أصاب الرئيس عبد
الفتاح السيسي كبد الحقيقة في حواره المفتوح مع عمال مصر في الاحتفال بعيدهم حيث
شخص الرئيس وبشجاعة قائد مصلح راغب في تغيير حقيقي أن بعض المؤسسات والهيئات
والمنشآت باتت من قبيل "سد الخانة" أي يستوى اليوم وجودها وعدمها فلم
تعد سوى ذكرى لمحاولة النهوض بالمجتمع تسكب عند عتباتها العبر.
هذا بالضبط داء
أصاب الداء الحكومي فبات لدينا مدرس لا يعلم وطبيب لا يعالج ومهندس لا يبني ومدير
لا يشعر به أحد ..و و... أمثلة لا تعد ولا تحصى لأشباح مؤسسات تحولت من قاطرة تدفع
هذا البلد إلى الأمام إلى حجر عثرة وعبء يحتاج إلى أضعاف أضعاف جهد بنائه ليعود
إلى ممارسة دور غاب عنه لعقود طويلة.
ولأن الرئيس يدرك
جيدا قيمة الوقت وثمنه الباهظ أغلق باب الجدل عن المسئول عما أصاب كياناتنا
الصناعية من ترهل وهشاشة وانحدار مؤكدا أنه لا نجاح يتحقق إلا بتشارك القيادة
والشعب ولا يجوز تحت أي منطق أن يتحمل طرف المسئولية وحده فلنوقف الجدل بالبحث عن
الجاني ولنبدأ سويا تفكيرا عميقا عن كيفية النهوض بهذه المؤسسات من جديد لتغادر موقع
"سد الخانة" إلى آفاق تغيير الواقع.
أكد الرئيس أنه
يجب أن نفتش في سلوكنا ونحن نناقش بموضوعية مشكلات حياتنا ومستقبل أولادنا وضرب
لنا الرئيس مثالا واضحا وضوح الشمس حاملا مضمون الرسالة التي يريد أن يبعث بها
إلينا حيث تساءل سيادته لماذا يفشل قطاع النقل بمصر ويتعثر وتنجح شركة مثل "أوبر"
وهنا وكعادته لا يحب الرئيس أن يسئ إلى أحد فهو يقصد بلا شك الإشارة إلى العنصر
البشري ولكل منا حق المقارنة بين انضباط العنصر البشري كيف يهتم العامل بالتفاصيل
هنا ولا يهتم بها هناك لماذا يحرص العامل هنا على رضاء عميله ولا يأبه به هناك
لماذا ..ولماذا ..ولماذا تساؤلات كثيرة إجابتها واحدة وهي غياب إرادة النجاح
والإخلاص ،غياب الخوف من ضياع كيان يؤمن لي ولأسرتي حياة كريمة فما بال كل مقصر
اليوم وهو يرى نفسه ومصيره في حسابات
مضطربة وأوضاع قاسية جاءت نتيجة طبيعية للامبالاة إدارية داخل هذه الكيانات
المتعثرة التي كانت تتعلق بها الأبصار يوما ما.
إن إصلاح أحوال
الشركات والمؤسسات المتعثرة لن يتأتى إلا بتشكيل قناعة كاملة يشترك فيها قائد
المؤسسة وأحدث عامل فيها يكون قوامها أن هذا الكيان الذي يظلنا هو بيتنا الذي
تصدعت جدرانه وجميعا معرض للخطر فلنواصل الليل بالنهار لتحديث إمكانياتنا وأدواتنا
حتى تواكب عصر تخلفنا عنه طويلا لأسباب عديدة لا طائل من الجدل حولها .. "الكل
مسئول ..والكل ضامن " ليكن هذا الشعار هو قانون إعادة إحياء قطاعنا الصناعي وشركاتنا
ومؤسساتنا.. ليشمر كل منا عن ساعده مخلصا معليا قيمة الإيثار ليترك لمن بعده سماء
يستظل بها أو أرضا تقله .. ليسقط كل منا شعار أنا ومن بعدي الطوفان .. لنترك الأنانية
الوظيفية والبحث عن مكاسب خاصة حتى ولو كانت رقصا على جثة مصنعي أو شركتي أو
مؤسستي .
إن الخروج من حكم
"سد الخانة" هو السبيل الوحيد وهو طوق النجاة من تلاطم أمواج عاتية لن
تفرق بين أحد وساعتها لن ينفع الندم لتتحول مؤسساتنا من كيانان وهمية إلى كيانات
فاعلة قادرة على توفير احتياجات المصريين وتغنيهم عن استيراد يذهب بثرواتهم إلى
أناس لا يتفوقون علينا في شئ إلا إدراك واقعهم والعمل بجد على تغييره ..لتعد شركات
قطاع الأعمال العام إلى مقدمة المشهد من جديد وليعلم الجميع أن ذلك لن يكون سهلا
ميسورا إلا أن الإرادة المصرية إذا استجمعت قواها وعزمت أمرها فهي قادرة على صنع
المعجزات وتذليل الصعاب فعلى الله قصد السبيل.