رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السفير محمود عفيفى لـ"الهلال اليوم": قمة تونس تأتي في توقيت دقيق للمنطقة العربية...المنطقة الان تدخل في مرحلة التسوية بعد النزاعات

11-3-2019 | 21:12


  •  المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لمجلس جامعة الدول العربية:
  • الأطراف العربية أدركت جيدا الأدوار التي قامت بها تركيا وايران في السنوات الأخيرة
  • صفقة القرن ليس لها وجود أو معلومات عنها
  • تصلنا تقارير عن تصدير السلاح لميليشيات ودعم ميليشيات إرهابية بليبيا
  • ندعم الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية
  • يصعب التنبؤ بمتى يمكن ان يتخذ إجراءات رفع التعليق لعودة سوريا

 

 


كشف السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لمجلس جامعة الدول العربية، أهمية قمة تونس المقبلة خاصة أنها تأتي في توقيت دقيق للمنطقة العربية مع قرب انتهاء النزاعات في المنطقة وقرب إطلاق عملية تسوية.

عفيفي أضاف في حواره الخاص مع "الهلال اليوم" أن الأطراف العربية أدركت جيدا أن الأدوار التي قامت بها تركيا وايران في السنوات الأخيرة كان سببا في تعقيد الأزمات وليس الحل.


والي نص الحوار

كيف ترى القمة العربية الأوربية وهل حققت المأمول منها؟

القمة العربية الأوربية نجحت بكل المقاييس وحققت المطلوب والمأمول منها، خاصة أن الجامعة العربية امتلكت العديد من أطر التعاون مع مجموعة كبيرة من الفاعلين الدوليين منها الاتحاد الافريقي والية للتعاون العربي الصيني والياباني والهندي والروسي، ولكن في هذه المرحلة كان من المهم جدا ترفيع مستوى التعاون مع الاتحاد الأوربي.

خاصة أنه منذ سنوات كانت هناك اجتماعات وزراية ولجان تعقد وموضوعات نتعاون بها كشئون  المرأة وملفات الهجرة ولكن الآن نحتاج الى رفع التمثيل ليكون علي مستوى القادة لتأكيد الإرادة السياسية بين الجانبين العربي والاوربي ورفع مستوى النقشات بين القادة بين الاوربيين والعرب.

عنوان القمة كان " في استقرارنا نستثمر" ؟هل كانت رسالة؟

بالفعل .. فعنوان القمة كان مهما جدا للتأكيد علي ما مرت به المنطقة من منعطفات أخيرة وأن الأولوية الحقيقية الآن هي تحقيق استقرار المنطقة وأن التداعيات السلبية للنزاعات أثرت علي الاتحاد الأوربي الذي أدرك الآن أهمية  تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المنظمة، والجريمة المنظمة وضرورة الاستثمار بالمنطقة والتعاون الاقتصادي والتنموي.

هل انعقاد القمة في مصر أسهم في نجاحها؟

انعقاد القمة في دولة بحجم مصر أحد الأسباب الرئيسية في نجاحها، فمصر سخرت الكثير من الإمكانيات، كما انعكس ثقل الرئيس السيسي  الدولي والإقليمي وعلاقاته القوية على نجاح هذه القمة، خاصة في مستوى التمثيل العالي من الجانبين سواء العربي أو الأوربي وكانت فرصة جيدة لإعادة التفاهم العربي الأوربي في العديد من الموضوعات الهامة والمتعلقة بين الجانبين.

كيف ترى قمة تونس خاصة في هذه المرحلة العربية؟ وما أهم الملفات المرفوعة إليها؟

قمة تونس تأتي في توقيت دقيق للمنطقة العربية خاصة أن النزاعات في المنطقة باتت في منعطف إطلاق عملية تسوية، والي حد ما فمستوى تصاعد النزاعات العسكرية في ليبيا وسوريا واليمن انخفض كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية.

جاء ذلك لإدراك الأطراف الإقليمية والدولية والمتناحرة أيضا ضرورة انهاء هذه النزاعات لإ لقائها بظلال سلبية على الجميع.

ولكن الأهم في القمة المقبلة هو نقاش القادة العرب حول الدفع بكافة الملفات إلى الأمام وكيف بالدول  العربية إلي بر الأمان وضرورة مراعاة اختلاف كل دولة وظروفها وخطط مبعوثها الأممي، فعمليات التسوية مختلفة في كل دولة، ولكنها في النهاية الدول العربية والجامعة مشاركة في جهود الحل.

