رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فضح أكاذيب التنظيم الدولي للإخوان لخداع الغرب منذ 2014.. كشف بأسماء منظمات إخوانية في بريطانيا تهدد العالم.. وحقوقية: «لندن» ترعى الإرهاب بفتح أبوابها للتنظيم الإرهابي

14-3-2019 | 16:34


كشفت دراسة أصدرها المركز المصري لدراسة الديمقراطية الحرة، عن كيفية خداع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية للغرب، وتحمل الدراسة عنوان "الإخوان المسلمون في بريطانيا حائط صد ضد الإرهاب أم تنظيم إرهابي يهدد أمن العالم؟"، وتفاصيل تغلغل الإخوان داخل المملكة المتحدة عبر منظمات تدعم الإرهاب في العالم.

وأوضحت الدراسة أن عناصر الإخوان في الوقت الذي كانوا يمارسون العنف فيه داخل مصر انتقاما من المواطنين على عزلهم من الحكم، قام بعض المحنكين من قيادات الجماعة بمغازلة الغرب، من خلال تصوير أنفسهم كسياسيين معارضين يدافع عن الديمقراطية ومكتسبات ثورة يناير، وأن الجيش المصري يلاحقهم فقط لهذا السبب.

ولفتت الدراسة إلى أنه بينما كان قيادات الإخوان الهاربين ينشرون في وسائل الإعلام الغربية وعبر المنظمات الحقوقية المحازة لهم مثل منظمة "هيومان رايتس ووتش" في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة "العفو الدولية" في بريطانيا، أكاذيب مطولة عن سلمية هذه الاعتصامات لكسب تعاطف الدول الغربية التي تولي مسائل التعبير عن الرأي في الاحتجاج السلمي أهمية كبرى، كان عناصر الجماعة يقومون بتخزين الأسلحة والقنابل بين المعتصمين والتخطيط والتدريب على القيام بمزيد من الهجمات ضد المدنيين وقوات الأمن.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا ما اعترف به قيادات الإخوان في وقت لاحق، ففي أغسطس 2016، اعترف أحمد المغير الشاب الإخواني الهارب، الذي كان يعمل بأوامر مباشرة من خيرت الشاطر أكبر رأس اقتصادية في الجماعة، والمسيطر الأول على كل أنشطتها العنيف والسياسية، بأن الاعتصام كان مسلحا وأنهم كانوا يخزنون القنابل والأسلحة بين المعتصمين ويتدربون على استخدامها.

وهي التصريحات التي تنفي كل التقارير الكاذبة التي نشرتها "هيومن رايتس ووتش"، و"العفو الدولية"، بشأن اعتصامي رابعة والنهضة، حيث كان المغير قائد بميدان رابعة، وله واقعة شهيرة اعتدى هو ورجاله على وفد من المنظمات الحقوقية المصرية، الذي زار الميدان للكشف عن إذا ما كنت به أسلحة، ومنهم بالقوة من المرور إلى داخل الاعتصام.

وهي الاعترافات التي لم تكترث لها المنظمتين، ولم تهتم بتصحيح أو الاعتذار عما نشروه من أكاذيب، رغم تواصل العديد من المنظمات الحقوقية المصرية معهم وتقديم نسخة مترجمة من اعترافات المغير.

 

هجمات إرهابية تعرضت لها بريطانيا

واستعرضت الدراسة للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بريطانيا بعد أحداث 11 سبتمبر وحرب العراق على يد متطرفين من جماعات مختلفة، ذات صلة معلنة وغير معلنة بجماعة الإخوان وتتفق معها في تبني نفس الأيديولوجيا الجهادية.

وأكدت أن الحقائق الموثقة عن تاريخ الإخوان وعلاقتها بالتنظيمات المتطرفة والتي ذكر تقرير جينكينز عام 2014 تثبت أن جماعة الإخوان هي الفاعل الحقيقي والتنظيم الأم لكل التنظيمات الإرهابية الإسلامية التي تهدد أمن العالم اليوم بدءا من داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس وجيش النصرة وحماس والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة، حتى "جماعت إسلامي" في جنوب شرق آسيا.

 

وأبرز هذه الهجمات:

في لندن، 3 يونيو 2017 ، دهس ثلاثة أشخاص في سيارة "فان" بيضاء المشاة في منطقة "لندن بريدج" ثم نزلوا من السيارة بالقرب من "بورو ماركت" وقاموا بطعن المارة بشكل عشوائي باستخدام خناجر، مرددين عبارات "هيا من أجل الإسلام، الله أكبر"، ونتج عن الحادث وفاة ثمانية أشخاص، وجرح ثمانية وأربعين آخرين، وتعاملت الشرطة مع الإرهابيين وقتلتهم.

