رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الرئيس السيسي يغادر بكين عائدا إلى القاهرة بعد مشاركته بمنتدى «الحزام والطريق»

28-4-2019 | 04:02


غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم /الأحد/ العاصمة الصينية (بكين) عائدا إلى القاهرة عقب زيارة ناجحة استمرت أربعة أيام، شارك خلالها في قمة منتدى (الحزام والطريق للتعاون الدولى)، وأجرى مباحثات هامة مع عدد من الزعماء المشاركين فى المنتدى.

استهل الرئيس السيسى نشاطه في بكين يوم /الخميس/ الماضى بإجراء مباحثات مع نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تناولت مجمل التطورات السياسة في المنطقة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الرئيس السيسى - خلال اللقاء - على ما يشهده التعاون الثنائي من تطور ملحوظ في مختلف المجالات مع دولة الإمارات العربية الشقيقة، مشيرا إلى ما تحظى به الإمارات (قيادة وشعباً) من مكانة خاصة لدى الشعب المصري، وما تمثله علاقات البلدين من نموذج يحتذي به بين الأشقاء العرب.

من جانبه أشاد الشيخ محمد بن راشد بالدور القومي التاريخي لمصر، وحرصها على صون المصالح العربية وتعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكداً حرص الإمارات على تعزيز التعاون والتكاتف مع مصر من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار فى المنطقة.

كما عقد الرئيس السيسي مساء /الخميس/ الماضى (بتوقيت بكين) جلسة مباحثات هامة مع الرئيس الصيني شى جين بينج، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، حيث رحب الرئيس الصيني بالرئيس السيسي، مؤكداً ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الصيني، مشيداً في الوقت ذاته بما حققته مصر على صعيد التنمية ونجاحها في تحقيق إنجازات واضحة على صعيد الإصلاح الاقتصادي، فضلا عن تحقيق الأمن والاستقرار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم في تحفيز الشركات الصينية للعمل في مصر للاستفادة؛ مما تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة.

من جانبه أكد الرئيس السيسى حرصه على المشاركة في قمة منتدى (الحزام والطريق للتعاون الدولي)، أخذاَ فى الاعتبار ما تمثله مبادرة (الحزام والطريق) من أهمية في ظل أنها تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة وتحقيق تطلعات شعوبنا في الاستقرار والرخاء، مشددا على حرصه على تعزيز الشراكة مع مبادرة (الحزام والطريق) وتوظيف إمكانيات مصر وقدراتها لتدعيم المبادرة وتوسيع نطاق إسهامها في تعزيز التنمية المستدامة، ومد جسور التواصل الثقافي والفني والفكري بين الأمم والشعوب.

كما استعرض اللقاء عددا من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على الاستفادة من التجربة الصينية في إطار السعي لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة على غرار النهضة الصينية.

من جهة أخرى، التقى الرئيس السيسي - يوم /الخميس/ الماضى - مع وانج يانج رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حيث أشاد الرئيس السيسي بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، مؤكداً أن مصر تسعى - دائما - للارتقاء بعلاقاتها مع الصين في جميع المجالات، وتوسيع وتنويع أطر التعاون المختلفة.

من جانبه، أكد "يانج" أن مصر بما تشهده من عملية إصلاح اقتصادي ونهضة تنموية ووضع سياسي وأمني مستقر، تعتبر سوقًا واعدًا للاستثمارات والشركات الصينية، مشددًا على حرص بلاده على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع مصر، ودراسة سبل تعزيز التبادل التجارى بين البلدين.

 

من ناحية أخرى شارك الرئيس السيسى - يوم /الجمعة/ الماضية - في الجلسة الافتتاحية للشق رفيع المستوى من قمة منتدى (الحزام والطريق للتعاون الدولي)، حيث ألقى كلمة أكد - خلالها - أن مبادرة (الحزام والطريق) تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية في إطار بالنسبة لنا (رؤية مصر 2030) للتنمية المستدامة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق، كما تتفق مع أولوياتنا التنموية، من حيث تحفيز النمو الاقتصادي والتصنيع، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالي، بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافي.

وأشار الرئيس إلى أن أهداف المبادرة تتسق مع جهود مصر لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفي مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعي وتجاري ولوجستي، يوفر فرصاً واعدة للشركات الصينية، وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، خاصة لتلك الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.

كما عقد الرئيس السيسى - الجمعة الماضية - اجتماعا مع نخبة من مجتمع رجال الأعمال الصيني، أكد خلاله الرئيس حرص الدولة على تذليل مختلف العقبات التي قد تواجه الشركات الصينية في مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري معها، وتنمية الاستثمارات المشتركة للاستفادة من الفرص المتاحة، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر سواء من خلال توسع الشركات الصينية المستثمرة بمصر في مشروعات جديدة، أو دخول شركات صينية جديدة للاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وقد شهد الاجتماع حواراً مفتوحاً مع رؤساء وممثلى الشركات الصينية، الذين أعربوا عن إعجابهم بالتغيرات الإيجابية التى تشهدها مصر، وما لاحظوه من نشاط وتنام في السوق المصرية، وحرص من المسئولين المصريين على الإسراع بعملية التنمية، مؤكدين ترحيبهم بتكثيف التعاون مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين، كما استعرضوا خططهم للاستثمار فى مصر أو للتوسع فى مشروعاته القائمة فى العديد من المجالات.

