اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن أوكرانيا أصبحت على حافة الهاوية عشية إجراء الانتخابات الرئاسية، وذلك لإمكانية فوز فنان كوميدي بلا خبرة سياسية في السباق نحو القصر الرئاسي.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت،إن البلد الذي يخوض حربا مع الانفصاليين يبدو مستعد لتسليم فنان كوميدي وسياسي مبتدئ زمام أموره وتأهيله لأن يصبح القائد الأعلى لقواتها المسلحة.
وأشارت إلى أن فلاديمير زيلينسكي، الفنان الكوميدي البالغ من العمر 41 عامًا، الذي يلعب دور الرئيس على شاشات التلفزيون، لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي قبل بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية غدا الأحد، يليه الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو ، وزعيمة حزب "الوطن" المعارض يوليا تيموشينكو، مع وجود توقعات بأن يخوض هذا الثنائي معركة مباشرة للحصول على المركز الثاني لمواجهة زيلينسكي في جولة الإعادة التي ستجري في 21 أبريل.
واعتبرت "واشنطن بوست" أن المشهد السياسي المعقد الذي تعيشه أوكرانيا عشية انتخاباتها الرئاسية يعكس في حقيقة الأمر الطريق الوعر الذي تسلكه البلاد منذ أن أطاحت الاحتجاجات الجماهيرية بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش صديق موسكو قبل خمس سنوات.
واستطردت أنه رغم ذلك، يؤكد المرشحون الثلاثة الكبار عزمهم مواصلة تعميق علاقات أوكرانيا بالمؤسسات الغربية مثل الاتحاد الأوروبي، لكن الاستياء الداخلي من ضعف الاقتصاد واستمرار الحرب والفساد داخل الطبقة السياسية دفع الكثير من الناخبين إلى نبذ بوروشينكو وتيموشينكو.
أما بالنسبة لزيلينسكي، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لم يحتضن علنا ذلك النوع من الخطاب القومي الذي استعان به ترفيهيون من أجل دخول عالم السياسة مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني؛ لكنه مثل بدلا من ذلك اتجاهات سياسية أوسع برُزت خلال السنوات الأخيرة وساهمت في رفع رصيد سياسيين جدد على حساب مرشحي المؤسسة السياسية.
من جانبه، حاول بوروشينكو -بحسب الصحيفة- استخدام ملفي الحرب ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في الشرق وضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية من أجل زيادة دعم الناخبين لصالحه، فضلا عن ترويجه لسياساته بشأن الاستثمار في الجيش وتفضيل اللغة الأوكرانية على الروسية، التي تُستخدم على نطاق واسع في أوكرانيا.
غير أن زيلينسكي وعد بالجلوس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتفاوض على إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، والتي تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص. كما دعا زيلينسكي، الذي ينحدر من جنوب شرق أوكرانيا ويتحدث الروسية بطلاقة، إلى حملة تهدف إلى استعادة وكسب المواطنين الذين يعيشون في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون.
واختتمت "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن الدراسات الاستقصائية أكدت أن خيبة أمل الشعب الأوكراني من نظامه السياسي نمت فقط منذ قيام الثورة المؤيدة للغرب في عام 2014 إذ أن 9% فقط من السكان الأوكرانيين أعربوا عن ثقتهم في حكومتهم، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" العالمية ونشر هذا الشهر- وهو أدنى مستوى توصلت إليه "جالوب" في أي مكان في العالم. كما كشف الاستطلاع أن 12% فقط من الأوكرانيين يؤمنون بصدق انتخاباتهم، وأن 91% يرون فسادا واسع النطاق داخل الحكومة.