وتوصلت التحقيقات إلى هوية الإرهابيين والذين كانوا من أصول باكستانية ومغربية، وكان أحدهم مدرج على لوائح الإرهاب في إيطاليا بعد القبض عليه حاملا مواد دعائية تخص داعش.

مانشيستر ليلة الأربعاء 11 مارس 2017، قام سلمان رمضان عبيدي، 22 سنة، بتفجير قاعة حفلات "مانشيستر أرينا" أثناء حفلة للمطربة آريانا جراند، وأسفر الحادث عن مقتل 22 شخص بين 7أطفال وشباب وإصابة 59 آخرين، وأثبتت التحقيقات أن منفذ الهجوم بريطاني من أصل ليبي ينتمي للإخوان وتلقى تعليمه في مدارس تابعة لها ببريطانيا، ووالده هو رمضان بوالقاسم عبيدي القيادي في تنظيم القاعدة، وكان عضوا في جماعة الإخوان بليبيا حتى طلب اللجوء السياسي لبريطانيا.

ويستمنستر، عصر يوم الأربعاء 22 مارس 2017، قام خالد مسعود، 52 عاما، باستخدام سيارة فان بدهس المارة في "ويستمنيستر بريدج"، بالقرب من البرلمان الأوروبي ثم نزل من السيارة وقام بطعن رجل شرطة حتى الموت، وقتلته الشرطة على الفور، وأثبتت التحقيقات أن الإرهابي هو بريطاني مسيحي ثم تحول للإسلام، ونفذ الاعتداء كـ"ذئب منفرد" دون التنسيق مع أي تنظيم جهادي آخر متأثرا بأفكار داعش المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي.

لندن، صباح يوم السبت 5 ديسمبر 2015: هاجم محي الدين ماير، 30 سنة، ركاب مترو محطة ليتونستون شرق لندن، مستخدما سكينا لطعنهم، ومرددا عبارات "أنتم لستم مسلمين، سأقتلكم من أجل أخوتي في سوريا"، لكن سرعان ما تدخلت قوات الشرطة وألقت القبض عليه قبل أن يؤذي أحد، وكشفت التحريات، أن ماير نفذ الاعتداءات متأثرا بما يقرأه على الأنترنت ويحكيه الشيوخ في المساجد والتي تمتلك أغلبها جماعة الإخوان، عن الأوضاع في سوريا وضرورة الجهاد من أجل نصرة المجاهدين هناك، وحُكم عليه بالحبس في مصحة للأمراض العقلية لمدة ثماني سنوات ونصف.

لندن، صباح الأربعاء 22 مايو 2013: هاجم مايكل أديبولاجو، 29 سنة، ومايكل أديبوويل، 22 سنة، الجندي لي ريجي أمام أحد الكتائب التابعة للجيش في منطقة وولويتش جنوب شرق لندن، أثناء تأدية عمله، حيث وضربوه باستخدام السيارة التي كانوا يركبونها أولا، وعندما سقط نزلوا من السيارة وانهالوا عليه بالطعنات حتى الموت.

وأثبتت المحاكمة أن البريطانيين تحولا للإسلام حديثا عبر المساجد المنتشرة في لندن ويسيطر على أغلبها الإخوان، وأنهم نفذوا هذا الاعتداء لأن المسلمين في حرب وأنهم جنود الله في هذه الحرب وانتهى الأمر بالحكم عليهم بالسجن مدى الحياة.

إكستير، مساء يوم الخميس 22 مايو 2008، أعد نيك ريللي، 22 سنة، قنابل يدوية من مواد متفجرة وزجاج ومسامير، وتوجه بها إلى مطعم، وقبل أن يدخله انفجرت القنابل في يديه وأصابته بجروح، وبالتحقيق ثبت أنه بريطاني وتحول للإسلام قبل عام من تنفيذه العملية الإرهابية، وشهدت والدته أنه صاحب عدد من المتطرفين الإسلاميين، أقنعوه بتنفيذ العملية ودربوه على صناعة القنابل اليدوية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكنه في 2016 وجد مقتولا في سجنه وسط شكوك بأن المتطرفين الذين تعاون معهم هم من قتلوه لكن لم يحسم الأمر بشكل قاطع.

