رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حادث نيوزيلندا الإرهابي يسيطر على مقالات عدد من كبار كتاب صحف القاهرة

17-3-2019 | 07:49


سلط عدد من كبار كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الأحد الضوء على الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين نيوزيلندا، وأسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة العشرات، نتيجة للتطرف والإرهاب.

ففي عموده "كل يوم" بصحيفة (الأهرام) قال مرسى عطا الله، إن ما حدث لعشرات المسلمين فأزهق أرواحهم وسالت دماؤهم وهم ركع سجود في أحد مساجد مدينة كنيسة المسيح في نيوزيلندا فيه من الخسة أكثر من التعصب وفيه من الكراهية أكثر مما فيه من الانتقام، ومن ثم فإن القراءة الصحيحة الواجبة لمثل هذا الحادث الإرهابي البشع يحتاج منا إلى ميزان العقل والمنطق بأكثر من أي إرهاصات للعواطف الجياشة التي فجرتها دموع الحزن والأسى في النفوس المكلومة".

وأضاف عطا الله – في مقاله الذي جاء تحت عنون "دماء الساجدين.. مسئولية من؟" – أن هذا المخبول الأبله الذي أخذ يطلق النار من غير حساب داخل مسجد للعبادة ويتمتم بكلمات منحطة عن الخوف على الأوروبيين والجنس الأبيض من زحف المهاجرين المسلمين ليس هو المسئول الوحيد عن المذبحة النكراء، وإنما يتحملها معه وربما أكثر منه كل الجماعات والتيارات التي ارتفع صوتها خلال السنوات الأخيرة في عواصم الغرب بنداءات العنصرية والإقصاء والكراهية ودفعت بهذا المخبول إلى أن ينسق خطوات جريمته خطوة بعد خطوة على أساس خطة مدروسة بكل دقة وبكل تفصيل بما في ذلك موعد اختيار الجريمة يوم الجمعة حيث يكون المسجد أكثر امتلاء من أي يوم آخر.

وتابع قائلا: "بودي أن أسأل حماة حقوق الإنسان والمتباكين على أحكام الإعدام ضد الإرهابيين في مصر سؤالا محددا: أليس غياب عقوبة الإعدام أحد العوامل المشجعة لارتكاب مثل هذه الجرائم في ظل يقين هذا القاتل السفاح بأن أقصى عقوبة سينالها جزاء إزهاقه أرواح أكثر من 50 إنسانا بريئا من بينهم 3 مصريين هو السجن المؤبد في أماكن احتجاز لا يحرم فيها من جميع متع الحياة؟".

وأشار إلى أنه إذا لم يستيقظ أولئك الذين يزعمون انتسابهم لما يسمى «العالم الحر» ويتخذوا الخطوات والإجراءات الحازمة لوقف خطاب الكراهية في وسائل الإعلام وممارسات العنصرية ضد الأجانب خصوصا ضد المسلمين بتشجيع من بعض الدوائر الرسمية في أمريكا وأوروبا واستراليا فإن العالم سيواجه خطر انبعاثات حروب الحضارات المدمرة والارتداد إلى ثقافات عصور الجاهلية الأولى.


أما الكاتب محمد بركات فأكد في عموده "بدون تردد" بصحيفة (الأخبار) أن العنصرية والتطرف هما المقدمة الطبيعية للاعوجاج والخبل وهما الطريق المؤدي للإرهاب والقتل، وسواء كان المتطرف أبيض أو أسود، أوروبيا أو أفريقيا أو عربيا أو آسيويا مسيحيا أو مسلما أو يهوديا، فهو كاره للآخرين، وفي عداء مشتعل ودائم لكل البشر، ماعدا ذاته ومن هم على شاكلته لونا وجنسا ومعتقدا.

وأضاف بركات – في مقاله الذي جاء تحت عنوان "العنصرية والتطرف والإرهاب" – أن هذا الشخص في كراهيته ومقته وعدائه للعالم أجمع، إلا المتماثلين معه، لا يرى في الدنيا من يستحق الوجود أو العيش فيها، سوى من كانوا على صورته هو، أما من يختلفون عنه أو معه فلا يستحقون مجرد الوجود، ويجب أن يغادروا هذه الحياة عنوة وقسرا، وواجبه ومسئوليته أن يفعل ذلك.

وأشار إلى أنه وفي إطار تلك الرؤية العنصرية والمتطرفة وغير السوية، وفي ظل الغيبة التامة والكاملة للضمير الإنساني والغياب التام للإيمان بالقيم الدينية السامية والسمحة، انطلق أحد هؤلاء العنصريين المتطرفين المشحونين بالكراهية والعداء ضد البشر، ليقتل ويصفي المختلفين عنه من المهاجرين المسلمين في نيوزيلندا‬ أول أمس.

ولفت إلى أن العنصري المتطرف القاتل اقتحم المسجد ساعة صلاة الجمعة، وأطلق النار علي المصلين في مسجدين فقتل وأصاب حوالي 100 من المصلين، في مذبحة يندى لها الجبين الإنساني كله وهو ما أدانه الجميع بوصفه عملا إرهابيا جبانا ومستنكرا من كل الدول والشعوب.

واختتم أن هذه الجريمة الإرهابية البشعة تؤكد للدنيا كلها ما قالته مصر دائما طوال السنوات الماضية، أن التطرف والإرهاب لا وطن ولا جنسية ولا دين ولا لون له، وأن العالم كله يجب أن يتضامن معا في مواجهته والقضاء عليه.


في نفس السياق ، قال الكاتب ناجي قمحة ، في عموده "غدا أفضل" بصحيفة (الجمهورية) ، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بادر بإدانة الإرهابي برينتون تارانت الذي قتل بدم بارد وعلى الهواء 50 مسلماً بينهم أطفال وهم يصلون في مسجدين بنيوزيلندا.

وأضاف قمحة – في مقال بعنوان "العنصري والإرهابي" – أن ترامب وصف ما حدث بأنه مجزرة متجاهلاً حقيقة أنه شارك بنفسه في موجة "الإسلاموفوبيا" المتصاعدة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عندما بدأ عهده "غير السعيد" في البيت الأبيض بقراره حظر الدخول للأراضي الأمريكية بالنسبة لمواطني دول إسلامية حددها بالاسم على أنها موردة للإرهابيين. 

وأشار إلى أن هذا القرار كان الشرارة الأولى في حرب القوى العنصرية ضد كل ما ينتمي للإسلام بصلة بدعوى مفاهيم ثبت خطؤها تدين الإسلام بالعنف والدموية بينما هو دين التسامح والسلام والتعايش مع الآخرين، بعكس ما يدعي الإرهابيون سواء من سموا أنفسهم مسلمين أو من اعتنقوا العنصرية ديناً لهم ينطلقون منه إلى تنفيذ مخططات الهيمنة والسيطرة على العالم وقهر إرادة الشعوب والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها واحتكار مواردها وسد أبواب التنمية والتقدم أمامها تأكيداً لما يردده العنصريون عن التفوق والنقاء واحتكار الآخر وغير ذلك من دعاوى العنصرية التي تقود العالم حتماً إلى المجازر على حد وصف ترامب المطلوب منه أن يفعل الكثير ويصحح أخطاء أكثر حتى لا تقع مجزرة أخرى.