مكاسب مصر من «الحزام والطريق».. اقتصاديون: زيادة التبادل التجاري والاستثمارات.. ومصر حلقة وصل بين ثلاث قارات وموقعها هام في طريق الحرير
أكد خبراء اقتصاديون أن مصر تشغل
موقعا هاما في طريق الحرير، وتمثل نقطة ارتكاز ومدخل لأفريقيا وحلقة وصل بين آسيا
وأوروبا وأفريقيا، موضحين أن زيارة الرئيس للصين تزيد أوجه التعاون والتبادل
التجاري والاستثمارات المشتركة، حيث تعتبر علاقات الدولتين متميزة وبينهما مشروعات
في العاصمة الجديدة ومحور قناة السويس وقطاعات أخرى.
ويُعقد
المنتدى، من 25 حتى 27 أبريل الحالي، بمشاركة 37 رئيس دولة وحكومة، وتُعد زيارة
الرئيس السيسي إلى الصين، هي السادسة منذ توليه منصب الرئاسة عام 2014، والتي
التقى خلالها بنظيره الصيني تشي جين بينج، كما التقى بالرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، كما سيشارك غدا في اجتماعات المائدة المستديرة لزعماء ورؤساء حكومات 40 دولة
مشاركة في المنتدى.
الرئيس يمثل أفريقيا
قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير
الاقتصادي، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى مبادرة الحزام والطريق في
العاصمة الصينية بكين تعكس الدور الريادي لمصر، حيث لا يمثل الرئيس السيسي مصر فقط
في المنتدى إنما يمثل القارة الأفريقية كلها في ظل رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأكد الإدريسي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن الصين أطلقت المبادرة في 2013 والتي تستهدف تشجيع التجارة والاستثمار،
حيث تولي بكين اهتماما كبيرا بالقارة الأفريقية وخاصة مصر لأنها تريد تفعيل سبل التجارة
والاستثمار مع أفريقيا بشكل واضح لكونها الملاذ الآمن في ظل الرسوم الجمركية التي تفرضها
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والتي تؤثر على صادراتها إلى تلك الدول.
وأضاف إن ما تمتلكه مصر من موقع إستراتيجي
بين ثلاث قارات وهي أفريقيا وآسيا وأوروبا يعظم من العوائد التي تحصل عليها وحجم الاستثمارات
في المبادرة لتكون حلقة الوصل بين القارات الثلاث، مشيرا إلى أن مصر بعدما حققته من
نجاحات على مستوى المشروعات القومية والإصلاح الاقتصادي بشهادة مؤسسات تمويل وتصنيف
ائتماني دولية تحتاج إلى التروي في الفرص الاستثمارية المتاحة.
وأوضح أن مبادرة الحزام والطريق تمتد
لحدود نحو 70 دولة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا ومصر لها دور فيها ونصيب أكبر في التبادل
التجاري والاستثمارات بحكم موقعها الإستراتيجي، ومن المهم الترويج للفرص الاستثمارية
وتعظيم حجم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية كالبتروكيماويات والصناعات المعدنية
والخشبية والأوراق والجلود وهي كلها منتجات يمكن تسويقها في القارات الثلاث.
زيادة أوجه التعاون
وقالت الدكتورة بسنت فهمي، عضو لجنة
الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين وهي
السادسة له، تفتح آفاقا جديدة للتعاون، ومشاركته في منتدى مبادرة الحزام والطريق تكتسب
أهمية خاصة لأن هذا المنتدى تشارك به 57 دولة وتعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم،
موضحة أن الرئيس تحدث بلسان مصر والقارة الأفريقية.
وأوضحت فهمي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن مصر هي نقطة ارتكاز مع العالم كله حيث تعتبر قناة السويس شريانا حيويا
في حركة التجارة بين الشرق والغرب فضلا عن المزايا الأخرى التي تتمتع بها مصر من مناخ
وبحار ونهر النيل ومناطق استثمارية موجودة بمحور القناة ما يتيح للمستثمرين الإنتاج
والتصنيع والتصدير لكل أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن المنتدى يهدف إلى وضع
صيغة للتعاون بين كل الدول لكي تتحقق الاستفادة للجميع، لأن أي اقتصاد يحتاج إلى ثروات
وتمويل وتكنولوجيا، وهي عناصر لا تمتلكها كل الدول، وبالتالي تجتمع للتعاون ليعود النفع
والمكسب على كل الأطراف بما يحقق أهدافا أخرى كمواجهة الهجرة غير المشروعة والإرهاب.
وأكدت أن مصر لها دور هام في مبادرة
الحزام والطريق في ظل ما تتمتع به من مقومات فهي مدخل أفريقيا منذ قديم الأزل وتمتلك
القوة البشرية وحققت نهضة تنموية في مشروعات البنية التحتية والطاقة وقطعت شوطا كبيرا
في الإصلاح الاقتصادي ما يشجع على زيادة الاستثمارات فضلا عن كونها منطقة التقاء قارات
وممرات.
مؤشرات تميز العلاقات المصرية
الصينية
ومن جانبه، قال الدكتور رشاد عبده،
الخبير الاقتصادي، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية للصين هي الزيارة
السادسة له في خمس سنوات ما يعطي مؤشرا على توافق البلدين وقوة وتميز العلاقات،
حيث حرص الرئيس الصيني تشي جين بينج على دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة بريكس التي استضافتها
بكين سابقا ما يؤكد مكانة مصر الدولية.
وأوضح عبده، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن أحد مؤشرات تميز العلاقات المصرية الصينية أيضا
حينما تعرضت مصر لأزمة في العملة الأجنبية قبل أكثر من عامين سمح الرئيس الصيني
لمصر بتبادل احتياجاتها مع الصين بقيمة 20 مليار يوان صيني أي ما يوازي أكثر من 2
مليار دولار وهو موقف لم تقم به دولة في العالم.
وأشار إلى المشروعات التي تنفذها
الصين في مصر سواء في العاصمة الإدارية الجديدة أو القطار المكهرب أو المنطقة
الصناعية، فضلا عن كون الصين أكبر دولة بينها وبين مصر تبادل تجاري يقدر بنحو 12.5
مليار دولار، وهي كلها مؤشرات على تميز العلاقات، حيث أن مصر والصين من أهم وأقدم
حضارتين في العالم.
وأكد أن مبادرة الحزام والطريق
ستعمل على إحياء طريق الحرير القديم ومصر تهتم بهذه المبادرة ولها موقع هام على
هذا الطريق لأنها بوابة لكل أفريقيا ورابط مع الدول العربية ومن خلال قناة السويس
تصل لكل جنوب أوروبا، مضيفا أن مباحثات الرئيسين السيسي وتشي جين بينج أكدت دفع
التعاون بتوقيع اتفاقيات لتوطين ونقل التجربة الصينية والتكنولوجيا لإحداث نهضة
شاملة بمصر.
وأضاف الخبير الاقتصادي إن الرئيس
الصيني أشاد بخطط الإصلاح الاقتصادي المصري والتنمية التي تخوضها في كافة قطاعات
الدولة.