قضايا ثنائية وإقليمية على مائدة مباحثات «السيسي» و«لافروف».. دبلوماسيون: العلاقات المصرية الروسية استراتيجية ومتشعبة.. والتهدئة في ليبيا أولوية الدولتين
وصف دبلوماسيون العلاقات المصرية
الروسية بالإستراتيجية والمتشعبة، موضحين أن الدولتين بينهما مجموعة من القضايا
ذات الاهتمام المشترك أبزرها الأزمة الليبية حيث تحرص الدولتان على التهدئة هناك،
حيث تعتبر ليبيا أولوية مصر لتأثير الأوضاع هناك على الأمن القومي، مؤكدين أن
القمة المقبلة بين الرئيس السيسي وبوتين ستؤكد طبيعة العلاقات الإستراتيجية بين
البلدين.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث شهد اللقاء استعراضًا لعدد من الموضوعات بشأن
العلاقات الثنائية، حيث أكد الرئيس سعي مصر لترسيخ الشراكة مع روسيا في المجالات الاقتصادية
والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد في بلورة عدد من المشروعات الهامة التي يتعاون البلدان
في تنفيذها داخل مصر، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية في
محور قناة السويس، والتعاون في مجال تطوير منظومة السكك الحديدية.
وعلى صعيد التعاون الثلاثي في القارة
الأفريقية، شهدت المباحثات استعراض فرص التعاون بين البلدين في هذا السياق، في ضوء
رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، ودعوة روسيا لعقد قمة أفريقيا - روسيا في أكتوبر
المقبل، والتي يسبقها منتدى الأعمال الأفريقي - الروسي، حيث أكد الرئيس على أولويات
الرئاسة المصرية تجاه أفريقيا لاسيما فيما يتعلق بالشق التنموي وتطوير البنية التحتية
بالقارة الأفريقية، وتحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي من خلال تنفيذ أهداف
أجندة 2063.
وفي ما يخص الأوضاع في ليبيا، أكد الرئيس
ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولي لوقف تدهور الوضع وتدارك خطورته، لاسيما
أن عامل الوقت يعد حاسماً للغاية، ولتقويض انتشار التنظيمات المتطرفة، مشيراً في هذا
الصدد إلى دعم مصر لإعادة بناء المؤسسات الوطنية الليبية وجهود توحيد المؤسسة العسكرية.
علاقات استراتيجية ومتشعبة
قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير
الخارجية الأسبق، إن التنسيق المصري الروسي يمثل أهمية كبرى لكلا الطرفين، لذلك
اكتسبت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أهمية خاصة في ظل القضايا الملحة
في المنطقة، مؤكدا أنه آن الأوان لتجديد التواصل والتشاور لتحقيق تفاهمات عملية
مؤثرة وتأكيد العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
وأوضح بدر، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن الإرهاب هو تحد مشترك لمصر وروسيا فضلا عن
الأزمات الإقليمية ذات الاهتمام من قبل الجانبين كالأوضاع في سوريا والتدخلات
الإقليمية هناك حيث تعتبر دمشق على مشارف مرحلة انتقالية، مشيرا إلى أن الموقف
المصري يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة وأمن شعبها وإيقاف
المطامع الخارجية وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في مباحثاته مع لافروف
اليوم.
وأشار إلى أن الوضع في ليبيا أيضا
يشغل أولوية لدى البلدين ، ومصر أوضحت موقفها بشأن تطورات الأوضاع وضرورة التوصل لحل
سياسي يضم الأطراف المتنازعة طبقا للقرارات الدولية ودعم دور المبعوث الأممي هناك،
وخاصة أن مصر وروسيا تحاربان الإرهاب وتدعمان جهود الجيش الليبي في دحر الميليشيات
المسلحة.
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين
مصر وروسيا متشعبة في كافة المجالات وهناك الكثير من المشروعات المشتركة مع
إمكانية التوسع، موضحا أن ملف العلاقات السياحية أيضا كان محورا في النقاشات حيث
الالتزام المصري بتأمين المطارات وتطلع مصر لاستئناف الطيران العارض بين روسيا
والمدن الساحلية المصرية في وقت قريب.
وأكد أن القمة المصرية الروسية بين
الرئيس السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو المقبل ستناقش كافة التطورات والعناصر التي
ركزت عليها مباحثات اليوم وتنسيق المواقف بشأن الوضع الإقليمي وتأكيد طبيعة
العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
الملف الليبي أولوية
وقال السفير طلعت حامد، الأمين
العام المساعد للبرلمان العربي سابقا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه
رئاسة الجمهورية اتبع سياسة منفتحة على جميع الأطراف الدولية ومن بينها الجانب
الروسي حيث شهدت العلاقات بين الجانبين تعاونا وشراكة استراتيجية تم التأكيد عليها
خلال زيارة السيسي لروسيا أكتوبر الماضي.
وأوضح حامد، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى
القاهرة ومباحثاته اليوم مع الرئيس السيسي ركزت على مجموعة من الملفات سواء على
الجانب الثنائي وأوجه التعاون بين البلدين والمشروعات المشتركة، أو على المستوى
الإقليمي كالأوضاع في سوريا بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي هناك.
وأشار إلى أن الملف الليبي كان
حاضرا أيضا في المباحثات المصرية الروسية اليوم بعد بدء الجيش الليبي عملية تحرير
طرابلس ونجاحه في السيطرة على مطار طرابلس، مؤكدا أن ليبيا تمثل أولوية لمصر لأنها جزء
من أمنها القومي وأي اهتزاز أو اضطراب في الأوضاع هناك يؤثر تأثيرا كبيرا على
الحدود الغربية لمصر وأمنها.
وأوضح أن المباحثات أيضا شملت جهود
مكافحة الإرهاب والأوضاع في اليمن وستكون هناك زيارة للرئيس السيسي لروسيا في يونيو وقمة
مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث آخر المستجدات وتنسيق المواقف بشأن تلك
القضايا وتوطيد العلاقات على المستوى الثنائي.