سكوتلاند، صباح يوم السبت 30 يونيو 2007، : قام كل من كفيل أحمد، 27 سنة، وبلال طلال صمد عبدالله، 29 سنة، بالهجوم على مطار جلاسكاو في سكوتلاند باستخدام سيارة جيب شيروكي سوداء، محملة بزجاجات مولوتوف ومواد حارقة، وبعد ارتطام السيارة بمدخل المطار لم يستطع الرجال النزول منها وانفجرت المواد الحارقة، وأصيب كفيل بجروح خطيرة أودت بحياته بعد الحادث بشهر، وألقي القبض على الآخر وأخوه الذي كان يراقب الشارع أثناء التنفيذ وحكم عليه بالحبس مدى الحياة.

وأثبتت التحريات أن كفيل أحمد بريطاني من أصل هندي وعضو في "جماعت إسلامي" وشبكة المودودي في بريطانيا، وهي فرع من فروع الإخوان المسلمين في جنوب شرق آسيا، أما طلال عبد الله عراقي الأصل ويدرس الطب في بريطانيا، واشتبهت التحقيقات في كونه على صلة بالإخوان في بريطانيا.

لندن، يوم الخميس 21 يوليو 2005، قام أربعة أشخاص بتنفيذ هجوم انتحاري عبر حمل قنابل وزرعها في أماكن متفرقة داخل خط المترو والأتوبيس في لندن، لكن لم تنفجر العبوات بسبب عطل ما، وألقي القبض عليهم ومحاكمتهم والحكم عليهم بالحبس مدى الحياة، وقد أثبتت التحريات أن كل منهم أتى إلى بريطانيا من شرق أفريقيا في أوقات متباينة كلاجئين، وتعرفوا على بعضهم البعض في المساجد التي تسيطر على أغلبها جماعة الإخوان وكونوا عصابة إرهابية لتفجير البنية التحتية للمواصلات في لندن.

لندن، صباح يوم الخميس 7 يوليو 2005، استهدف أربعة أشخاص في هجوم انتحاري تفجير خط المترو والأتوبيس أثناء الذروة صباحية في لندن ما أدى إلى مقتل 50 شخصا وإصابة 700 آخرين، وكشفت التحريات أن العقل المدبر للعملية بريطاني من أصل باكستاني التحق بجماعة المهاجرين الإرهابية عبر المسجد الذي كان يتردد عليه في "بيستون" في ليدز عام 2001، وقد أقنعه أحد المنفذين الآخرين من أصل باكستاني بالسفر معه للتطوع في صفوف المجاهدين في باكستان وأفغانستان قبل أن يعودا إلى بريطانيا وينفذا العملية الإرهابية، وكذلك المنفذين الآخرين الذين تم تجنيدهم في تنظيم القاعدة.

 

منظمات إخوانية

وكشفت أيضا عن امتلاك الإخوان لشبكة من المنظمات العاملة في بريطانيا، يصل عددها إلى 39 مؤسسة بين جمعيات خيرية ومنظمات حقوقية ومدارس وإغاثة وخدمة مجتمع.

وأوضحت الدراسة عن أن تلك المؤسسات لا تعرف نفسها صراحة على أنها تابعة لتنظيم الإخوان، لكن بمراجعة أسماء هذه المنظمات مع أسماء القيادات الإخوانية البارزة في بريطانيا فهم جميعا ينتمون إلى هذه المنظمات سواء كمؤسسين أو مديرين أو عاملين، بما يصب في صالح التنظيم الدولي للإخوان ويروج لأجندته.

وأضافت الدارسة أن لجنة جينكينز للتحقيق في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة وصلاتها بالإرهاب، أن المنظمات التابعة للإخوان في بريطانيا، والتي تبدو في ظاهرها منظمات مجتمع مدني وأعمال خير وتنمية، قد دعمت أعمال عنف في الشرق الأوسط، ومثلت "الطقس الآمن لمرور المتطرفين الإسلاميين" في أماكن عدة حول العالم، بدءاً من الدعم الموثق من قبل هذه المنظمات لحركة حماس ومروراً بأعمال العنف التي خاضها الإخوان في مصر عقب 2013، وانتهاءً بتنظيمات الإخوان الأكثر ضراوة في كل من ليبيا وسوريا مثل جيش النصرة.

وأوضحت الدراسة، أن أغلب هذه المنظمات يتركز في بقعة جغرافية واحدة في منطقة أيلينج غرب لندن، حيث يوجد ثلاثة مباني إدارية هي "ويستجيت هاوس" و"كراون هاوس" و"بيناكل هاوس" تضم مجتمعة المقرات الرئيسية لستة وعشرين (26) جمعية خيرية ومركز بحثي ومنظمة حقوقية تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وتعتبر مركز محوري لكل أنشطة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا.

