قررت اللجنة العليا للإنتخابات التركية إعادة الإنتخابات البلدية في مدينة إسطنبول بعد الطعون التي تقدم بها حزب العدالة والتنمية بعد فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري برئاسة البلدية هناك.
ورحب حزب العدالة والتنمية بالقرار بعدما سماه بالمخالفات في عملية الانتخاب التي جرت في مارس الماضي في الوقت الذي قررت فيه المعارضة المشاركة بالإنتخابات للمرة الثانية وعدم مقاطعتها مع بعض التجمعات في مدينة اسطنبول احتجاجا على القرار مع ترديد هتافات ضد الحكومة.
وحول عملية إعادة الانتخابات في بلدية اسطنبول أجرت وكالة سبوتنيك اتصالا هاتفيا اليوم مع المحلل السياسي التركي فائق بلط والذي تحدث عن أهمية اسطنبول في المعركة الانتخابية التركية قائلا: تأتي أهمية اسطنبول من كونها العاصمة التجارية التركية، وهي المركز الاقتصادي وجميع الأمور المالية والاقتصادية تدور في اسطنبول الأمر الثاني هو أن اسطنبول هي مصدر الموارد المالية والتجارية التي تتمتع بها السلطة الحالية وجميع السلطات السابقة وحزب العدالة والتنمية هو الأكثر استثمارا وانتفاعا من هذه الموارد ليس لصالح الدولة أو المواطنين وإنما لصالح مؤيدين للحزب الحاكم وللجماعات الدينية ولشراء الولاء حيث يوجد أكثر من مليوني شخص ينتفعون بالمساعدات المالية التي يقدمها الحزب الحاكم.
ويتابع بلط: "هناك نقطة مهمة هي رمزية اسطنبول فهي كانت عاصمة للدولة العثمانية وحزب العدالة والتنمية من مناصري الإمبراطورية العثمانية والرئيس التركي كان قد ترقى من اسطنبول عندما كان رئيسا للبلدية هناك ليصل إلى عرش الرئاسة وقد يخشى أن من يتولى قيادة إسطنبول قد يكرر التاريخ ويمهد الطريق أمامه نحو السلطة."
ويرى الكاتب الصحفي والنائب السابق في البرلمان التركي رسول طوسون في حديثه مع "سبوتنيك" اليوم أن أهمية إسطنبول تنبع من كونها أكبر المدن التركية والعاصمة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لتركيا ويتابع: هي رمز الانتخابات التركية والقاعدة في الانتخابات التركية هي أن من يفوز في اسطنبول يفوز بتركيا لذلك كل من المعارضة والحزب الحاكم مهتمون بانتخابات اسطنبول.
وحول النتائج المتوقعة للانتخابات في المرة الثانية، يرى المحلل بلط أن هناك عدة أمور يمكن أن يستخدمها كلا الطرفين في الانتخابات القادمة، ويوضح: من الممكن القول ان هناك بعض الأمور لصالح كل طرف، فالمعارضة أثبتت أن الحزب الحاكم قابل للهزيمة، ومعنويات الشارع المعارض عالية جدا، وهذا قد يدفع بعض العناصر المتعاطفة معه للتصويت لصالح مرشح المعارضة، وتوحيد صفوف المعارضة للفوز مرة أخرى، وبعد أن أصبحت المعارضة على ثقة بأن تلاعب حصل في الأصوات لصالح الحزب الحاكم في الانتخابات السابقة، اتخذت عدة تدابير للحيلولة دون حدوث هذا الأمر مرة أخرى، وهو ما قد يكون سببا مهما لفوز المعارضة.