نعى الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، وأوقع ما يقرب من 49 شهيدا، مطالبا في الوقت ذاته بشن حملة صارمة تجاه المخدرات.
ووصف الأزهري - خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة - الهجوم بأنه "حدث مأساوي أسود طعنت به أفئدتنا جميعا طعنة غادرة"، وقال: "إن الإرهاب في أي مكان في العالم جرم لا يغتفر ولابد من التضافر على دحره وهزيمته ومقاومته بشتى الطرق وإنه لم يعد عند الإرهابيين حرمة لشيء لا الإنسان ولا العمران ولا بيوت الله ولا شعيرة صلاة الجمعة" .
وطالب الأزهري بشن حرب على الخمر والمسكرات والنبيذ والحشيش والحبوب والمواد الكيماوية التي تحدث نفس الأثر ثم ننتقل إلى مستوى آخر من حماية العقول في حمايتها من الخرافة والتضليل والشعوذة، ومستوى ثالث وهو حمايتها من التشكيك والشائعات والاحباط والكآبة والحزن.. إن منزلة العقل في الشرع الشريف منزلة سامية والذي يقرأ القرآن ببصيرة يجد أن هناك المئات من الدلائل والبراهين التي تجذب العقول وتدعوها للعمل والفكر.
وأضاف إن في القرآن الكريم دعوة للتعقل في خلق السموات والأرض، وللتعقل في اختلاف الليل والنهار، وفي الفلك التي تبحر وفي إنزال الماء من السماء ، موضحا : لقد جعل الله تعالى الكون كله ببحاره وهضابه بأكمله دعوة للتعقل، حتى قال العلماء إن الله هدى الإنسان بهدايتين بكتاب الله المسطور وهو الوحي الشريف والقرآن العظيم، وكتاب الله المنظور وهو الكون الحافل بالأسرار والدلائل التي تحرك العقول للابداع والهداية.
وأكد أن آيات القرآن تدعو بقوة لتعظيم العقل وتشغيله وتنويره ليقوم بواجب الفكر وليهتدي بأنوار الذكر، فجعل الله للعقل هدايتين الذكر والفكر.
وأكمل: الله حمى العقول من كل مايغيبها أو يشوشها أو يربكها فنهى نهيا جازمًا عن الخمر والمسكرات والحشيش والحبوب التي تغيب العقول عن الوعي والفكر، مؤكدا أن من مقاصد الشرع الشريف أن تحفظ الأنفس فلايعتدى عليها بالقتل، وأن يحفظ العقل فلا يرتبك ولا يشوش بما يغيبه عن الوعي.
ودعا مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية إلى شن حملة صارمة تجاه المخدرات والمسكرات وما يربك العقول، مؤكدا أن من محاسن الشرع في أعين العالمين أنه حمى العقول وأغلق كل باب يؤدي إلى ارتباكها وتشويشها.
وأشار إلى أن عددا من الفضائيات التي تبث من خارج مصر تتسلط على عقول المصريين لتوقع في النفوس قدرا هائلا من الاحباط والتشكيك والحيرة والكآبة لتنزل نفس المنزلة من الضرر، محذرا أبناء مصر من المخدرات والشائعات والتشكيك والنيل من عقولهم ونفسيتهم.