رئيس جامعة القاهرة يفتتح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الـ 25 لكلية الإعلام حول صناعة الإعلام
افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، المؤتمر العلمي الدولي الـ25 الذي تنظمه كلية الإعلام بالجامعة تحت عنوان "صناعة الإعلام في ظل الفرص والتحديات التكنولوجية والاستثمارية"، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والاساتذة في مجال صناعة الاعلام.
وقال الخشت، خلال كلمته بافتتاح، إن الإعلام لا يقدم أخبارًا فقط، وإنما يشكل وعي الشعوب واتجاهات الرأي العام، موضحًا أن المتلقي للرسالة الإعلامية في الغرب لديه عقل نقدي، ومع ذلك فإن الديمقراطية الغربية هشة لأن رأس المال يتحكم في اتجاهات التصويت.
وأضاف الخشت، أننا نواجه حالة من سياسة القطيع، والبعض يعلق بالشتائم على مضمون دون أن يراه، مشيرًا إلى أن الجامعة تواجه شائعات أحيانا نكون مضطرين لتكذيبها مما يهدر بعض الوقت.
ولفت رئيس جامعة القاهرة، إلى أن الجامعة تعمل في الوقت الحالي على تشكيل العقل المصري الناقد، موضحًا أن الحروب النفسية وحروب الجيل الرابع تشكل مصائر دول، ومصر تواجه إرهاب التضليل وليس فقط إرهاب السلاح.
وطالب الخشت، بتأسيس قسم علمي بكلية الإعلام بالجامعة يتعلق بتكنولوجيا الإعلام، ويشترك مع الأقسام التقليدية الحالية، موضحاً أن الذكاء الصناعي يتدخل في قياس اتجاهات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبها أكدت الدكتورة هبة الله السمري، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، ورئيس المؤتمر، أن التكنولوجيا غيرت المشهد الإعلامي بأدواته واتجاهاته عبر الروبوت والذكاء الصناعي وتطبيقات التحقق من الأخبار وغيرها، مشيرة إلى أن العديد من الدراسات حول العالم أكدت الدور المتنامي للتكنولوجيا في العمل الإعلامي.
وأضافت السمري، أن التكنولوجيا ساهمت في زيادة انتشار الأخبار المفبركة وأدت إلى تحد للقيم المهنية، مؤكدة على ضرورة تحقيق التوازن بين التقنية والقواعد المهنية، قائلة "الصحفي المهني هو من يستخدم التكنولوجيا لصناعة المحتوى".
وقال أسامة هيكل، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، ووزير الإعلام الأسبق، إننا لا نشارك في العالم العربي في صناعة تكنولوجيا الإعلام وإنما نستخدمها فقط، موضحًا أنه لا يمكن لصانع القرار العمل خارج منظومة الإعلام.
وأكد هيكل، أن تطور الإعلام يُصنع خارج الإعلام، في مؤسسات الحرب والصناعة، قائلا "إن شبكة الإنترنت نشأت عام 1969، وكانت للتواصل بين مؤسسات الحكم والجيش الأمريكي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبحت متاحة للجميع".
وتابع هيكل، أن وسائل الإعلام ذات تأثير خطير على الأمن القومي لكل الدول، بما في ذلك مصر، والمتلقي لدينا في مصر عاطفي ويصدق أي شيء يسمعه، قائلًا "ننفق كثيرا على الإعلام، ولكن هل نحقق الهدف من ذلك؟".
ومن جانبها، قالت الدكتورة هويدا مصطفى وكيل كلية الإعلام بالجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وأمين عام المؤتمر، إن التكنولوجيا أصبحت سلاحا ذو حدين، ودفعت القنوات الإعلامية إلى تطوير عملها وأتاحت لها خيارات واسعة، لكنها خلقت تحديات كبيرة، مضيفةً أن التكنولوجيا أثرت إيجابياً في اقتصاديات وسائل الإعلام وأدت إلى تحولات عديدة في صناعة المحتوى الإعلامي.
وأشارت نسيمة شريط، مدير إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية، إلى أن أجهزة الإعلام تلعب دورًا في رسم الأنماط السلوكية للناس، ورسم سياسات الدول، موضحة أن أغلبية الشباب العربي يتأثر بالإعلام، وما ينقله إلينا من أخلاقيات لا تتناسب مع مجتمعنا العربي، مضيفةً أننا نحتاج إلى إعلام قوي برؤية واضحة لمواجهة التحديات المحدقة بالأمة العربية التي تمتلك عشرات من وسائل الإعلام.
ويتضمن المؤتمر العلمي الدولي الخامس والعشرون الذي تنظمه كلية الإعلام بالجامعة 17-18 أبريل الجاري تحت عنوان "صناعة الاعلام في ظل الفرص والتحديات التكنولوجية والاستثمارية"، عدة محاور تتلخص في مناقشة الفرص والتحديات التي تُواجه التعليم والتدريب الإعلامي في الجامعات بهدف تقديم صناعة إعلامية ناجحة، وكذلك استثمار التكنولوجيا المعاصرة في مجالات التدريس والتعرف على الطرق والمناهج المستحدثة في تدريس الإعلام، خاصةً الإعلام الرقمي في ضوء التطورات العالمية والبحث العلمي في مجال الإعلام، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء من مصر والدول العربية والأجنبية، سعيًا إلي رصد وتحليل وتقييم الأوضاع البحثية والاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية للإعلام العربي والعالمي.