فجامعه الدول العربية منخرطة بشكل كبير في الازمة الليبية، من خلال عمل الرباعية الدولية المعنية بليبيا، والتواصل مع الاتحاد الأوربي والافريقي والمبعوث الأممي ولنا ممثل خاص يعمل من أجل حل الازمة، كذلك نتواصل مع المبعوث الاممي القديم والجديد وننتمى له التوفيق في خطته.

كما أن هناك محاولات نشطة لإعادة الجامعة العربية لصدارة الاتصالات الجارية بشأن هذه النزاعات.

وما اهم الملفات على أجندة القمة؟

أعتقد أن  الملفين الاقتصادي والاجتماعي سيكونان حاضرين بقوة بالإضافة لتفعيل مقررات قمة بيروت يناير 2019، وعلى أي حال لنرى كيف ستسير الأمور خاصة وأن القمة الاقتصادية المقبلة ستكون بعد أربع سنوات في موريتانيا.

وهناك موضوع آخر وهو مهم جدا وهو التدخلات الأجنبية والإقليمية وهو نلف يشغل حيزا كبيرا في اهتمامات كافة الدول العربية وهو أيضا موضوع بارز في نقاشات المجلس الوزاري  مارس الجاري، ومنها التدخلات التركية والإيرانية في المنطقة العربية.

 أيضا القضية الفلسطينية والتي تمر بمرحلة حرجة في الوقت الحالي وتحتاج الى إعادة التأكيد علي الدعم السياسي والمالي والمعنوي للاشقاء الفلسطينيين.

التدخلات الإيرانية والتركية باتت تهدد الاستقرار العربي؟ فهل سنرى وقفة قوية لإيقافهم؟

تصدر قرارات في كل قمة عربية ضد التدخلات الخارجية وخاصة الإيرانية في الشئون العربية والتركية في شمالي العراق وسوريا وتم تناول ذلك في قرار خاص بسوريا والأطراف العربية أدركت جيدا أن الأدوار التي قامت بها تركيا وايران في السنوات الأخيرة كانت سببا في تعقيد الازمات وليس حلها بالإضافة إلى انتهاكات سيادة الدول العربية الأعضاء سواء التركية في شمالي العراق وسوريا، أوايران ودعمها لبعض الميليشيات والحوثيين بالسلاح .

ومن المهم جدا أن يكون هناك عمل عربي مع الأطراف الدولية لدفع الدول المتداخلة بالصراع إلى التوقف والكف عن اختراق سيادة الدول العربية ووقف المطامع في الدول العربية.

فضلا عن القمم العربية العادية، التي تقوم برصد كامل لمظاهر التدخلات الإيرانية، ومن ثم فإن الجامعة على وعى كامل بتأثيراتها وتنبه إلى مخاطرها، فى جميع اتصالاتها مع الأطراف الدولية المعنية، وتدعو بقوة إلى عدم السماح باستمرارها على نحو يخل بسيادة الدولة الوطنية، أو على التسوية النهائية للأزمات التى تشكل طهران فيها رقما مهما .

هل هذا ينطبق علي ليبيا؟

بالفعل ينطبق علي ليبيا فالأمين العام تحدث كثيرا عن التدخلات في ليبيا وحذر منها، كما تصلنا تقارير عن تصدير السلاح لميليشيات ودعم ميليشيات إرهابية بشكل معين تؤثرعلي أمن واستقرار الإقليم الليبي.

ودور الميليشيات لا يساعد علي التسوية في البلاد، خاصة أن كل ميليشيا لها أجندتها الخاصة وتبحث عن التمويل وتأخذ من عوائد الدولة كل هذه العوامل لا تؤدي إلي الوحدة ولا تريد عودة المؤسسات الليبية الى دورها الكفء.

هل آن الأوان لوقف استنزاف الموارد العربية؟

 بالفعل نعمل علي ذلك خاصة أننا نعاني من فقر في المياه وكيف يمكننا تعويضها بمشروعات التحلية والعمل المشترك بين الدول العربية واستخدام المياه في توليد الكهرباء وربطها بين الدول العربية وأهمية الأمن الغذائي العربي وهناك مبادرات عدة نعمل عليها خاصة المبادرة السودانية المقدمة منذ ثلاث سنوات والتي تعمل على تعزيز الأمن الغذائي العربي فوقف الاستنزاف ليس فقط عن طريق وقف النزاعات وحسب بل يكون عن طريق تنمية حقيقية وتحسين معيشة المواطنين والتبادل التجاري العربي.

