رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاد العالمي «يوسف شاهين» نكشف علاقته بأمريكا

25-1-2017 | 05:33


كتب: خليل زيدان

 

في ذكرى ميلاد المخرج المصري المبدع يوسف شاهين نلقي الضوء على جانب هام في حياته، وبعض أعماله التي ظهر فيها موقفه واضحًا من أمريكا وانحيازه وحبه لفرنسا.

عاد الشاب يوسف شاهين ذو الـ 22 عامًا من أمريكا؛ بعد أن درس فنون المسرح لمدة عامين بمعهد «باسادينا بلاي هاوس» بكاليفورنيا، ليدخل عالم السينما عن طريق المصور «ألفيزي أورفانيلي» ويخرج أول أعماله عام 1950، وهو فيلم «بابا أمين» ثم فيلم «ابن النيل» عام 1951، وبعدها تتنوعت أفلامه على مدى ثلاثة عقود من الغنائية والكوميدية إلى الواقعية ثم الملاحم التاريخية، وصولًا لأفلام سيرته الذاتية التي ظهر فيها معاداته لأمريكا جملةً وتفصيلاً.

نعم تعلم وعاش في أمريكا، وكثير من الدراسين دائماً ما يشعرون بالحنين أو الفضل لمكان تعلموا فيه أو على الأقل قضوا به سنوات جميلة، وهذا بالفعل ما حدث لشاهين، وكم كان يتمنى أن يستمر في الحياة بأمريكا ويعمل في هوليوود لكن الحلم انتهى عند عدوان 1956 وترسخ العداء بقلبه مع هزيمة 1967، وآفاق على ازدواجية المعايير واستعلاء أمريكا على العالم ، لذا بدأ حملة دفينة لإظهار الوجه الحقيقي لأمريكا وبات موقفه معاديًا تمامًا لها ولممارساتها وسطوتها على الدول الأخرى .

 

بداية العداوة والهجوم الأمريكي

أنتج يوسف شاهين وأخرج فيلمًا تسجيليًا عام 2002 وضع له السيناريو، وهو فيلم «11 سبتمبر»، وبسبب هذا الفيلم بدأت الكراهية من أمريكا ليوسف شاهين، وكانت مدة الفيلم بالتحديد 11 دقيقة و9 ثوانٍ؛ حتى أنه سُميَ أيضًا بنفس الاسم، وكان الفيلم مشاركة من يوسف شاهين ضمن رؤية للمخرج الفرنسي آلان بريجان؛ الذي كلف من خلالها 11 مخرجًا من أنحاء العالم بوضع تصورهم ورؤيتهم لأحداث 11 سبتمبر التي مرت بها أمريكا، وكان فيلم شاهين هو الأكثر جدلاً بين النقاد، وتم تصنيفه أنه يقدم تحليلاً منطقيًا وعقلانيًا للأحداث، وشنت الصحف الأمريكية واليهودية حملة على شاهين واصفة إياه بأنه استفزازًا معاديًا لأمريكا، وأنه يجنح لمعاداتها وأن فيلمه التسجيلي يحتوي على التشفي في أمريكا، ويخلو من التعاطف معها، ولم يكتفوا بذلك الهجوم الإعلامي بل طالبوا بحذف الفيلم من مجموعة الأفلام الحادية عشر؛ لكن المخرج الفرنسي رفض ورد عليهم بأنه يتحمل المسئولية ولن يقوم بدور الرقيب ويحذف الفيلم، فتلك وجهة نظر شاهين وبلاده التي رأت الأحداث بهذا المنظور.

 

الجولة الثانية في «إسكندرية.. نيويورك»

لم يكتف شاهين بما وجهه لأمريكا في فيلمه التسجيلي وما حدث من هجوم عليه، لكنه عاود الكرّة في عام 2004، بفيلم أشد معاداة لأمريكا وهو الفيلم الروائي «إسكندرية .. نيويورك»، وهو فيلم من مجموعة أفلام السيرة الذاتية لشاهين نفسه، وأخرج كل ما في نفسه تجاه أمريكا، ووجه لها انتقادات في العمق وأظهر شاهين الوجود القمعي الأمريكي وسيطرة اليمين الرجعي ووقوع نيويورك تحت سطوة النفوذ الصهيوني، ومعاداة كل ما هو ليس أمريكيًا، وظهر ذلك في أول الفيلم والحوار بين الصديقين الذي يمثل أحدهما حياة يوسف شاهين فيكون الحوار عن رفض أمريكا تمويل مشروع السد العالي، وهنا يربط البطل يحيى بين ذلك ورفض أمريكا أيضًا تمويل فيلمه «الناس والنيل»؛ لأنه يمجد عبد الناصر، ويقول لصاحبه أن أمريكا هي التي أوقفت العدوان الثلاثي، ويصحح صديقه الجملة بأن الإنذار الروسي هو من قام بذلك وليست أمريكا .

 

«الديك الفرنسي» رمز شركة «شاهين»

على الجانب الآخر بدت على شاهين علاقة طيبة بفرنسا، فكان الترحيب الفرنسي الدائم بعرض أفلامه في مهرجان كان، والأهم مساهمة فرنسا إنتاجيًا معه في ثمانية أعمال من خلال القناة الثانية الفرنسية، وهي أفلام «وداعًا بونابرت واليوم السادس وإسكندرية كمان وكمان والمهاجر والمصير والآخر وسكوت ح نصور»، ومسرحية «كاليجوالا»، ومُنِح فيلمه «المصير» الجائزة الذهبية لمهرجان كان، ورأى بعض النقاد أن حب شاهين لفرنسا مثيرًا للدهشة فقد صورها على أنها صاحبة النهضة الحضارية في مصر وظهر ذلك واضحًا في فيلمه «وداعًا بونابرت»، وأغفل أنها كانت بلدًا استعمارية ونسي ما فعلته الحملة الفرنسية بمصر وما تم سلبه من آثار وتم تهريبها لفرنسا، وهنا يتضح لنا جليًا سر معاداة شاهين لأمريكا بسبب ما تنتهجه من سلوك دولي لا يستند إلى العدل.

ومن شدة حبه لفرنسا اتخذ الديك الفرنسي رمزًا لشركته أفلام مصر العالمية.