من ناحية اخرى التقى الرئيس السيسي - مساء /الجمعة/ الماضية - نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذى قدم التهنئة - للرئيس السيسى - على نجاح عملية الاستفتاء الأخيرة على تعديل الدستور والمشاركة العريضة من جموع الشعب المصري، وهو الأمر الذي يمهد لاستمرار عملية التنمية والبناء في مصر في مناخ من الاستقرار والأمن.

من جانبه أعرب الرئيس السيسى عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات، والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال زيارته الأخيرة لروسيا في أكتوبر 2018، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة التي سيتم البدء في تنفيذها، خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

كما تم استعراض التعاون الثلاثي ما بين مصر وروسيا في القارة الإفريقية في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الافريقي علاوة على عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مستجدات المسألة الليبية والأزمة السورية وكذلك القضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤي على حتمية التمسك بالتوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك النزاعات وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة، ومن أجل استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.

وفي السياق، شارك الرئيس السيسي - مساء /الجمعة/ الماضية أيضا - في مأدبة عشاء رسمية أقامها الرئيس الصيني "شى جين بينج" فى قاعة الشعب الكبرى ببكين، تكريماً للقادة المشاركين بقمة منتدى (الحزام والطريق والتعاون الدولي).

والتقى الرئيس السيسى - على هامش مأدبة العشاء - بعدد من القادة ورؤساء الدول، من بينهم الرئيس البرتغالي "مارسيلو دي سوزا"، ورئيس الاتحاد السويسرى "أوَلي ماورَر"، حيث تباحث الرئيس معهما بشأن بعض الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية، ومنها المتعلق بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر وما توفره من إمكانات ضخمة استثمارية تفتح الباب أمام التعاون التجاري والاستثماري المشترك بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية في إطار دفع جهود التنمية في منطقة جنوب المتوسط ودول القارة الافريقية؛ بما يسهم في معالجة الجذور الرئيسية لآفة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية، ويساعد فى إعادة الاستقرار والأمن إلي المنطقة.

من ناحية أخرى، شارك الرئيس السيسي - أمس /السبت/ - في جلسات المائدة المستديرة خلال أعمال قمة مبادرة (الحزام والطريق للتعاون الدولي)، بحضور الرئيس الصيني وعدد من رؤساء الدول والحكومات، حيث ألقى الرئيس كلمة خلال الجلسة الأولى للمائدة المستديرة، أكد خلالها العلاقة الوثيقة بين تطوير البنية الأساسية، وتحقيق التنمية الشاملة للدول أعضاء المبادرة، وأن تشابك تلك العلاقة ازداد مع تنامي ترابط المصالح العابرة للحدود بين الدول، وتسارع التطور التكنولوجي، مشيرا إلى أن تخصيص القمة لجلسة تتناول دور البنية التحتية في تحقيق التكامل الاقتصادي وتعزيز النمو المستدام يعكس أهمية الاستثمار في البنية التحتية من أجل تحقيق التنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

واستعرض الرئيس السيسي - في كلمته أيضا - عدة نقاط رئيسية، في إطار التجربة المصرية الوطنية، وعلاقتها بمحيطها الإقليمي والدولي، وارتباطها بمبادرة (الحزام والطريق)، مشيراً إلى أن مصر أقامت - على مدى السنوات الماضية - سلسلة من المشروعات القومية الكُبرى لتطوير البنية التحتية، على نحو يسهم في دفع معدلات النمو، وتوفير فرص عمل جديدة، وقد تم الحرص عند التخطيط لهذه المشروعات، على إيجاد ترابط بينها على اختلاف مواقعها وتوزيعها الجغرافي علي رقعة القطر المصري، وفق رؤية تنموية شاملة، تهدف لتعظيم مردودها من خلال ربطها بالفرص الاستثمارية الخارجية، مستندين - في ذلك - إلى موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي الفريد.

كما أجرى الرئيس السيسى - مساء أمس بمقر إقامته ببكين - مباحثات هامة مع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، أكد خلالها الرئيس السيسى عمق العلاقات المتميزة والتاريخية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن التنسيق والتعاون القائم بينهما للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، معربا عن دعمه عن دعمه الكامل للتعاون المشترك بين الأجهزة المختصة في كل من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابسات قضية مقتل الطالب الايطالى ريجينى والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

وركزت المباحثات بين الجانبين - كذلك - حول تنسيق الجهود في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالاضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس السيسي ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا؛ بما يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها، ويسهم في القضاء على الإرهاب فى هذا البلد الشقيق.