الجارالله: الشعب الجزائري استلهم التجربة المصرية.. والسيسي أنقذ اقتصاد البلاد
قال رئيس تحرير جريدة "السياسة" الكويتية العميد أحمد الجارالله، إنه مع استقالة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خرجت الجزائر من عنق الزجاجة، ووفرت على نفسها الغرق في بحر من الدم، على شاكلة ما حصل في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، خاصة بعدما استلهم الشعب الجزائري التجربة المصرية في خروج 30 مليوناً إلى الشارع، رفضاً لحكم مكتب الإرشاد "الإخواني".
وأضاف الجارالله – في افتتاحية جريدة "السياسة" الكويتية اليوم الجمعة، تحت عنوان "الجزائر على خُطى مصر فمتى إيران؟" – إن ما جرى في الأسابيع الماضية، وإصرار الجزائريين على التظاهر تحت راية السلمية، وعدم الانزلاق إلى العنف والفوضى، أكد أن الشعب عرف طريقه إلى تحقيق مطالبه، من دون هدم المعبد على الجميع، خاصة أن الجيش كان منحازاً للشعب.
وأشار إلى أن الدرس الجزائري، يُقابله حاليا الحراك السوداني، الذي لايزال يدور في فضاء السلمية، تارة يخفت وتارة تعلو حرارته، لكن الخيارات لاتزال ضمن الأطر الدستورية، وهو ما يعني أن رهانات جماعات الفوضى السياسية، كـ"الإخوان" وغيرها مما ابتلي به العالم العربي على استغلال مطالب الشعوب، للتسلق إلى السلطة والسطو عليها، قد سقطت.
وأضاف قائلا : "اليوم يحصد المصريون فوائد تلك السلمية، عبر القرارات الاقتصادية، وتحسين الوضع المعيشي، وإعادة الثقة الدولية بالاقتصاد المصري، الذي نجح فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما على الجزائريين الاستفادة منه، بعد التخلص من عصابة العشرة، والقوى السياسية التي هيمنت على الدولة طوال العقود الماضية".
وقال رئيس تحرير جريدة "السياسة: "ثمة في الإقليم، شعوبا تعاني من جور وظلم الأنظمة، كما هو الحال في إيران؛ حيث يعمل النظام ومنذ أربعة عقود على تصدير مشكلاته إلى الخارج تحت شعار "تصدير الثورة والنموذج الإيراني".
ولفت إلى أن هذه الشعوب، خاصة الإيراني منها، تخوض مواجهات سلمية إلى حد كبير مع النظام، ساعية إلى تجنيب بلادها الخيارات المرة، لاسيما الحرب الأهلية التي إذا اشتعل فتيلها، ستؤدي بإيران إلى التفكك بسبب التنوع العرقي والثقافي، مشيرا إلى الايرانيين يسعون إلى تصعيد حراكهم بهدوء، ومهما طال أمد المواجهة، إلا أنهم لن يسمحوا لجلاديهم بالفرار من المحاسبة.