قمة مصرية أمريكية غدا في واشنطن.. ودبلوماسيون: العلاقات بين الدولتين استراتيجية.. و3 محاور رئيسية لمباحثات السيسي وترامب.. والإرهاب والقضايا العربية أبرز الملفات المطروحة
أكد
دبلوماسيون أن الزيارة التي سيجريها الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية تكتسب
أهمية خاصة في الوقت الراهن في ظل العلاقات المصرية الأمريكية الإستراتيجية،
للتباحث بشأن القضايا العربية وعلى رأسها الإرهاب والقضية الفلسطينية وكذلك
العلاقات الثنائية وتعميقها في كافة أوجه التعاون.
ويعقد
الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا لقاءا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في
إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي
تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية
للدولتين والشعبين، فضلاً عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية
وتطوراتها.
حيث بدأ
الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح أمس الأحد جولة خارجية، تشمل غينيا والولايات
المتحدة الأمريكية، وكوت ديفوار، والسنغال، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم
رئاسة الجمهورية، بأن جولة الرئيس الخارجية إلى منطقة غرب أفريقيا تأتي في إطار
حرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة.
علاقات إستراتيجية
وقال السفير
محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الأمريكية إستراتيجية
وتأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن في وقت هام للغاية في ظل الظروف التي
تمر بها المنطقة والتطورات التي تحتاج للتشاور السياسي على أعلى مستوى ومنها القضية
الفلسطينية والقرار الأمريكي الأحادي المخالف للشرعية الدولية بشأن ضم الجولان للسيادة
الإسرائيلية.
وأوضح حجازي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا القرار يعقد الموقف ويزيد الابتعاد عن
فرص الحل بشأن القضية الفلسطينية كما يتيح للجماعات الإرهابية الحصول على مكاسب واستغلال
الموقف لصالحها، مؤكدا أن الدعوة الأمريكية للرئيس السيسي لزيارة واشنطن تؤكد الاعتراف
بالدور المحوري لمصر في المنطقة وبحث القضايا الإفريقية الهامة بحكم رئاستها الحالية
للاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى
أن القمة المرتقبة للرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب غدا ستبحث كل تلك التطورات
إلى جانب قضايا مكافحة الإرهاب والنزاعات في المنطقة وخاصة المشهد الليبي بعد التطورات
الأخيرة، حيث تدعو مصر للحوار والقضاء على الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وأضاف أن ملف
العلاقات الثنائية أيضا محوري بالمباحثات حيث تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية دائما
محورية الدور المصري في المنطقة، مشيرا إلى جلسة الكونجرس قبل أيام ووصف سيناتور أمريكي
للرئيس السيسي بإبراهام لنكولن مؤسس الولايات المتحدة في كيفية حفاظه على البلاد من
الفرقة والانقسام.
وأكد أن علاقات
القاهرة وواشنطن إستراتيجية وآليات التشاور بينهما هامة في ظل الدور المصري الكبير
خاصة في القضية الفلسطينية والتهدئة في غزة، مضيفا أن الحوار والتشاور آلية للتغلب
على أية عقبات وموقف مصر في هذا الملف واضح وصريح وهو الالتزام بقواعد الشرعية الدولية
وحل الدولتين.
وتابع مساعد
وزير الخارجية الأسبق أن القمة المصرية الأمريكية غدا مهمة لنقل الرؤية المصرية والعربية
للإدارة الأمريكي لكي لا تزيد من اتخاذ قرارات تضر عملية السلام.
3 محاور للمباحثات
فيما قال السفير
سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الجولة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح
السيسي تشمل محطات هامة سواء دول غرب أفريقيا وتعميق العلاقات والتعاون بين مصر
وهذه الدول، أو الولايات المتحدة الأمريكية وبحث قضايا المنطقة والتعاون الثنائي
نظرا للدور المصري الرائد في الشرق الأوسط.
وأوضح أبو
زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك 3 محاور رئيسية ستركز عليها
مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب غدا، الأول هو محور
العلاقات الثنائية وهي متطورة وعميقة وتتجه للأفضل في كافة المجالات بالتزامن مع
الجهد المبذول من مصر لتسهيل الاستثمارات الأجنبية وزيادة التعاون الاقتصادي مع
كافة الأطراف.
وأضاف أن
الملف الثاني هو الإرهاب نظرا لكون مصر هي الدولة الأكبر في مجابهة الإرهاب وبذلت
تضحيات كثيرة من أرواح أبناؤها واستطاعت اتخاذ مواقفا جادة ضد الإرهاب وتدعو
العالم أجمع إلى اتخاذ موقف جماعي بوقف تمويله أو توفير إيواء لأعضائه واتخاذ
مواقف ضد الدول الراعية للإرهاب.
وأشار إلى
أن الملف الثالث هو أزمات المنطقة حيث تتبنى مصر مواقفها وفقا لمبادئ حاكمة هي
الحفاظ على الدولة الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها واستقرار شعوبها، سواء في سوريا
أو ليبيا أو العراق أو اليمن، موضحا أن المباحثات ستعمل على توضيح وجهات النظر
بشأن تلك القضايا إلى جانب القضية المركزية العربية الأولى وهي القضية الفلسطينية.
وأكد أن
الرئيس السيسي سيوضح موقف مصر في هذا الملف القائم على حل الدولتين طبقا لقرارات
الشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة سلام حقيقي، فضلا عن ملف
هضبة الجولان السورية وتأكيد مصر بأن القرار الأمريكي بضمها للسيادة الإسرائيلية
مخالف للشرعية الدولية ويعرقل أي محاولات لاستقرار المنطقة.