قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية في دورتها الثلاثين اليوم بتونس، تعقد في ظروف حرجة وتواجه تحديات عديدة، مضيفا إن التحدي الرئيسي أمامها هو التعامل مع قضية الأمن العربي بصورة حقيقية لأنها قضية لا تحتمل السكوت أو التهاون في ظل التدخلات التي تمارسها أطراف إقليمية مثل تركيا وإيران.

وأضاف بدر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هذه التدخلات تعرض الأمن الإقليمي للخطر مع تزايد التحديات في المنطقة مثل الإرهاب أو عدم حل المشكلات الأخرى كالقضية الفلسطينية، وما يترتب عليه من آثار، مضيفا إن القمة أمامها أيضا التعامل بجدية مع التطورات الأخيرة في الشأن الفلسطيني والشرق أوسطي.

وتابع: إن هذه التطورات تشمل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم هضبة الجولان السورية المحتلة للسيادة الإسرائيلية، وكذلك قراره بشأن القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، مؤكدا أن هذه القرارات تستدعي توجيه رسالة تتسم بالجدية المقنعة في التعامل مع هذا الوضع.

وأشار إلى أن الملف الآخر الذي ستناقشه القمة هو قضية الإرهاب والدول الداعمة له وتوفير قطر الملاذ الآمن والدعاية له، فضلا عن تقييم ما سبق أن صدر من توصيات عن القمة بشأن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مثل إنشاء سوق عربية مشتركة، والتعاون الاقتصادي والتكامل والتي يمكن أن تكون محل مراجعة جادة.

وأكد أن هناك آمالا معلقة في أن تحقق القمة رسالة تعبر عن جدية الدول العربية في معالجتها للملفات الرئيسية المطروحة أمامها كالأمن الإقليمي، وإيقاف التدخلات الخارجية، مضيفا إن ملف التواصل مع سوريا مهم بما يحقق توازنا يحسم الوضع بالنسبة للتدخلات الخارجية والمعاونة على أن تمضي المرحلة الانتقالية بما يساعد السوريين على الحفاظ على وحدة بلادهم ويمنع الأطراف الطامعة عن المضي في مخطط التقسيم وتأمين مصالح الشعب السوري.

 وانطلقت اليوم في تونس فعاليات القمة العربية الـ30، بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتناقش القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية والأزمات في اليمن وسوريا وليبيا والتضامن مع لبنان، ودعم جمهورية الصومال وقضايا أخرى، إلى جانب ملف الجولان والقدس.