رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ماذا يكسب الجسم من الصيام؟ إنقاص الوزن.. تحويل الدهون إلى طاقة مغذية.. التخلص من السموم.. تقليل مستويات الكوليسترول وخطر الإصابة بمرض السكري

9-5-2019 | 13:43


أفاد تقرير مفصل نشرته قناة "بي بي سي" البريطانية، عن فوائد الصيام خلال شهر رمضان وفقا لدراسات وخبراء وأطباء دوليون، وأهمية ما يتمتع به ملايين المسلمين من مطلع الفجر إلى غروب الشمس لمدة 30 يوما خلال شهر رمضان.

 

وقال التقرير إن حلول شهر رمضان وافق في السنوات الأخيرة أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي، لذا أصبحت فترات النهار أطول مع حرارة الطقس، ويعني ذلك أن بعض الدول، مثل النرويج، تشهد صياما يصل إلى 20 ساعة يوميا خلال شهر رمضان هذا العام.

 

والسؤال هل يمكن أن يكون ذلك جيدًا على صحتك؟ فيما يلي ما يحدث للجسم أثناء الصيام لمدة 30 يوما.

 

أول يومين هما أصعب فترة صيام، إذ لا يدخل جسم الإنسان، من الناحية الفنية، في "حالة صيام" إلا بعد ثماني ساعات أو نحو ذلك من تناول آخر وجبة، إذ يعد هذا الوقت هو الفترة التي تنتهي فيها الأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وبعد ذلك تستعين أجسامنا بالجلوكوز المُخزن في الكبد والعضلات لتوفير الطاقة، وبمجرد نفاد مخزون الجلوكوز في وقت لاحق أثناء فترة الصيام، تصبح الدهون المصدر التالي لتوفير الطاقة للجسم.

 

وأوضح التقرير: "عندما يبدأ الجسم في حرق الدهون، يساعد ذلك في إنقاص الوزن، وتقليل مستويات الكوليسترول، فضلا عن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، وانخفاض مستويات السكر في الدم يسبب ضعفا وحالة خمول، وقد يصاب المرء بالصداع والدوار والغثيان وصعوبة التنفس، يحدث ذلك عندما تصل مستويات الجوع إلى أشد درجاتها.

 

عندما يبدأ الجسم التعود على الصيام، تتفكك الدهون وتتحول إلى سكر في الدم، ويعد من المهم جدا اتباع نظام غذائي متوازن من حيث المواد الغذائية، بما في ذلك بعض البروتين والأملاح والمياه.

 

تعوّد الجسم، أيام 8 إلى 15 من الصيام ستشهد تحسنا في الحالة المزاجية، بحلول المرحلة الثالثة، نظرا لتكيف الجسم تماما مع الصيام.

 

ووفقا لتقرير "بي بي سي" يقول رازين مهروف، استشاري التخدير وطب العناية المركزة في مستشفى أدينبروك في كامبريدج، إن ثمة مزايا أخرى.

 

ويضيف: "نأكل في حياتنا اليومية العادية الكثير من السعرات الحرارية، وهو ما قد يمنع الجسم من أداء المهام الأخرى بطريقة مناسبة، مثل الإصلاح الذاتي".

 

ويقول مهروف: "الصيام يصحح ذلك، على نحو يسمح للجسم بتوجيه الانتباه إلى وظائف أخرى. لذا يفيد الصيام الجسم عن طريق تسهيل الشفاء ومنع الالتهابات ومكافحتها".

 

خلال النصف الأخير من شهر رمضان، يكون الجسم متكيفا تماما مع عملية الصيام، ويخضع القولون والكبد والكلى والجلد الآن لفترة لعملية التخلص من السموم الآن.

 

يقول مهروف: "صحيا، في هذه المرحلة، يجب أن تعود وظيفة العضو إلى أقصى أداء.. قد تتحسن الذاكرة والتركيز وقد يتوفر المزيد من الطاقة".

 

ويضيف: "لا يجب أن يلجأ الجسم إلى البروتين للحصول على الطاقة. يحدث هذا عندما يدخل في حالة "الجوع الشديد" وتُستخدم العضلات للحصول على الطاقة، أثناء الصيام المتواصل لفترات طويلة من أيام إلى أسابيع".

 

ويتابع مهروف: "بينما تمتد فترة الصيام في رمضان من الفجر حتى الغسق فقط، تتوافر فرصة كافية لإعادة تزويد أجسامنا بالأطعمة والسوائل التي تزودنا بالطاقة.. ويحافظ ذلك على العضلات كما يساعد في إنقاص الوزن".

 

هل الصيام مفيد للصحة؟

 

يقول مهروف نعم، إن الصيام مفيد للصحة لكن بشرط، أن يفيد الصيام صحتنا لأنه يساعدنا على أن نركز على نوع الطعام الذي نتناوله ومتى، ومع ذلك، على الرغم من أن فترة الصيام لمدة شهر فترة جيدة، فإنه لا يُنصح بالصيام لفترات أطول على نحو متواصل".

 

وأوضح: "لا يعد الصيام المستمر وسيلة جيدة لإنقاص الوزن على المدى الطويل، لأن الجسم سيتوقف في النهاية عن تحويل الدهون إلى طاقة، وبدلا من ذلك يتحول إلى العضلات، وهو غير صحي ويعني أن الجسم سيشعر بالجوع الشديد".

 

ويقترح مهروف أن الصيام المتقطع (باستثناء رمضان)، أو اتباع نظام غذائي 5: 2 (أي الصيام ليومين في الأسبوع وسط أيام يتوافر فيها الغذاء الصحي)، سيكون البديل الصحي الأفضل من الصيام المستمر لعدة أشهر في المرة الواحدة.

 

ويتابع: "ينبغي أن يسمح لك صيام رمضان، إذا كان بالشكل الصحيح، بتجديد إمداد الجسم بالطاقة يوميا، مما قد يعني أنك تنقص وزنك دون حرق أنسجة العضلات القيمة".