فى تسجيل نادر بين العندليب وكامل الشناوى .. حليم: نريد لكل أغنية فكرة جديدة
أعد التسجيل للنشر: محمد المكاوى
تعددت لقاءاتهما هو كصحفى وشاعر وأديب كبير والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ كمطرب ناجح واسم لامع فى دنيا الغناء.
وقد استطاعت "الكواكب" العثور على هذا التسجيل النادر من إحدى سهراتهما الفنية ويدور الحوار فيه بينهما حول إحدى قصائد شاعر المهجر اللبنانى إلياس فرحات "خصلة الشعر" وحول قصيدة أخرى للشاعر الفلسطينى "ابراهيم طوقان" ، وفى هذا التسجيل يبدى عبد الحليم رغبته الغناء من إبداع كامل الشناوى ، وهو الوعد الذى التزم به الشاعر الكبير،وغنى حليم له بالفعل 3 قصائد ..هى "لاتكذبى" عام 1962 و"لست قلبى" عام 1967 من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وفى عام 1966 غنى"حبيبها" من ألحان الموسيقار محمد الموجى.. والغريب أنه رغم قلة هذه القصائد مقارنة برصيد عبد الحليم الغنائى،فإن كامل الشناوى الذى رحل عن دنيانا فى نوفمبر 1965 لم يمهله القدر ليسمع إبداعه الشعرى فى القصيدتين الأخيرتين بصوت العندليب، ولكنه سمع لحن "حبيبها" وهو على فراش المرض عبر التليفون من الموسيقار محمد الموجى وأعجبه جدا البناء الدرامى للحن والذى تصاعد مع نهاية القصيدة مجسدا الصراع بين القلب والعقل.. واليكم هذا التسجيل النادر:
حليم: كنت تقول لي عن قصيدة إلياس فرحات
كامل الشناوى: آه هذه القصيدة موضوعها جديد فى الأغانى
حليم:إحنا عايزين فعلا نعمل فكرة جديدة وكل غنوة يبقى فيها فكرة جديدة
كامل الشناوى: آه وفيها شبه قصة، فهو يتكلم عن خصلة الشعر، كان بيحب طبعا واتفق مع حبيبته أنهما سوف يتزوجان ،وأخذ منها خصلة شعر وكان بينهما جوابات وحاجات زي كده ولما رجع من المهجر إلى بلده وجدها وقد تزوجت وقال فيها قصيدة أعتقد انه ممكن عمل حاجة فنية منها يقول فيها :
خصلة الشعر التي أعطيتنيها عِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْ
لَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَا وَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ
حليم: ياحلاوة
كامل الشناوى:
خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّي مُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الحلو الثَّمِينْ
وانا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّي بَعْدَ ما مَنَّيْتِنِـي خمس سِنِيـنْ
أشكرُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّي إِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْ
رَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي .. رَاجِعِيهَا فَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْ
وَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَا إِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ
حليم: الله .. الله..الله
كامل الشناوى:
رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِ وَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْ
لَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِ فَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْ
لَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِي لَثم هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْ
إِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَا مِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْ
فَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَا لا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ
هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَا هِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْ
هِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَى هِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْ
أَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَا أَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْ
لَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَا عَسَلاً ، وَالحقد فِي القَلْبِ يَفُورْ
قَد وَفَتْنِـي ، فأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَا فَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ
حليم: الله .. الله
كامل الشناوى:
كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَا وَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْ
تَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي قلبي الجَنَانَا فَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْ
فَإِذَا أبصرت أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَا وَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْ
نَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَا قُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْ
فَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَا وَيغيب اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ
حليم: الله .. الله
كامل الشناوى: ده اللي أذكره منها وأظن أنه يمكن عمل حاجة فنية منها
حليم: هوه بيمشى للآخر لما بيقول إن خصلة الشعر لم تتعلم منك حاجات معينة فيها
كامل الشناوى: آه هو فضلها عليها
حليم: آه بيفضل خصلة الشعر عليها
كامل الشناوى: الموضوع نفسه جديد وطريقة المعالجة جميلة
حليم: آه
كامل الشناوى: وأعتقد ان كمال الطويل يستطيع يعمل منها حاجة كويسة جدا
حليم: بس بقول ياكامل بيه إن القصيدة بالشكل ده فيها أبيات لاتغنى
كامل الشناوى: أه طبعا
حليم: يعني واحد زي حضرتك عارفها وعارف إيه الذى يغنى ،تستخلص منها أنت مايغنى
كامل الشناوى: آه أعتقد ان فيها حاجات يمكن الاستغناء عنها دون أن نضيع وحدة القصيدة أو وحدة الموضوع نفسه الذي يعالجها ،إنما أنا شايف انه حاجة طبيعية والواقع أن الأدب العربي الحديث خصوصا عالج حاجات يصح يعبر عنها بالألحان وتصبح أغانى ، لأنه مجتمعنا إلى النهاردة عايش فى الماضى ،يعنى المجتمع بتاعنا ليس ممثلا فى الأغانى وخصوصا الأغاني التي اصطلح على تسميتها بالشعر أو الفصحى ويحدث كثيرا واحد بيشوف واحدة ويحدث بينهما إعجاب خفى ويعبرا عنه بالسلام من بعيد فالشاعر"ابراهيم طوقان" وهو من شعراء فلسطين دخل فى هذه التجربة فعبر عنها كلما تقابلا في النادى الذى تعودا ان يتقابلا فيه فيسلم عليها فتحنى رأسها وهو يسلم من بعيد، وأظن دى حاجة طبيعية بتحصل ،وهو لايريد ذلك ولكنه يريد فعلا أن يكون الحب علنا على رءوس الأشهاد، فيقول لها:
أصبحت لايشفى غليلي ابتسام ولا انحناء الرأس عند السلام
اولى بنا ان نتشاكى الغرام ياحبذا لقيا على موعد
وحبذا أخذ يدي في يدي حتى يقول الناس هامت وهام
حليم: الله .. الله
كامل الشناوى: هذا مايجب ان يدخل فى أغانينا لأنه من صميم الواقع ومن صميم المجتمع الذى نعيش فيه
حليم: طب أنا عايز آخذ منك وعد أنك تشوف لى كام قصيدة من المعانى دي
كامل الشناوى: آه ده ضرورى
حليم: بإذن الله