اعتبر سياسيون، تصويت المصريين بـ"نعم" على التعديلات الدستورية انتصارا جديدا لملحمة وطنية تمنح البلاد مزيدا من الاستقرار، فضلا عن أنها مرحلة انطلاق صوب الاستقرار والتنمية والعبور بالبلاد من نفق الفتن والمؤامرات، لافتين إلى ضرورة استكمال القيادة السياسية للبرامج الإصلاحية المختلفة لتحقيق الرخاء والتنمية.

وانتهت عملية تصويت المصريين بالداخل في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أمس الاثنين والتي انطلقت السبت الماضي، عبر الاقتراع السري المباشر، ويحق التصويت لـ 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات، قد أكدت في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أن إجمالي عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء يبلغ 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابية، و13919 لجنة فرعية، تفتح أبوابها على مدار الثلاثة أيام من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.

وأكدت الهيئة ثقتها في نزاهة وشفافية الاستفتاء الديمقراطي، استنادًا إلى الإشراف القضائي الكامل بمشاركة 19 ألفًا و339 قاضيًا (أساسي واحتياطي) منهم 15 ألفًا و324 قاضيًا فعليًا على صناديق الاقتراع والباقي احتياطي.

وتشمل أبرز التعديلات دستورية المقترحة، تمديد فترة ولاية الرئيس إلى 6 سنوات، والسماح له بالترشح بعدها لفترة جديدة مدتها 6 سنوات أخرى تنتهي في 2030، كما جرى إقرار المادة التي تجيز تعيين نائبًا أو أكثر لرئيس الجمهورية، وكذلك مادة تنص على تشكيل مجلس أعلى للهيئات القضائية في مصر، كما تتضمن التعديلات موادًا أخرى تتعلق بتعيين النائب العام وتمثيل الشباب والمرأة داخل مجلس النواب ودور واختصاصات مجلس الشيوخ حال إقراره.

استكمال مسيرة البناء

مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال إن نتيجة الاستفتاء التي أسفرت عن "نعم" للتعديلات الدستورية هي بمثابة صك شعبي لاستكمال خريطة البناء والتنمية التي بدأها الرئيس السيسي، مشيرا إلى أن الجميع عليه الامتثال لرغبة الشارع المصري الذي أيد التعديلات الدستورية.

وأشار نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ«الهلال اليوم» إلى أن هناك محاولة تربص واضحة بمؤسسات الدولة ومخططات اعتداء صريحة على مقدسات الشعب التي تتولى القيادة السياسية حمايتها والعمل على صيانتها من أي عبث أو اعتداء.

وأوضح "الغباشي" أن المصريين لديهم قدرة عالية على حسم الأمور وتقرير المصير دون مزايدة من أحد والتاريخ ممتلئ، مؤكدا أن التحديات التي تواجه البلاد وعصفت بأغلب دول المنطقة جعلت أبناء البلاد يصطفون في ظهر القيادة السياسية لعبور تلك المرحلة الحالية التي أوجبت التعديلات الدستورية.

مرحلة انطلاق جديدة

واعتبر ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، خروج نتيجة الاستفتاء بـ"نعم" على التعديلات الدستورية انطلاقة لمرحلة جديدة وحاسمة من عمر البلاد، وانتصارا غير مسبوق من خلال الصناديق، على قوى الشر التي تريد إفساد حياة المصريين وإسقاط مؤسسات الدولة.

وقال رئيس حزب الجيل لـ«الهلال اليوم» إن المصريين لديهم العزيمة والجدية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية والإصلاح مهما كانت التحديات والمخاطر، لافتا إلى أن المصريون سجلوا لحظة فارقة في تاريخ البلاد نظر إليها العالم بقدسية وإجلال وهم يشهدون لمصريين يرسمون مستقبلهم من أمام لجان الاقتراع على مدار الثلاث سنوات.

وأوضح "الشهابي" أن مصر تعبر الآن إلى مرحلة الرخاء والتنمية والاستقرار وقطع الطريق على الخونة والمتآمرين، مشيرين إلى أن المصريين أثبتوا للعالم كله ثقتهم في القيادة السياسية وقدرتهم على تحمل أي ضغوط لأن يدركون أن مرحلة جني الثمار قادمة لا محالة.

الاستقرار والتنمية

وأشاد ياسر قورة، القيادي بحزب الوفد بنتيجة الاستفتاء التي انتصرت لاستكمال مسيرة البناء والإصلاح الاقتصادي، مؤكدا أن المصريين قالوا "نعم" للتعديلات لأنهم يدركون حجم التضحيات التي قدمتها القيادة السياسية والإنجازات التي حققتها على أرض الواقع وسط موجة من المخططات التآمرية والتخريبية التي تتربص باستقرار وأمن الوطن.

وأكد القيادي بحزب الوفد لـ«الهلال اليوم» أن المصريين شيدوا ملحمة دستورية أبهرت العالم وصدمت المتآمرين والخونة أعداء الوطن الذين يتربصون بنا ليل نهار من أجل انتهاز الفرص وجر البلاد إلى مستنقع الفتن، مشيرين إلى أن المواطنين أفسدوا مخططات المتآمرين وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي دأبت على إفساد فرحة المصريين.

ولفت "قورة" إلى أن نتيجة الاستفتاء بـ"نعم" محطة فارقة في تاريخ البلاد وسط مراهنات خاسرة تريد الشر للبلاد، مؤكدين أن المصريين أضافوا فصلا جديدا من التضحية والفداء في تاريخ البلاد الحديث.