أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن لبنان مُقبل على مجموعة من القرارات الصعبة التي تتعلق بالموازنة العامة وإجراء الإصلاحات الاقتصادية، مشددا على أن جميع القوى والتيارات السياسية ينبغي لها أن تتشارك في مسئولية اتخاذ هذه القرارات الضرورية "التي سيتأثر بها الجميع في البلاد، وعدم الانشغال بالمهاترات وتبادل الاتهامات".
جاء ذلك خلال استقبال الحريري مساء اليوم الأحد، مجموعة من الوزراء وأعضاء المجلس النيابي والشخصيات النقابية والاجتماعية، الذين حضروا لتقديم التهنئة إليه بمناسبة تماثله الشفاء عقب خضوعه لعملية قسطرة في أحد شرايين القلب مع تركيب دعامة، داخل إحدى مستشفيات الفرنسية.
وقال الحريري: "لبنان يواجه صعوبات كثيرة ونحن بحاجة إلى العمل الجدي وعلينا أن نواجهها، فهناك قرارات يجب أن نتخذها وهي تصب في مصلحة المواطن اللبناني، سواء في ما يتعلق بمقررات مؤتمر سيدر أو في شأن الإصلاحات التي يجب أن نقوم بها".
وأضاف: "أنا على ثقة أن كل الفرقاء السياسيين يريدون مصلحة البلد الذي يجب علينا جميعا أن نضحي من أجله، وهذا الأمر يجب أن يتم بأسرع وقت ممكن واعتبارا من الغد. وسنبدأ بملفات قطاع الكهرباء والموازنة وكل ما له علاقة بالإصلاحات".
وأشار إلى أن المسئولية أصبحت تقع على عاتق جميع الفرقاء السياسيين لإجراء الإصلاحات "التي يجب ألا يتحملها فريق سياسي واحد"، مضيفا: "وإذا كان هناك فريق سياسي يعتقد أن باستطاعته أن يحمل الآخرين كل المشاكل التي يشهدها لبنان، فهو مخطئ، فهذه المشاكل التي نعيشها، متراكمة منذ زمن ومن بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري".
ولفت الحريري إلى أن البيان الوزاري للحكومة الجديدة، تضمن خطة وافق عليها الجميع، تتضمن ماهية مؤتمر دعم الاقتصاد اللبناني (سيدر) والإصلاحات المرتبطة به، وسبل محاربة الفساد والإهدار، متعهدا أن تعمل الحكومة على تعزيز الوضع الاقتصادي للبلاد واللبنانيين.
وقال: "الإصلاحات والإجراءات التي سنقوم بها، سيتأثر بها الجميع، ولكن أقل واحد سيتأثر بها هو المواطن اللبناني، وأكثر من سيتأثر بها هي الإدارة اللبنانية. علينا جميعا أن نشد الأحزمة وأن نحارب الفساد والإهدار وننفذ مشاريع الكهرباء كما وعدنا المواطنين".