بعد هجوم نيوزيلندا.. الأمن الألماني يعيد تقييم التهديدات المحتملة لليمين المتطرف
على صدى هجمات نيوزيلندا التي قام بها يميني متطرف من أستراليا، بدأت أجهزة الأمن في أوروبا إجراءات سريعة لمواجهة جماعات اليمين المتطرف على أراضيها؛ ومن بينها منظمة "أبناء الرايخ" في ألمانيا.
وبعين القلق والحذر معا، رصد جهاز أمن الدولة الألماني صعودا في خطورة نشاط منظمة "أبناء الرايخ" اليمينية المتطرفة التي يرفع منتسبوها شعارات تحن إلى الماضي النازي والإمبراطورية البروسية السابقة، حيث نقلت مصادر إخبارية أمريكية عن تقرير صادر عن جهاز أمن الدولة الألماني رصده لارتفاع وتيرة العمليات العنيفة لمنتسبي منظمة "أبناء الرايخ " من 500 عملية في عام 2016 إلى 700 عملية في 2017، ما يشكل زيادة نسبتها 80% تقريبا.
وكشف التقرير الذي نشرته دورية "انتلجنس نيوز لاين" الأمريكية المتخصصة في مكافحة الإرهاب مقتطفات منه، عن نمو الارتباط بين منتسبي المنظمة وشبكات الجريمة المنظمة المحسوبة على اليمين المتطرف في ألمانيا ومن بينها شبكة "اشتراكيون قوميون تحت الأرض" وهي منظمة سرية ذات توجه يسارى تبين لأجهزة الأمن الألمانية ارتباط عناصرها بعشرة وقائع على الأقل لمقتل مهاجرين وافدين إلى ألمانيا خلال الفترة من عام 2000 و حتى 2007 وتمت إدانتهم قضائيا.
كذلك رصد التقرير الأمني الألماني ارتفاع نسبة حائزي السلاح المرخص به من الدولة لعناصر تبين انتماءها لمنظمة "أبناء الرايخ" وهو ما استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لإلغاء تراخيص حمل السلاح الصادرة لهم، والعمل على نزع سلاح كافة منتسبي تلك المنظمة أو حتى المتعاطفين معها ، وهو ما بدأ تنفيذه عمليا منذ العام الماضي ، واعتبر التقرير أنه لولا اتخاذ تلك الإجراءات السريعة والمبادرة لكانت تلك المنظمة اليمينية المتطرفة قد سعت الى تشكيل ميليشيا مسلحة أو جيش صغير لها.
وتعد جماعة "أبناء الرايخ" في ألمانيا امتدادا لحركة "الرايخ النازية" التي نشطت في ألمانيا خلال الفترة من 1933 وحتى 1945؛ ويقوم بناؤها الفكري على اعتبار أن الرايخ الألماني الذي بقي حتى عام 1945 ويعتبره البعض مرادفا لبروسيا، لا يزال يتمتع بوضعيته السابقة على عام 1945 ولا يزال محكوما بحكومة مؤقتة لكنها في المنفي.
كما رصد الأمن الألماني قيام تنظيم " أبناء الرايخ " بالاتصال بسفارات أجنبية في برلين ومطالبة دولها بالاعتراف بهم كمواطنين في الرايخ الألماني، وهو ما لم تنجح فيه المنظمة، ومن الممارسات اليمينية المتطرفة التي يقوم بها منتسبو الجماعة من إصدار بطاقات هوية وتراخيص قيادة سيارات افتراضية، لم تعترف بها السلطات الألمانية، تحمل تعريفا بصفتهم المواطنية بأنهم "أبناء الرايخ" وليسوا "مواطنين ألمان"، وهو ما بدأت أجهزة الأمن والاستخبارات الألمانية ترصده بعين القلق "كتهديد أمني" بعد أن كانت تتعامل مع مثل هذا الأمور بقدر أقل من الانزعاج باعتبارها إشارات رمزية لنشطاء سياسيين.
وزاد من وتيرة قلق الاستخبارات الألمانية من مخاطر ترك أفكار "أبناء الرايخ" في الانتشار ما كشفته دراسات أمنية إحصائية من نمو نسبته 65% في أعداد منتسبي تنظيم أبناء الرايخ مطلع العام الجاري ليصل إلى 20 ألف فرد مقارنة بعام 2016 ، وأن نسبة لا تقل عن 5% من هذا العدد يمكن تصنيفه على أنه "عنصر متطرف عنيف" أو "محتمل ميله للعنف".