أعرب المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جسارفيتش عن قلق المنظمة من احتمال نشوب صراع طويل في طرابلس المكتظة بالسكان في ليبيا، محذرًا من أن هذا الصراع سيؤدي إلى استنزاف الإمدادات الطبية المتاحة.
وقال جسارفيتش - في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الثلاثاء - إن نداء الاستجابة الحالي للقطاع الصحي هناك والبالغ 43.5 مليون دولار لم يمول منه سوى 6%، مناشدًا الجهات المانحة الحصول على أموال الطوارئ لمواجهة الأزمات الحالية.
وأضاف أن الأيام الثلاثة الأخيرة في ليبيا شهدت سقوط 47 قتيلًا و181 جريحًا وفقا لبلاغات المرافق الصحية، مشيرًا إلى أنه من بين القتلى 9 مدنيين بينهم طبيبين كانا يقدمان الخدمات الضرورية للمدنيين في طرابلس، حيث أن أحدهما قتل أثناء عمله في خدمة الإسعاف الميداني.
وأوضح أن المنظمة وثقت أكثر من 46 هجومًا أثر على العاملين والمرافق الصحية طوال الفترة 2018 - 2019 في جميع أنحاء ليبيا، لافتًا إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 8 عاملين صحيين ومرضى وجرح 24 آخرين.. مشددة مجددًا على أن استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية يخالف القانون الإنساني الدولي.
ونوه بأن قطاع الصحة في ليبيا قام مسبقا بوضع اللوازم قبل تصاعد الأعمال القتالية من أجل الاستجابة بسرعة وفعالية وتشمل وضع لوازم طبية للطوارئ ومجموعات الصدمات في 4 مواقع استراتيجية، موضحًا أن الإمدادات كافية لعلاج حوالي 210 آلاف شخص لمدة 3 أشهر، كما أنه تم علاج حوالي 900 إصابة.
وأشار إلى أن المنظمة وزعت مؤخرًا إمدادات طبية طارئة على 11 مرفقًا صحيًا يمكنها علاج حوالي مليون و100 ألف شخص والتعامل مع 2200 إصابة، منوهًا أن السلطات الصحية فعلت 8 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات الإسعاف الميداني، حيث أن هذه المستشفيات تعمل في طرابلس على مدار الساعة بالتنسيق الوثيق مع المنظمة.
وأعرب عن قلق المنظمة أيضًا إزاء المهاجرين في مراكز الاحتجاز في المناطق المتأثرة بالنزاع، قائلًا: "إن البعض منهم يخضع للعلاج من مرض السل وإن الصراع يعطل استمرارية علاجهم ويعرضهم لمخاطر غير ضرورية"، مؤكدًا أن تقلب الوضع المعقد والقصف المستمر والاشتباكات المسلحة يهددان حياة المدنيين ويعقدان وصول العاملين في المجال الإنساني.
وحذر جسارفيتش من أن المواجهات الحالية تثقل كاهل النظام الصحي المثقل بالفعل في ليبيا مع فترات انقطاع متكررة لسلسلة التوريد، موضحًا أنه مع استمرار النزاع الدائر منذ سنوات في ليبيا تعرضت مئات مراكز الرعاية الصحية الأولية وأكثر من 20 من مستشفياتها للتلف أو الإغلاق.