رئيس السكة الحديد «يغسل يده من دماء المصريين».. أشرف رسلان مدير جبانة الموت على القضبان
أطل علينا المهندس أشرف رسلان رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، اليوم في حوار صحفي، بعد مرور ما يقرب ما يقرب من عشرة أيام على حادث جرار محطة مصر الأليم، محاولاً التجمل بوجه تعلوه الثقة، وقلب تملؤه شجاعة المحارب، الذي لم يتقهقر إلى الوراء، ولم يفكر ولو للحظة واحدة في الهروب، عبر تقديم استقالته على حد تعبيره؛ وإنما ثبت في الميدان؛ حتى يؤدي دوره كاملاً في الذود عن السكة الحديد التي يذوب عشقًا في قضبانها، ضد أعدائها الذين يتوهمهم، فيما لم يكشف لنا الستار عن أعدائها الحقيقيين، الذين تثبت لنا الحوادث المتكررة، واحدة تلو الأخرى تحصد أرواح الأبرياء، أن أعداءها الألداء يعششون بين جنباتها، وينخرون في عظامها، ويستعذبون آلام ضحاياها، ومصابيها.
وحاول رئيس السكة الحديد، أن يجمل وجهه للاستمرار في منصبه، فزاد الطين بلة، عندما حاول عبثًا أن يخفف من وطأة الكارثة التي شهدتها محطة مصر، وراح ضحيتها 22 برئيًا، فيما أصيب 40 شخصًا لازال غالبيتهم مثخنون بالجراح، وقلوب ذويهم مكلومة، كاشفًا أن الجزء المتضرر؛ جراء حادث الجرار المنكوب بمحطة مصر، لم يطال المبنى بكامله؛ حيث كان الضرر محدودًا ولم يشمل سوى «أسانسير»، و أو يتضمن أي مبانٍ أو مكاتب إدارية، وكأن الحادث كان عابرًا ومر مرور الكرام، معربًا عن أسفه للحادث الذي ما زال متأثرًا بمشاهده، محتسبًا الضحايا من الشهداء.
وناقض رئيس السكة الحديد، نفسه في العديد من النقاط، فتارة يتحدث عن عدم قصور الصيانة والتدريب للعنصر البشري، ثم يعود ليناقض نفسه بأن الحادث نتيجة خطأ بشري ووقتي، وأن المشكلة ليست مشكلة معدات، ثم يتحدث عن قدم العربات وطرازات الجرارات، وعدم تحديثها، وإهمال الهيئة لمدة 40 عامًا.
وتحدث رئيس السكة الحديد، وكأنه حقق نصرًا في ميدان المعركة الذي ثبت فيه، ولم يتركه من أجل سواد عيون جمهور السكة الحديد، أنه تم رفع الجرار بالكامل من موقع الحادث، واستخراج الأجزاء السليمة التي تصلح كقطع غيار يعاد استخدامها، والباقي مصيره إلى الخردة.
ثم نفى رئيس السكة الحديد، وجود قصور بالهيئة، مؤكدًا على استمرار لجان الجودة والمراجعة دائمة لأعمال الصيانة، وأن منظومة محكمة جدا لأعمال الصيانة، وتشمل تجهيز القطارات قبل القيام بالرحلات، وهناك صيانة دورية وصيانة عمرات، وأنه يتابع بنفسه كل أعمال الصيانة التي تتم بالورش، والمشكلة ليست لديه، وإنما في قدم "طرازات الجرارات".