رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أهالي أسوان يرسمون "لوحة فنية" ابتهاجا بقدوم شهر رمضان المعظم

4-5-2019 | 18:56


بعادات وتقاليد توارثوها منذ القدم.. استعد الأسوانيون لاستقبال شهر رمضان المبارك بالزينات الملونة وبالأنوار والفوانيس الكبيرة التي كست الشوارع والمساجد وحولتها إلى لوحة فنية من الإبداع، وبدا الجميع مستبشرين بقدوم الشهر الفضيل.


وشهدت منطقة ميدان الحاج حسن والسيدة نفيسة - بوسط المدينة - المشهد الأبرز في مدينة أسوان "عاصمة المحافظة"، ولا سيما وأن المنطقة التي تشتهر بشوارعها التاريخية القديمة لها قيمة خاصة وتضم مسجد العارف بالله حسن الأسواني والذي دفن في هذا المكان عام 313 هجريا، ومنذ ذلك التاريخ قد تحول المكان إلى مزار سياحي وديني لأهالي المحافظة وزوار مصر من المواطنين والسائحين الأجانب.


كما تضم المنطقة ذاتها مقاما للسيدة نفيسة "رضي الله عنها"، وقد اهتم الأهالي وأصحاب المحال التجارية بتزيين واجهات محالهم والشوارع المحيطة بها بالزينات الرمضانية المعروفة، وأفرع الأنوار والتي نسجت لوحة فنية فريدة في مشهد من الروحانيات في هذه البقعة الساحرة بقلب مدينة أسوان.


ويؤكد حسين الشاذلي رئيس مجلس إدارة مسجد الحاج حسن، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، حرص أهالي المنطقة سنويا وفي نفس هذا التوقيت وقبل حلول الشهر الكريم، على تزيين المنطقة المحيطة بالمسجد وكذلك الشوارع المؤدية إليه باعتبار المنطقة من المناطق التاريخية لمدينة أسوان القديمة، مضيفا أن أصحاب المحال التجارية يحرصون كذلك على جمع التبرعات للإنفاق منها على المائدة الرمضانية التي تقام أمام المسجد طيلة الشهر الكريم.


وعلى بُعد خطوات من محيط منطقة الحاج حسن تبرز منطقة ميدان السيدة نفيسة والشواربي القديم، والتي تشتهر ببيع الفوانيس الصيني وفوانيس الأركت لهذا العام وذلك في مشهد بانورامي فريد لم يعتاد أهالي أسوان على مشاهدته إلا بهذه المناطق.


وتشتهر المنطقة ببيع الفوانيس الصيني والفوانيس المصنوعة يدويا والتي تمتد على جانبي الطريق بداية من ميدان السيدة نفيسة وحتى نهايته بمنطقة الشارع الجديد، وتنتشر رائحة البهارات والعطور ما يشكل مزيجا فريدا يفوح في أروقة هذا المكان الذي يتواجد فيه أيضا باعة وأصحاب محال لبيع الأعشاب الطبية وأدوات التجميل والحناء والوصفات الأسوانية والتوابل والتي يحرص أغلب زوار المنطقة على شرائها، كما يحرصون على رسم الحناء وشراء العطور ومستحضرات التجميل من البائعات السودانيات.


ويقول حمادة مدبولى تاجر أقمشة وملابس بمنطقة السيدة نفيسة، في تصريحات لـ"أ ش أ" إن أهالي المنطقة درجوا على الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم، بعادات وتقاليد متوارثة منذ زمن من خلال تزيين محالهم التجارية بالأنوار والزينات الورقية التي امتلأت بها الطرقات.


وأضاف "افترش أصحاب الفوانيس ببضائعهم السوق بطوله، وقام عدد من أصحاب الفروشات بطرح الياميش الرمضاني، ومستلزمات الشهر الكريم من الأغذية والمشروبات الأسوانية الشهيرة والتي يأتي في مقدمتها العرقسوس والكركدية والتمر هندي و(الأبربه) وهو مشروب نوبي - أسواني شهير يتناوله الصائم عقب إفطاره مباشرة، وأيضا باعة الخضر والفاكهة".


واستطرد قائلا إن كل منهم يحتفل بطريقته الخاصة باستقبال الشهر الكريم فيما تتصدر الزينات والأنوار ومكبرات الصوت المخصصة لإذاعة أغاني رمضان الشهيرة المشهد دائما .


ويكمل قائلا إن للأسواق دائما رائحة الحياة، فهي أكثر الأماكن تأثيرا في زائريها، كما أن لكل منها ملامحها ورائحتها ونكهتها الخاصة، ودائما ما تقبع مناسبة شهر رمضان كأجمل الذكريات .


في سياق متصل شدد أحمد إبراهيم محافظ أسوان على جميع الجهات التنفيذية ومديريات الخدمات بضرورة رفع درجة الاستعداد وطالب العاملين بها باليقظة التامة من أجل تيسير وتسهيل عمل وأداء الخدمات والمرافق العامة وتهيئة المناخ المناسب أمام المواطنين والأهالي لاستقبال الشهر الكريم بالشكل المطلوب .


وكلف المحافظ رؤساء المراكز والمدن بضرورة المتابعة الميدانية لجميع منافذ بيع السلع للجمهور، مع تفعيل دور غرف العمليات لمتابعة انتظام المرافق العامة والأسواق المحلية بالتنسيق مع مديرتي التموين والصحة، بجانب متابعة الحد من الزينات الكهربائية ومراعاة الترشيد لضمان انتظام التيار الكهربائي والحد من الاستهلاك، إضافة إلى التنسيق مع مديري الأوقاف والأزهر والثقافة والشباب والرياضة لإعداد برامج حافلة ومتنوعة لإحياء ليالي شهر رمضان تشمل محاضرات وندوات ومسابقات بجميع المجالات الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية وغيرها من المجالات بما يتناسب مع عظمة هذا الشهر الكريم داخل المساجد الرئيسية والأندية ومراكز الشباب وقصور وبيوت الثقافة.