لكن هذه المرة في العاصمة الجزائرية وليس الفرنسية.