شراكة محورية بين القاهرة وصوفيا.. وخبراء: مصر وبلغاريا يتطلعان إلى شراكة إستراتيجية متكاملة خلال الفترة المقلبة.. والسيسي نجح في إعادة هيكلة البيئة المصرية.. وقطع الطريق على الإرهاب والتطرف
أشاد مراقبون، بالقمة المصرية البلغارية التي عقدت
اليوم بين الرئيس المصري ونظيره البلغاري بالعاصمة المصرية القاهرة، مؤكدين أنها
تهدف إلى زيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين في ظل نجاح مصر في
تحقيق وضع أمن وجاذب للاستثمار لخلق شراكة
حقيقية.
وعقدت قمة مصرية - بلغارية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى،
ورومن راديف، رئيس جمهورية بلغاريا، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، اليوم الثلاثاء.
كان رئيس بلغاريا "رومن راديف" ، وصل إلى
القاهرة، أمس الاثنين، على رأس وفد فى زيارة لمصر يبحث خلالها دعم علاقات التعاون بين
مصر وبلغاريا في كل المجالات إلى جانب استعراض آخر التطورات.
ووقعت مصر وبلغاريا في شهر نوفمبر الماضى، اتفاق إنشاء
اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين.
وأشار سامح شكري، وزير الخارجية ، خلال توقيع الاتفاق
في صوفيا، إلى التنامى الملحوظ فى حجم التبادل التجارى بين البلدين، والذى تجاوز المليار
دولار.
تعزيز الشراكة
ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل، قال إن زيارة الرئيس البلغاري
للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مهمة لرئيس دولة تربطنا بها علاقات
تاريخية منذ تأسيس حلف وارسو والاتحاد السوفيتي.
وأضاف الشهابي لـ«الهلال اليوم» إن أهمية الزيارة ترجع
إلى أن بلغاريا هي أقرب دول أوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط وتتأثر بكل ما يجرى في بلدانه
المختلفة.
وتابع رئيس حزب الجيل، إن الزيارة تعزز التعاون الثنائي
بين البلدين خاصة وأن مصر هي الشريك التجاري الأكبر لبلغاريا في المنطقة العربية والقارة
الإفريقية وستكمل الخطوات الإيجابية التي تمت مؤخراً بين البلدين ومن أهمها إنشاء لجنة
مشتركة برئاسة وزيريّ الخارجية البلدين لمتابعة علاقات التعاون، وتشكيل مجلس الأعمال
المصري البلغاري المشترك لدعم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين.
وتوقع ناجى الشهابي أن تتناول المباحثات سبل تعزيز العلاقات
الثنائية، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها،
وذلك في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، وسعي مصر في هذا الإطار
لكي تصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة في شرق المتوسط، وكذا بلغاريا لكي تصبح مركزاً
إقليمياً للطاقة في منطقة البلقان وشرق أوروبا وكذلك تعزيز التعاون في مجال السياحة وسبل زيادة حركتها.
وأشار إلى أن التعاون سيعزز في مجالات الزراعة، والصناعة،
والثقافة، والتعليم، والتعاون العسكري والأمني.
وأوضح الشهابي أنه من المهم أن تتناول المباحثات مكافحة
الإرهاب في المنطقة العربية وجهود مصر في مقاومته وكذلك التوصل إلى حلول سلمية للقضايا
التي تمر بها بعض البلاد العربية مثل سوريا وليبيا بما يكفل الحفاظ على الدولة الوطنية
ومؤسساتها المختلفة.
ولفت "الشهابي" إلى أن الزيارة ستكون لها نتائج طيبة في مجال دعم العلاقات الثنائية
بين البلدين وبما يفيد الشعبين، مؤكدا أن السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس السيسي
منذ توليه مقاليد الأمور في البلاد تحقق المصالح الحيوية للدولة المصرية وتؤمن متطلبات
الأمن القومي المصري والعربي وإنها أعادت لمصر دورها المحوري في عالمها العربي والإفريقي
وأعادت لمصر دورها الحيوي على مستوى العالم وأنها أدت إلى إنعاش العلاقات الثنائية
بين مصر ودول العالم المؤثرة شرقا وغربا.
طفرة جديدة في العلاقات
وأكد بدير عبدالعزيز، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس
النواب، أن القمة المصرية البلغارية بين الرئيس السيسي ونظيره رومن راديف تهدف إلى
تعزيز التعاون التجاري المشترك في المقام الأول، فضلا عن خلق شراكة حيوية في التعاون
العسكري والاقتصادي في ظل التحديات القائمة التي استطاعت مصر التغلب عليها وتحقيق طفرة
تنموية متكاملة.
وقال عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب لـ«الهلال
اليوم» إن مصر تمتلك عدة مقومات طبيعية وأمنية وبنية تحتية وتشريعية تجعلها من أول
الدول الجاذبة للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن مصر وبلغاريا بينهما
علاقات تاريخية وكبيرة لكنها تحتاج إلى زيادة التفاعل على أرض الواقع بما يعزز المكانة
الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وأشار "عبدالعزيز" إلى أن رئيس بلغاريا كشف
عن نيته تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين في عدة مجالات الاقتصادية والعسكرية،
متطلعا إلى تعزيز التعاون مع القاهرة خلال الفترة المقبلة وتوقيع عدة اتفاقيات مشتركة
بين البلدين.