قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إنَّ الله شرع الصيام تطهيرًا للأرواح، وحفظًا لها من طغيان الجسد وشهواته، ولم يشرعه من أجل آلام الجوع والعطش فحسب، فهو شهر تغفر فيه السيئات وترفع فيه الدرجات وتتنزل فيه الرحمات.
جاء ذلك في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر اليوم، التي دار موضوعها حول "الاستعداد لشهر رمضان".
وأضاف الدكتور لاشين ، أن لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار، فطوبى ثم طوبى لمن تعرض لنفحات ربه وجوده وإحسانه، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا. وأوضح أن بلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة يجب أن يفرح بها المؤمنون وحُق لهم ذلك. ويقول تعالى ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون﴾، لأنه موسم عظيم من مواسم التجارة الرابحة مع أكرم الأكرمين، مبينًا أنه إذا كان التجار يستعدون للمواسم التي تضاعف فيها الأرباح، فحري بالمسلم أن يستعد لهذا الموسم العظيم الذي تضاعف فيه الأجور بغير حد ولا مقدار.
وأوضح أنه يجب علينا أن نستعد لهذا الشهر الكريم ، والاستعداد لاستقباله يكون بأمور منها: التوبة النصوح إلى الله؛ لأن الذنوب تحول بين العبد والخير، فتكون عائقًا عن القيام بالأعمال الصالحة، فإذا تاب من ذنوبه انبعثت النفس بالطاعات وأقبلت عليها، كما طالب بصلة الرحم والبعد عن القطيعة لأنها تمنع صاحبها من المغفرة وقبول أعماله الصالحة، كما أن علينا أن ندعو الله أن يبلغنا رمضان.
واختتم خطيب الجامع الأزهر أنه ينبغي للعبد الإكثار من الدعاء في هذا الشهر الكريم بأن يعينه الله على مرضاته، فإنه ليس الشأن بلوغ الشهر فحسب بل بالتوفيق فيه للطاعات، فكم من إنسان بلغه الله الشهر لكنه لم يوفق فيه للخير بل ربما ارتكب الكبائر فيه.