كي تعود الجامعة العربية قوية تحتاج تنفيذ توصيات وقرارات قممها ومؤتمراتها ما رأيك؟

هناك آلية ثابتة ومؤسسية لذلك، فهناك اجتماع قبل كل قمة يسبقها باسم مكتب متابعة تنفيذ القرارات ويكون مكونا من مكتب ترويكل قمة لعرضه على الأمين العام ثم كبار المسئولين ووزراء الخارجية ثم القادة، ومتابعة ما تم تحقيقيه وما هو منتظر أن يتحقق وما يحتاج لمعالجة من أوجه النقص.

كيف ترى الجهود الفاعلة للتحقيق المصالحة الفلسطينية؟

قبل أي شيء هناك جهود مقدرة يقوم بها الجانب المصري وهناك دعم كبير لهذا الجهد الذي يبذله من اجل وفاق الطرائف الفلسطينية، كما ان قرارات القمم العربية تؤكد على محورية تحقيق المصالحة لوحدة الصف الفلسطيني، ولكن المصالحة تمر بفترات صعود وهبوط.

كما يجب علي الفصائل الفلسطينية الآن أن تدرك ما تمر به القضية الفلسطينية من مرحلة خطرة التي تواجها القضية من الجانب الإسرائيلي وأيضا في ظل إجراءات الإدارة الامريكية الحالية، فتحقيق المصالحة عنصر حيوي جدا للتصدي لتلك الضغوط.

فالجامعة والقمة تدعمان المصالحة والشعب الفلسطيني وتؤكد علي ضرورة توجيه دعم مالي للأخوة في فلسطين لمواجهة الضغوط في القدس بعد الإجراءات الامريكية.

كيف ترى صفقة القرن المزعومة؟

ليس هناك شيءٌ محدد وملموس أو معلومات واضحة حول معالم الخطة الامريكية خاصة بالنسبة للطرف الفلسطيني وهو الطرف المعني حول ما تُسمى بـ "صفقةِ القرن" فهو تعبير اعلامي، فمن الممكن أن تكون بعض الدوائر الأمريكية تداوله او تطرحه دون أن نعرف عناصره او بنوده .

ففي النهاية ما يصلنا من الطرف الفلسطيني أن كل ما طرح له لم يمثل الجانب العادل لحل القضية الفلسطينية، فما يقبله الطرف الفلسطيني قيادة وشعبا سيقبله الجانب العربي، وما يرفضه سوف يرفض.

 

متى نرى عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية، وهل هناك متطلبات أو إطار زمني؟

 

نحن نتابع التصريحات التى تطلقها بعض الدول وتحركات البعض الآخر، لاسيما أن بعضها قرر استئناف فتح سفاراته بدمشق، وما يحكم موقف الجامعة هو قرار عام 2011، بتعليقها بقرار من مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، ومن ثم فإن أى نقاش بشأن التراجع عن هذا القرار، يتعين أن يبدأ من خلال المجلس ذاته.

وحتى الان لم يطلب أي طرف من الدول الأعضاء وضع بند عودة سوريا علي قائمة أي اجتماع، لان الأمر يتطلب أن تتقدم دول أو مجموعة من الدول العربية بمبادرة أو طلب رسمى، لإدراج نظر موضوع إلغاء تعليق عضوية سوريا، على جدول أعمال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إما فى دورة عادية أو فى دورة طارئة،

ولا تزال هناك رؤى مختلفة حول هذه العودة، وبالتالى، فإنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بمتى يمكن ان تتخذ إجراءات رفع التعليق بشأن عودة سوريا إلى مقعدها.

والأطراف جميعا مدركة بما فيها المساندة للدولة السورية حاليا أن هناك تعقيدات او ابعاد متشابكة أو بعض الاحتياجات ربما التي لم تتوفر حتى هذه اللحظة.

كيف تقرأ الجامعة العربية رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى اعتبارا من فبراير 2019؟

 

تنبع قيمة هذا الحدث أنه يعكس ترؤس دولة إفريقية كبرى للاتحاد، بل ومن المؤسسين له سواء على مستوى منظمة الوحدة،وكيف استعادت مصر ريادتها بعد سنوات تعليق العضوية إلى جانب ذلك هى دولة عربية، وهو ما يجعلنى أقول بارتياح إن الدبلوماسية المصرية، ستتكمن بما تمتلكه من خبرة طويلة ومن أدوات فاعلة، من الوصول إلى المزيد من بناء عناصر التلاقى والقواسم المشتركة، بين الجانبين العربى والإفريقى، والجامعة ستكون على تواصل مستمر مع مصر خلال فترة رئاستها الاتحاد الإفريقى.