وأبرز المنظمات الإخوانية هي صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني، وائتلاف الخير، ومؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي، والمبادرة البريطانية الإسلامية، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، والمجلس الإسلامي في بريطانيا، ومنتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية، ومركز العودة الفلسطيني، وميدل أيست مونيتور، ومركز الإمارات لحقوق الإنسان، وشبكة المكين الإعلامية، وشركة ميدل أيست آى الإعلامية.

وتشمل المنظمات أيضا شركة الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة، ومنظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم، والأمانة الأوروبية، واتحاد المنظمات الطلابية الإسلامية، وجمعية الطلاب المسلمين، ومنظمة المجتمع الإسلامي في بريطانيا، ومعهد الفكر الإسلامي السياسي، وقناة الحوار، والأكاديمية البحثية للتعليم الإسلامي

وهناك منظمات حقوقية مستقلة تدعم الجماعة بشكل غير مباشر داخل بريطانيا، وأشهرها، «مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية»، «منظمة العفو الدولية».

وقد قامت الحكومة البريطانية في الفترة من 2005 و2010، بغلق عدد من المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان على خلفية مشاركتها في دعم وتمويل أعمال عنف في العالم، خصوصا في الشرق الأوسط ومنها على سبيل المثال "أمانة تكافل"، و"مؤسسة النهضة"، و"مؤسسة حسن البنا".

 

بريطانيا أكبر راع للجماعة الإرهابية

وفي هذا الشأن، قالت داليا زيادة، رئيس المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إن بريطانيا قبل انتخاب تيريزا ماي رئيس للوزراء البريطانية في 2016 كانت تجري تحقيقات بضغوط إقليمية بشأن ماهية جماعة الإخوان الإرهابية داخلها تقودها وزارة الخارجية ونجحت في الوصول لنتائج أدانت الإخوان.

وأضافت زيادة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه بعد انتخاب تيريزا ماي ونظرا للعلاقات المشبوهة بين حزبها حزب المحافظين البريطاني والإخوان داخل بريطانية وبضغوط مخابراتية، أهملت التحقيقات التي بدأتها الخارجية وبدأ البرلماني البريطاني الذي يسيطر عليه أغلبيته المحافظين في تحقيق آخر وخرج بتقرير أن الإخوان ليسوا إرهابيين إنما حائط صد ضد الإرهاب.

وأشارت إلى أن تلك النتيجة مخالفة صريحة لكل ما هو منطقي حيث أن التحقيق اعتمد على مصادر من الإخوان ومنهم طارق رمضان حفيد حسن البنا والمدان الآن في فضيحة جنسية شهيرة، مؤكدا أن ماي فتحت أيضا باب اللجوء السياسي لكل من ينتمي للإخوان، وتعتبر بريطانيا الآن الداعم الأكبر في العالم للإخوان.

وأكدت أنه يجب وضع بريطانيا أمام مسئولياتها كراعية لجماعة إرهابية ومصنفة في العديد من الدول على قوائم الإرهاب وتشكل خطرا على العالم، مضيفا أن هناك 49 منظمة تحمل عناوين الأعمال الخيرية لكنها تدار بواسطة إخوان أو تعلن انتماؤها لجماعات إخوانية، مضيفة أن هذه الجمعيات لا تعمل داخل بريطانيا فقط إنما تتلقى تبرعات من تركيا وقطر وأوروبا وتضخها على المنظمات تعمل في الشرق الأوسط.

وأوضحت زيادة أن هذه المنظمات تعمل في مصر ودول المنطقة وتعادي الحكومات ولها دور في ضرب دول وتشويه صورتها بعد ما عرف باسم الربيع العربي، مضيفة أن التعامل مع تلك المنظمات يكون عبر تحقيقات لتتبع المنظمات التي تتلقى تمويلات أجنبية مباشرة وغير مباشرة من جهات مسيسية تدعى أنها حقوقية وتتبع مصادر تمويلها.

ولفتت إلى ضرورة فضح تلك المنظمات أمام الرأي العام العالمي لتفقد مصداقيتها وتأثيرها وكشفها أمام هيئات دولية كالأمم المتحدة والمجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، موضحة أهمية ملاحقة تلك الدول التي ترعى الإرهاب لتتحمل مسئولياتها أمام العالم كقطر وبريطانيا لخطورة ذلك على العالم ومحاسبتهم.