رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أبو الغيط: يجري حاليا الإعداد لعقد ملتقى وطني ليبي

31-3-2019 | 01:43


أعرب رؤساء المنظمات الدولية الأربع المعنية بالأزمة الليبية (المجموعة الرباعية) عن تأييدهم للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة للعمل على حل الأزمة الليبية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء أمس السبت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وفيدريكا موجريني المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، وذلك عقب الاجتماع الذي ضم رؤساء المنظمات الأربعة واستضافته الجامعة العربية عشية القمة العربية في تونس.

وقال أبو الغيط إن هذا الاجتماع هو الخامس بين تلك المنظمات الأربع، ولكنها المرة الأولى التي يعقد على مستوى الرؤساء، مشيرا إلى أنهم أعربوا عن تأييدهم للجهد الذي يبذله الدكتور غسان سلامة.

وأضاف "اتفقنا أن نلتقي على فترات متقاربة، رغبة في تعزيز وتدعيم عملية التواصل والتنسيق، كما اتفقنا على تكثيف تبادل المعلومات بين أطراف المجموعة الرباعية".

وقال إنه يجري حاليا الإعداد لعقد ملتقى وطني ليبي في الفترة من 14 إلى 16 أبريل المقبل أي خلال 15 يوما.

وأعرب أبو الغيط عن أمله أن تنجح هذه العملية السياسية في إعادة بناء الدولة الليبية وتحقيق الاستقرار في البلاد .

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن هذا وقت الأمل بالنسبة لليبيا، وتابع : "لدي أمل بأنه يمكن إطلاق عملية سياسية لحل الأزمة الليبية.

وأضاف "لقد وجدت تعاون بين المنظمات الأربع لمساندة العملية السياسية المزمع إطلاقها لحل الأزمة في ليبيا".

وقال إن القادة الليبيين لديهم مسؤولية ليجتمعوا لإيجاد حل للمسألة الليبية التي تؤثر على المنطقة كلها ، مشيرا إلى تأثير الأزمة الليبية في منطقة الساحل وأفريقيا والعالم برمته.

وصرح "يهمنا نجاح الخطوات القادمة ، مشيرا في هذا الصدد إلى مؤتمر السلم والمصالحة الذي يعتزم الاتحاد الإفريقي تنظيمه في أديس أبابا ليضم كافة أطياف المجتمع الليبي، من أجل حل المشاكل القائمة وإجراء الانتخابات، مضيفا :"نعمل على إيجاد أليات لتجسيد التعاون بين مختلف الأطراف لإنجاح المسار السلمي.

وأكد أن هناك فرصة سانحة حاليا للتوصل لسلام في ليبيا، ورأى أن خير مثال على ذلك اللقاء التاريخي بين كل من خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي و فايز السراج رئيس المجلس الرئاسية في أبوظبي بدولة الإمارات العربية.

واستشهد بنماذج لصراعات متعددة في إفريقيا انتهت بتحقيق السلام ، مما يعطي الأمل في حل الأزمة الليبية.

وقال " لقد تم توقيع اتفاق سلام بين إثيوبيا وإريتريا بعد سنوات من الصراع، وكذلك الصومال وإثيوبيا، واتفاقية السلام في أفريقيا الوسطى بدعم بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة حيث هناك 14 مجموعة مسلحة.

وأوضح أنه رغم أن هناك أوضاع سيئة تواصلت لسنوات في العديد من البلدان، ولكن تحقق السلام فيها وجرت الانتخابات بشكل عادي ، مشيرا إلى أن الشعوب تعبر لقادتها أنها تحب السلم.

ورأى إنه إذ كان هناك أمل في ليبيا فالسبب لأن الشعب الليبي يعتقد أنه يكفي ما حدث ويجب إحلال السلم والرخاء والازدهار.

من جانبه، قال موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي "لقد اتفقنا على التعاون في المرحلة الهامة في تاريخ ليبيا ومساندة الشعب الليبي في هذا التوجه، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية قد طالت حيث أنها تدخل عامها الثامن.

وأضاف "لقد حان الوقف لتتحدث الأطراف الليبية وتتخذ القرار فيما بينها لحل الأزمة، مشيرا إلى أهمية دعم جهود الأمم المتحدة باعتبارها موجودة في الميدان الليبي.

وقال إنه بعد انعقاد المؤتمر الوطني المرتقب في أبريل المقبل، فإنه سيتم عقد مؤتمر مصالحة وطنية تنفيذا لقرار قمة الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن، موضحا أن المؤتمر ستشارك به جميع الأطراف الليبية.

وأعرب عن أمله أن يعقد هذا المؤتمر في يوليو المقبل في أديس أبابا، على أن يشارك به جميع الأطراف التي تمثل المجتمع الليبي فقط دون غيرهم وهذا شرط أساسي من أجل الاتفاق على إجراء الانتخابات وحل الأزمة الليبية".

وقال إن هناك فرصة للشعب الليبي لكي ينهي حالة عدم الاستقرار ويعمل من أجل السلم ، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية أثرت في الشعب الليبي وبلدان الجوار. وأضاف أن ما يحدث في مالي وبوركينا فاسو، والمنطقة حول بحيرة تشاد له علاقة بما يحدث في ليبيا .

وأردف قائلا "نحن كمنظمة قارية نولي أهمية خاصة لليبيا فهي بلد كبير مؤسس للاتحاد الإفريقي".

وشدد موسى فقي على أن الشعب الليبي لا يجب أن يكون رهينة للمجموعات المسلحة، معربا عن اعتقاده أن بإرادة الشعب الليبي هي التي تنتصر.

وقال إن دورنا مصاحبة الليبيين، وإن مؤتمر المصالحة الذي سيعقده الاتحاد الإفريقي هدفه تحقيق المصالحة بين الأطراف الليبية لتنظيم الانتخابات الديمقراطية التي تشكل الطموح الخاص بالليبيين.

وحول الاختلافات بين الأطراف الليبية، قال الأمين العام للأمم المتحدة إننا نرى علامات على تفاهم ممكن لتجاوز الخلافات، مشيرا إلى أن الليبيين هم الذين سيقومون بإيجاد الحلول.

من جانبها، أكدت فريدريكا موجريني المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي أهمية هذا الاجتماع من أجل تعاون المنظمات الأربع لإنهاء النزاع في ليبيا يدا بيد.

وقالت إن الاتحاد الأوروبي يدعم المسار الذي يقوده المبعوث الأممي الدكتور غسان سلامة لإنهاء آلام الشعب الليبي ، ولحماية مصالح البلدان المجاورة والأطراف الشريكة للاتحاد الأوروبي .

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي دعم الشعب الليبي وسوف يواصل التعاون مع المنظمات الثلاث الأخرى من أجل دعم خريطة طريقة واحدة لإنهاء هذه الأزمة.

وقالت " لقد طلبنا من الأطراف الليبية توحيد الصفوف، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقوم بدوره كشريك وجار لليبيين وسيستمر في ذلك بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وبالتعاون مع الأمم المتحدة.

وردا على سؤال كيف يمكن لأوروبا دعم إرساء المسار الديمقراطي بليبيا في ظل عدم سيطرة الحكومة المؤقتة على كامل البلاد.. قالت موجريني إن الديمقراطية لا تصدر، وليس هناك طريقة واحدة للديمقراطية ، ولا أحد من المنظمات الأربع يقول إنه يريد تعليم الليبيين الديمقراطية.

وأضافت أن هناك طاقة جديدة في المجتمع الليبي ، أظهرت رغبة الليبيين في المضي قدما نحو مؤسسات مستقرة ، وبلد يسير بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن ليبيا بلد غني ، لا يحتاج مساعدة مادية من أحد ولكنه يحتاج لطي صفحة الماضي.

وأشارت إلى دعم الاتحاد الأوروبي لليبيا، وقالت "سنعمل على دعم الدولة ماليا في مجالات مثل إصلاح الإدارة المالية والحدود ، وتقديم مساعدات على مستوى الخدمات الأساسية المقدمة لليبيين.

ولفتت إلى أنه منذ عام 2014 قدم الاتحاد الأوروبي نحو 460 مليون يورو لمساعدة ليبيا والليبيين ، مؤكدة عزم الاتحاد الأوروبي مرافقة الليبيين ليتحملوا مسؤوليتهم لإرساء الديمقراطية في بلادهم.

من جهته، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن هناك محاولات لتجاوز هذه الخلافات بين الأطراف الليبية، مضيفا" لدي أمل أن كلا الطرفين الليبيين سيتجاوزان هذه المسألة من أجل فض هذه الإشكالية".

وردا على سؤال حول إيجاد حل لمسألة الميليشيات المسلحة، والخلافات بين الأطراف الليبية.. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه تم مناقشة موضوع الخلافات والميلشيات بتركيز كبير واستفاضة ، ولم نتوصل بشكل كامل لكيفية معالجته، وتم التركيز على البعد السياسي، وإعادة بناء المؤسسات الليبية حتى نرى كيف سيتم معالجة هذه النقاط.

وحول إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا هذا العام بعد أن تم تأجيلها العام الماضي.. قال أبو الغيط إنه من واقع الحديث الذي دار اليوم فهناك تركيز على إطلاق الملتقى الوطني لبناء التفاهم الليبي، وسيكون هناك مؤتمر في أديس أبابا من أجل الإعداد للانتخابات وإعادة صياغة الدستور ، مشيرا إلى أن كلها مسائل بالغة التعقيد.

من جانبه، قال المبعوث الأممي غسان سلامة إن" الانتخابات لم يحدد وقت محدد لها، مشيرا إلى أن الأمر سيترك لليبيين أنفسهم ، الذي سيسألون في الملتقى الوطني عن رغبتهم في تحديد موعد الانتخابات.